الاتحاد الأفريقي يجدد دعمه لفلسطين خلال زيارة وزيرة خارجيتها

جدد رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي محمود علي يوسف دعمه للقضية الفلسطينية، مؤكداً على التمسك بحل الدولتين كطريق واقعي لتحقيق سلام دائم وعادل. جاء هذا التأكيد خلال استقباله لوزيرة الخارجية الفلسطينية فارسين أغابكيان في أديس أبابا، في زيارة تهدف إلى تعزيز التعاون وتنسيق الجهود الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني. وتأتي هذه الزيارة في ظل تطورات إقليمية متسارعة وجهود مستمرة لوقف إطلاق النار في غزة.
دعم الاتحاد الأفريقي للقضية الفلسطينية
أكد رئيس المفوضية على حق الفلسطينيين في إقامة دولة مستقلة ذات سيادة، وعاصمتها القدس الشرقية، معرباً عن إدانته الشديدة للهجمات الإسرائيلية المستمرة. ووفقاً لتصريحات السفير الفلسطيني لدى الاتحاد الأفريقي وإثيوبيا، فارس القب، ركزت المحادثات على نقل آخر المستجدات في فلسطين وتقدير دور الاتحاد في دعم القضية على الصعيد الدولي.
وقف إطلاق النار في غزة والجهود الدبلوماسية
اتفق الجانبان على أن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة يمثل خطوة مهمة نحو تخفيف المعاناة الإنسانية، ولكنه غير كافٍ لتحقيق حل شامل. وبحسب الوزيرة الفلسطينية، فإن الاتحاد الأفريقي لعب دوراً محورياً في دعم الجهود الدولية لملاحقة إسرائيل قانونياً بتهمة ارتكاب جرائم حرب.
أشارت الوزيرة أغابكيان إلى أهمية التنسيق المستقبلي بشأن الجهود الدبلوماسية الرامية إلى إنهاء العدوان على الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية، والحد من الانتهاكات المستمرة بحقهم. القضية الفلسطينية تحتل مكانة مركزية في أجندة الاتحاد الأفريقي، الذي يعتبرها قضية عدالة وحقوق إنسان.
من جهته، أعرب رئيس المفوضية عن قلقه العميق بشأن الأوضاع الإنسانية المتدهورة في فلسطين، داعياً إلى توفير المساعدات الإنسانية العاجلة للمدنيين المتضررين. السلام العادل والدائم في المنطقة يتطلب، وفقاً لرؤية الاتحاد الأفريقي، تحقيق حقوق الفلسطينيين المشروعة، بما في ذلك حقهم في تقرير المصير.
أهمية الدعم الأفريقي للقضية الفلسطينية
يعتبر الدعم الأفريقي للقضية الفلسطينية بالغ الأهمية، نظراً لوزن الاتحاد الأفريقي على الساحة الدولية وتأثيره في المنظمات الدولية الأخرى. وتشكل الدول الأفريقية جزءاً كبيراً من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، مما يجعل موقفها موحداً حاسماً في أي تصويت أو قرار يتعلق بالقضية الفلسطينية.
الوضع في غزة لا يزال يشكل مصدر قلق بالغ، حيث يواجه المدنيون نقصاً حاداً في الغذاء والدواء والمياه. وتدعو المنظمات الدولية إلى فتح معابر الحدود بشكل كامل للسماح بدخول المساعدات الإنسانية بشكل كافٍ.
بالإضافة إلى ذلك، يركز الاتحاد الأفريقي على دعم المساعي الرامية إلى تحقيق المصالحة الفلسطينية الداخلية، معتبراً أن الوحدة الفلسطينية ضرورية لتعزيز الموقف التفاوضي الفلسطيني.
وفي سياق متصل، أكد السفير القب أن الزيارة تهدف أيضاً إلى حشد المزيد من الدعم الأفريقي للمبادرات الفلسطينية في المحافل الدولية، بما في ذلك الدعوة إلى إجراء تحقيق دولي مستقل في الجرائم التي ارتكبت في فلسطين.
من المتوقع أن تستمر الجهود الدبلوماسية الفلسطينية لتعزيز الدعم الدولي للقضية الفلسطينية، مع التركيز على حشد التأييد لوقف إطلاق النار الدائم في غزة وتحقيق حل سياسي عادل وشامل. يبقى الوضع الإقليمي متقلباً، ويتطلب متابعة دقيقة للتطورات، مع الأخذ في الاعتبار التحديات السياسية والأمنية المعقدة التي تواجه المنطقة. وستراقب الأوساط الدبلوماسية عن كثب نتائج الجهود المصرية والقطرية والجهود الدولية الأخرى الرامية إلى تثبيت وقف إطلاق النار والتوصل إلى اتفاق دائم.





