المطيري: حريصون على تعزيز مهارات الديبلوماسيين

اختتمت جامعة الدول العربية بالتعاون مع مركز القاهرة الدولي لتسوية النزاعات وحفظ وبناء السلام دورة تدريبية مكثفة للديبلوماسيين الكويتيين، بهدف تعزيز التعاون الدبلوماسي وتنمية القدرات الدبلوماسية الشابة. وقد جرت فعاليات الدورة في مقر الجامعة بالقاهرة خلال الفترة من الأول إلى الخامس من الشهر الجاري، وذلك في إطار سعي الكويت الدائم لتطوير كفاءة كوادرها الدبلوماسية. تأتي هذه المبادرة في وقت تشهد فيه المنطقة تحديات جيوسياسية متزايدة.
أكد السفير طلال المطيري، مندوب الكويت الدائم لدى جامعة الدول العربية، أن الدورة تعد خطوة هامة في دعم العلاقات الثنائية بين الكويت والجامعة العربية، بالإضافة إلى مركز القاهرة. وأضاف أن مشاركة الدبلوماسيين الكويتيين تهدف إلى إطلاعهم على أحدث آليات العمل العربي المشترك وكيفية التعامل مع القضايا الإقليمية المعقدة. وتهدف هذه الدورات إلى مواكبة التطورات الدولية.
أهمية تطوير الكفاءات الدبلوماسية وتعزيز التعاون الدبلوماسي
تولي الكويت اهتمامًا بالغًا بتطوير الكفاءات الدبلوماسية لمواكبة التغيرات الحاصلة في الساحة الدولية، وذلك انطلاقًا من رؤيتها الساعية إلى تعزيز دورها الإقليمي والدولي. ويعتبر الاستثمار في تدريب وتأهيل الدبلوماسيين جزءًا أساسيًا من هذه الرؤية، حيث يساهم في إعداد كوادر قادرة على تمثيل مصالح الكويت والدفاع عنها بفعالية. بالإضافة إلى ذلك، يمثل التعاون الدبلوماسي مع المنظمات الإقليمية والدولية ركيزة أساسية للعمل الدبلوماسي الكويتي.
موضوعات الدورة التدريبية
شمل البرنامج التدريبي مجموعة متنوعة من الموضوعات التي تهم الدبلوماسية الكويتية. وتناول ذلك آليات عمل جامعة الدول العربية، من حيث الهيكل التنظيمي، ودور الأمانة العامة، واللجان المختلفة. كما تم تخصيص جزء كبير من الدورة لمناقشة أبرز القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية المطروحة على الساحة العربية، بما في ذلك قضايا الأمن الإقليمي ومكافحة الإرهاب.
وبالتركيز على الجانب العملي، استعرضت الدورة مساعي مركز القاهرة الدولي لتسوية النزاعات وحفظ وبناء السلام في مختلف مناطق الصراع. وقد أشاد المشاركون بالخبرات التي يمتلكها المركز في مجال التفاوض والوساطة وإدارة الأزمات. كما تم التطرق إلى دور الدبلوماسية الوقائية في منع نشوب النزاعات أو تصاعدها.
من الجانب الآخر، أكد المشاركون أن الدورة ساهمت بشكل فعال في تعزيز مهاراتهم التحليلية وقدرتهم على التعامل مع الملفات الدبلوماسية المعقدة. ورأوا أن المعرفة التي اكتسبوها حول آليات العمل العربي المشترك ستساعدهم في أداء مهامهم بفاعلية أكبر. ويتوقع أن ينعكس ذلك إيجاباً على أداء وزارة الخارجية الكويتية.
وذكر السفير المطيري أن الدورة وفرت منصة هامة لتبادل الخبرات والمعلومات بين الدبلوماسيين الكويتيين والمسؤولين في جامعة الدول العربية ومركز القاهرة. وأشار إلى أن هذا التبادل ساهم في تعزيز التفاهم المتبادل وتحديد أوجه التعاون المستقبلية. كما أعرب عن تقديره للجهود المبذولة من قبل القائمين على الدورة في توفير بيئة تعليمية محفزة وداعمة.
وتأتي هذه الدورة في سياق متصل مع جهود وزارة الخارجية الكويتية في تطوير برامجها التدريبية للدبلوماسيين. وفي العام الماضي، نظمت الوزارة عدة دورات تدريبية في مجالات مختلفة، مثل القانون الدولي، والتفاوض، والإعلام الدبلوماسي، وذلك بالتعاون مع عدد من المؤسسات الأكاديمية والبحثية المرموقة. وتشمل الجهود أيضاً توفير فرص للتدريب الميداني في البعثات الدبلوماسية الكويتية في الخارج.
ويهدف برنامج تطوير الكفاءات الدبلوماسية في الكويت إلى إعداد جيل جديد من الدبلوماسيين القادرين على مواجهة التحديات المتزايدة في الساحة الدولية، والمساهمة في تحقيق أهداف السياسة الخارجية الكويتية. وتشمل هذه الأهداف تعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي، والدفاع عن مصالح الكويت، وتعزيز التعاون الدولي في مختلف المجالات. تعتبر الدبلوماسية أداة رئيسية لتحقيق هذه الأهداف.
وفيما يتعلق بمستقبل العلاقات الدبلوماسية بين الكويت وجامعة الدول العربية، والمنظمات الدولية الأخرى، فإنها تشهد تطوراً مستمراً في ظل التحديات الإقليمية والعالمية المتزايدة. وتتطلع الكويت إلى تعزيز هذا التعاون في مختلف المجالات، بما في ذلك السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية. ومن المتوقع أن يتم الإعلان عن المزيد من البرامج والمبادرات المشتركة في القريب العاجل.
تشير التوقعات إلى أن استمرار هذه الدورات التدريبية يعتبر خطوة أساسية في بناء قدرات الدبلوماسيين الكويتيين. من الجدير بالملاحظة أن وزارة الخارجية قد أعلنت عن خطط لإطلاق دورة متخصصة في مجال الدبلوماسية الاقتصادية في الربع الأول من العام المقبل. من المهم متابعة تطورات هذه البرامج وتقييم أثرها على الأداء الدبلوماسي الكويتي.




