«سلالة شديدة العدوى».. وفيات الإنفلونزا في إيران ترتفع إلى 100 حالة وسط تحذيرات صحية متصاعدة

ارتفع عدد الوفيات المرتبطة بـالإنفلونزا في إيران بشكل ملحوظ خلال الأسابيع الأخيرة، حيث سجلت وزارة الصحة الإيرانية 101 حالة وفاة منذ منتصف نوفمبر. يعزى هذا الارتفاع إلى الانتشار السريع لسلالة H3N2 من فيروس الإنفلونزا، والتي تعتبر شديدة العدوى وتستهدف بشكل خاص كبار السن والأطفال وأصحاب الأمراض المزمنة. وتأتي هذه الزيادة في الحالات في وقت تشهد فيه العديد من دول العالم ارتفاعًا في معدلات الإصابة بالإنفلونزا والأمراض التنفسية الأخرى.
أعلنت وزارة الصحة عن زيادة حالات الإصابة في عشر محافظات إيرانية، مما استدعى رفع مستوى التأهب في المستشفيات المحلية. وقد بدأت هذه المحافظات في اتخاذ إجراءات إضافية لمواجهة التدفق المتزايد للمرضى، بما في ذلك زيادة عدد الأسرة وتوفير الأدوية اللازمة. تؤكد الوزارة أن الوضع الحالي يتطلب وعيًا مجتمعيًا والتزامًا بالإجراءات الوقائية.
موجة الإنفلونزا في إيران: التفاصيل والتطورات
وفقًا لبيانات وزارة الصحة، فإن غالبية الوفيات المسجلة نتيجة الإصابة بالإنفلونزا لم يتلقوا اللقاح الموسمي. ومن بين الضحايا، توفي 14 طفلاً، بينما كانت بقية الوفيات من كبار السن والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل أمراض القلب والسكري والجهاز التنفسي. هذا يسلط الضوء على أهمية التطعيم، خاصة بالنسبة للفئات الأكثر عرضة للخطر.
السلالة المنتشرة وأعراضها
أكد المتحدث باسم وزارة الصحة أن سلالة H3N2 الحالية تتميز بقدرة عالية على الانتشار. تشمل الأعراض الشائعة لهذه السلالة السعال، وسيلان الأنف، والحمى، والإرهاق العام، وآلام الجسم، واحمرار أو حرقان في العينين. توصي الوزارة بالراحة التامة وشرب الكثير من السوائل والسيطرة على الحمى باستخدام الأدوية المناسبة.
بالإضافة إلى ذلك، تشير التقارير إلى أن هناك بعض الحالات التي تعاني من أعراض أكثر حدة، مثل صعوبة التنفس والالتهاب الرئوي. في هذه الحالات، من الضروري مراجعة الطبيب على الفور لتلقي العلاج المناسب. وتشير المصادر الطبية إلى أن التشخيص المبكر والعلاج الفوري يمكن أن يقللا بشكل كبير من خطر حدوث مضاعفات خطيرة.
توزيع الحالات الجغرافية والاستجابة الحكومية
تركز معظم حالات الإصابة والوفيات في المحافظات الشمالية والوسطى من إيران، على الرغم من أن الفيروس ينتشر الآن في جميع أنحاء البلاد. وقد أطلقت وزارة الصحة حملات توعية مكثفة لتشجيع المواطنين على تلقي اللقاح واتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة. وتشمل هذه الإجراءات غسل اليدين بانتظام، وتجنب الأماكن المزدحمة، وارتداء الكمامات في الأماكن العامة.
في الوقت نفسه، تعمل الحكومة على ضمان توفير الأدوية واللقاحات اللازمة في جميع أنحاء البلاد. وقد تم تخصيص ميزانية إضافية لتعزيز قدرة المستشفيات على التعامل مع الزيادة المتوقعة في عدد المرضى. وتتعاون وزارة الصحة مع الجامعات الطبية والمراكز البحثية لمراقبة تطور الفيروس وتحديد أفضل الطرق للوقاية والعلاج. الإنفلونزا الموسمية تمثل تحديًا صحيًا عامًا يتطلب جهودًا متضافرة.
الوقاية من الإنفلونزا هي المفتاح للحد من انتشار المرض. توصي وزارة الصحة بجميع المواطنين، وخاصة الفئات الأكثر عرضة للخطر، بتلقي اللقاح الموسمي في أقرب وقت ممكن. كما تشدد على أهمية اتباع الإجراءات الوقائية الأساسية، مثل غسل اليدين بانتظام وتجنب الأماكن المزدحمة.
في المقابل، يرى بعض الخبراء أن ارتفاع معدلات الإصابة قد يكون مرتبطًا بانخفاض مستوى المناعة المجتمعية بعد سنوات من القيود المفروضة بسبب جائحة كوفيد-19. ويرجعون ذلك إلى أن قلة التعرض للفيروسات الأخرى قد أضعفت جهاز المناعة لدى بعض الأشخاص، مما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالإنفلونزا. الأمراض التنفسية بشكل عام تشهد ارتفاعًا ملحوظًا في هذا الموسم.
تتوقع وزارة الصحة أن تشهد المحافظات التي لم تصل إلى ذروة الإصابات بعد مزيدًا من الارتفاع في الأيام القليلة المقبلة. ومع ذلك، تشير التوقعات إلى أن الموجة الحالية من الإنفلونزا ستبدأ في الانحسار تدريجيًا مع نهاية شهر يناير، بشرط التزام المواطنين بالإرشادات الوقائية. اللقاح يظل خط الدفاع الأول ضد مضاعفات الإنفلونزا.
في الختام، يراقب المسؤولون عن كثب تطور الوضع الوبائي في إيران. من المتوقع أن يتم تقييم فعالية الإجراءات المتخذة في نهاية شهر يناير، وسيتم اتخاذ قرارات إضافية بناءً على النتائج. يبقى من الضروري الاستمرار في مراقبة انتشار الفيروس وتوفير الرعاية الصحية اللازمة للمرضى، مع التركيز على الفئات الأكثر عرضة للخطر.





