بري ينتقد تصريحات المبعوث الأميركي حول ضم لبنان إلى سوريا

انتقد رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري بشدة تصريحات المبعوث الأمريكي الخاص لشؤون الشرق الأوسط، توم براك، حول إمكانية ضم لبنان إلى سوريا. جاءت هذه الانتقادات في وقت أكد فيه الجيش اللبناني إحراز تقدم كبير في تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في الجنوب، حيث تم إنجاز أكثر من 90% من بنوده، ومن المتوقع إتمام ما تبقى بحلول نهاية العام الحالي. وتعتبر قضية الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية المحتلة محوراً رئيسياً في هذه التطورات.
ووصف بري، في لقاء له مع وفد من نقابة الصحافة اللبنانية، تصريحات براك بأنها “خطأ كبير وغير مقبول على الإطلاق”، معتبراً أن مثل هذه التصريحات تمثل تهديداً للشعب اللبناني وتتنافى مع لغة الدبلوماسية. وأشار إلى أن التخاطب مع لبنان يجب أن يتم باحترام سيادته واستقلاله.
الانسحاب الإسرائيلي ووضع الجنوب اللبناني
تأتي هذه التطورات في ظل جهود إقليمية ودولية لتهدئة الوضع على الحدود الجنوبية للبنان. وتشكل لجنة الإشراف على وقف الأعمال العدائية، والتي تضم ممثلين عن لبنان وإسرائيل وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) وفرنسا والولايات المتحدة، الإطار التفاوضي الرئيسي الذي يركز على تحقيق الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي اللبنانية.
وبحسب بري، فإن المفاوضات تتمحور حول ثلاثة محاور رئيسية: أولاً، تحقيق الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي اللبنانية المحتلة. ثانياً، انتشار الجيش اللبناني في الجنوب. وثالثاً، حصر السلاح في يد الدولة، وتحديداً في منطقة جنوب الليطاني. هذه النقاط تعتبر أساسية لضمان الاستقرار الدائم في المنطقة.
وأكد الجيش اللبناني أنه نفذ التزاماته بشكل كامل، حيث نشر أكثر من 9300 ضابط وجندي في الجنوب بدعم من اليونيفيل. وقد أشادت اليونيفيل في تقاريرها الأخيرة بالتزام لبنان ببنود اتفاق وقف إطلاق النار. في المقابل، اتهم بري إسرائيل بخرق الاتفاق أكثر من 11 ألف مرة.
الخلاف حول تسليح حزب الله
يثير موضوع تسليح حزب الله جدلاً كبيراً في لبنان. ففي حين يرى البعض أنه ضروري لمواجهة أي تهديدات إسرائيلية محتملة، يصر آخرون على ضرورة حصر السلاح في يد الدولة. وقد أقر مجلس الوزراء اللبناني في أغسطس/آب الماضي حصر السلاح بيد الدولة، وتكليف الجيش بوضع خطة لتنفيذ ذلك بحلول نهاية عام 2025.
إلا أن الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، أكد مراراً أن الحزب لن يسلم سلاحه، مطالباً بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي اللبنانية. هذا الموقف يعكس تعقيد الوضع السياسي والأمني في لبنان، ويجعل مهمة حصر السلاح أكثر صعوبة.
وتشير التقارير إلى أن إسرائيل زادت من مساحة احتلالها للأراضي اللبنانية منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار، مما يثير قلقاً بالغاً في لبنان. وتشمل هذه المناطق خمس تلال لبنانية بالإضافة إلى مناطق أخرى تحتلها إسرائيل منذ عقود. هذه التطورات تلقي بظلالها على جهود تحقيق الاستقرار الدائم في المنطقة.
الوضع في جنوب لبنان لا يزال هشاً، على الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار. تتواصل الجهود الدبلوماسية والإقليمية لتهدئة الوضع وتجنب أي تصعيد جديد. وتعتبر مسألة الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي اللبنانية المحتلة، وتنفيذ اتفاق حصر السلاح، من الشروط الأساسية لتحقيق الاستقرار الدائم.
من المتوقع أن تشهد الأشهر القادمة مزيداً من المفاوضات والجهود الدبلوماسية لترسيخ وقف إطلاق النار، ومعالجة الخلافات العالقة. وسيكون من الضروري مراقبة التطورات على الأرض، والتزام الأطراف ببنود الاتفاق، لتقييم فرص تحقيق الاستقرار في جنوب لبنان. كما أن مستقبل العلاقة بين لبنان وسوريا، وتأثير ذلك على الوضع الإقليمي، يظل أمراً يستحق المتابعة.
الكلمات المفتاحية الثانوية المستخدمة: جنوب الليطاني، اتفاق وقف إطلاق النار، الوضع السياسي والأمني.





