مصرع 14 شخصا في انقلاب حافلة بالجزائر

لقي 14 شخصًا مصرعهم وأصيب 34 آخرون في حادث حافلة مروع وقع يوم السبت في جنوب الجزائر. الحادث، الذي أدى إلى انقلاب الحافلة على طريق سريع، يثير مجددًا المخاوف بشأن سلامة النقل البري في البلاد ويدعو إلى مراجعة شاملة لإجراءات السلامة. وتعد هذه الحادثة من بين الأخطر التي شهدتها الجزائر في الأشهر الأخيرة.
وقع الحادث بالقرب من بلدة تبلبالة، على بعد حوالي 400 كيلومتر جنوب مدينة بشار، عندما انحرفت الحافلة عن مسارها وانقلبت أثناء سيرها على الطريق الذي يربط بشار بتندوف. وقد أعلنت مديرية الدفاع المدني عن الحادث، مشيرة إلى أن فرق الإنقاذ هرعت إلى الموقع لتقديم المساعدة ونقل المصابين إلى المستشفيات.
حادث حافلة يضع السلامة المرورية في دائرة الضوء
أعرب الرئيس عبد المجيد تبون عن حزنه العميق للحادث، وقدم تعازيه الحارة لأسر الضحايا. هذا الحادث يأتي بعد أقل من عام على حادث مماثل في العاصمة الجزائر، حيث لقي 18 شخصًا حتفهم عندما هوت حافلة في واد. وقد أثار الحادث الأخير جدلاً واسعًا حول حالة الأسطول الوطني من الحافلات.
وفقًا لبيانات رسمية، فإن حوادث المرور في الجزائر تسببت في مقتل أكثر من 3700 شخص وإصابة ما يزيد عن 35500 آخرين في عام 2024 وحده. وتشير الإحصائيات إلى أن السرعة الزائدة، والإرهاق، والحالة الميكانيكية السيئة للمركبات، هي من بين الأسباب الرئيسية لهذه الحوادث.
إجراءات سابقة وتحديات مستمرة
بعد حادث أغسطس الماضي، اتخذت السلطات قرارًا بوقف تشغيل أكثر من 84 ألف حافلة قديمة تجاوزت 30 عامًا من الخدمة. كان الهدف من هذا الإجراء هو تحسين مستوى السلامة وتقليل خطر وقوع حوادث مماثلة. ومع ذلك، يبدو أن هذا الإجراء لم يكن كافيًا لمنع وقوع الحوادث الجديدة.
بالإضافة إلى ذلك، هناك تحديات أخرى تواجه جهود تحسين السلامة المرورية في الجزائر، بما في ذلك نقص البنية التحتية المناسبة، وضعف الرقابة على شركات النقل، وعدم الالتزام بقواعد المرور من قبل السائقين. وتشير التقارير إلى أن هناك حاجة إلى استثمارات كبيرة في تطوير الطرق وتحسين وسائل النقل العام.
التحقيقات جارية وتقييم الأسباب
فتحت السلطات تحقيقًا فوريًا في حادث الحافلة لتحديد الأسباب الدقيقة وملابسات وقوعه. وتشمل التحقيقات فحصًا دقيقًا للحافلة، واستجواب السائق والركاب، وجمع الأدلة من موقع الحادث. من المتوقع أن تستغرق التحقيقات عدة أيام أو أسابيع قبل أن يتم التوصل إلى نتائج نهائية.
وتدرس السلطات أيضًا إمكانية تشديد الرقابة على شركات النقل، وزيادة الغرامات على المخالفات المرورية، وتفعيل برامج التوعية المرورية. كما يتم النظر في إمكانية تحديث قوانين المرور لتتماشى مع المعايير الدولية.
الوضع الحالي يتطلب تدخلًا عاجلاً وشاملاً من جميع الجهات المعنية، بما في ذلك الحكومة، وشركات النقل، والسائقين، والمواطنين. يجب أن تكون السلامة المرورية أولوية قصوى، وأن يتم اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لضمان سلامة المسافرين على الطرق.
من المتوقع أن تعلن وزارة النقل عن خطة عمل جديدة خلال الأسابيع القادمة، تهدف إلى تحسين السلامة المرورية وتقليل عدد الحوادث. وتشمل الخطة المقترحة استثمارات في تطوير البنية التحتية، وتحديث أسطول الحافلات، وتفعيل برامج التدريب والتأهيل للسائقين. ومع ذلك، يبقى نجاح هذه الخطة مرهونًا بتوفر الموارد المالية والتزام جميع الأطراف بتنفيذها.
تعتبر حوادث الطرق مشكلة متزايدة في الجزائر، وتتطلب حلولًا مستدامة وفعالة. بالإضافة إلى الإجراءات الفنية والإدارية، يجب أيضًا العمل على تغيير الثقافة المرورية وتعزيز الوعي بأهمية السلامة. وتشير التقديرات إلى أن تكلفة حوادث المرور في الجزائر تصل إلى مليارات الدولارات سنويًا، بالإضافة إلى الخسائر البشرية الفادحة.





