Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
دولي

غوتيريش يصل بغداد للمشاركة في احتفال بانتهاء مهام بعثة “يونامي”

وصل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى بغداد اليوم السبت للمشاركة في الاحتفال الرسمي بإنهاء مهام بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) ومغادرتها البلاد في 31 ديسمبر الجاري. يمثل هذا الحدث نقطة تحول في العلاقة بين العراق والأمم المتحدة، بعد أكثر من عقدين من الدعم والمساعدة المقدمة من البعثة، ويشكل خروج يونامي خطوة نحو تعزيز سيادة العراق واستقلاليته.

تأتي زيارة غوتيريش في ختام فترة طويلة من العمل الدبلوماسي والمساعي الأممية في العراق، حيث أعلنت الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي في مايو الماضي عن الموافقة على طلب الحكومة العراقية بإنهاء مهام البعثة. يهدف الاحتفال إلى تكريم جهود البعثة وتقدير الدعم الذي قدمته للعراق خلال سنوات مضطربة، مع التأكيد على استمرار التعاون بين العراق والأمم المتحدة في مجالات أخرى.

إنهاء مهام بعثة يونامي: خلفية وتفاصيل

أنشئت بعثة يونامي في عام 2003 بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة وبريطانيا للعراق، وكانت ولايتها الأصلية تهدف إلى دعم الشعب العراقي في جهوده لإقامة نظام حكم ديمقراطي ومستقر. لاحقًا، تم توسيع نطاق عمل البعثة ليشمل دعم الحوار السياسي الشامل والمصالحة الوطنية، وتنظيم الانتخابات، وإصلاح قطاع الأمن، وتقديم المساعدة الإنسانية.

أسباب إنهاء البعثة

وفقًا لتصريحات الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق، محمد الحسان، فإن إنهاء عمل البعثة جاء بناءً على طلب عراقي رسمي. وأكد الحسان أن الأمم المتحدة تحترم رغبات الدول المضيفة ولا يمكنها العمل دون موافقتها. يشير هذا إلى أن الحكومة العراقية ترى أن البلاد قد وصلت إلى مرحلة من الاستقرار والقدرة على إدارة شؤونها بنفسها، مما يجعل استمرار وجود البعثة غير ضروري.

بالإضافة إلى ذلك، يرى مراقبون أن قرار إنهاء البعثة يعكس رغبة العراق في تقليل التدخلات الخارجية في شؤونه الداخلية، وتعزيز سيادته الكاملة. ومع ذلك، يشدد المسؤولون العراقيون على أن هذا لا يعني قطع العلاقات مع الأمم المتحدة، بل هو تحول في طبيعة التعاون.

الملفات المتبقية

على الرغم من إنهاء مهام البعثة الرئيسية، لا يزال هناك عدد قليل من الملفات المعلقة التي ستستمر الأمم المتحدة في العمل عليها. أشار الحسان إلى ثلاثة ملفات رئيسية، وهي ملف المفقودين من دولة الكويت ورعايا دول أخرى منذ فترة الحرب وغزو الكويت، وملف ممتلكات الكويتيين، والأرشيف الوطني الكويتي. تعتبر هذه الملفات ذات أهمية خاصة للعلاقات الإقليمية، وستستمر الأمم المتحدة في تقديم الدعم لإيجاد حلول لها.

استمرار التعاون بين العراق والأمم المتحدة

على الرغم من مغادرة يونامي، أكد المسؤولون في الأمم المتحدة أن وجودها في العراق لن ينتهي تمامًا. ستستمر الوكالات المتخصصة التابعة للأمم المتحدة في العمل في العراق في مجالات مثل حقوق الإنسان، والصحة، والتعليم، والتنمية المستدامة. بالإضافة إلى ذلك، سيستمر العراق في التواصل مع الأمم المتحدة بصفته عضوًا في مجلس حقوق الإنسان، والمفوضية السامية لحقوق الإنسان.

يشير هذا إلى أن الأمم المتحدة ستواصل تقديم الدعم للعراق في المجالات التي تحتاج إليها، ولكن بطريقة مختلفة وأكثر تركيزًا على التعاون المؤسسي. كما أن استمرار التعاون في مجال حقوق الإنسان يعكس التزام العراق بالمعايير الدولية في هذا المجال.

تعتبر هذه التطورات جزءًا من عملية انتقال تدريجي في العلاقة بين العراق والأمم المتحدة، حيث يتحول دور الأمم المتحدة من دور مباشر في إدارة شؤون العراق إلى دور داعم وشريك في التنمية والتقدم.

من المتوقع أن يشهد الأشهر القليلة القادمة عملية تسليم منظمة لمهام يونامي إلى الجهات العراقية المختصة، مع التركيز على ضمان استمرار تقديم الخدمات الأساسية للمواطنين. يبقى من المهم مراقبة التطورات السياسية والأمنية في العراق، وتقييم تأثير إنهاء مهام يونامي على الاستقرار الإقليمي. كما يجب متابعة التقدم المحرز في حل الملفات المعلقة، وخاصة ملف المفقودين الكويتيين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى