Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
الكويت

المسلم: الإعلام سلاح يمكنه حماية المجتمع أو الإضرار به

ناقش ملتقى “الملهمون” في دورته الخامسة، المنعقد في الكويت، أهمية الحماية النفسية في مواجهة ضغوط الحياة وتأثير الإعلام والأسرة على تشكيل الوعي الإنساني. الجلسة الحوارية، التي أدارها الإعلامي ماضي الخميس، سلطت الضوء على التحديات المتزايدة التي تواجه الأفراد والمجتمعات في الحفاظ على الصحة النفسية، خاصةً مع انتشار المحتوى السلبي عبر وسائل الإعلام المختلفة. وتأتي هذه المناقشات في وقت يشهد فيه العالم اهتماماً متزايداً بالصحة العقلية وتأثيرها على جوانب الحياة كافة.

شارك في الجلسة كل من الكاتب والباحث والممثل عبدالعزيز المسلم، والدكتورة أحلام خطاب، حيث قدم كل منهما رؤى قيمة حول كيفية تعزيز الحماية النفسية للأفراد والمجتمع. ركز النقاش على دور الإعلام والأسرة في بناء جيل واعٍ وقادر على مواجهة التحديات، بالإضافة إلى أهمية الكشف المبكر عن المشكلات النفسية وتقديم الدعم اللازم.

أهمية الحماية النفسية في ظل التحديات المعاصرة

أكد عبدالعزيز المسلم أن العديد من الأشخاص يظهرون صلابة ظاهرة، بينما يعانون داخلياً من ضغوط نفسية كبيرة. وأشار إلى أن الوقاية من المشكلات النفسية هي الأفضل، وأن الإعلام يلعب دوراً محورياً في التأثير على الأفراد بشكل يومي، سواء من خلال المحتوى الإيجابي أو السلبي.

تأثير الإعلام على الوعي

وأوضح المسلم أن التعرض المستمر للمحتوى الإعلامي السلبي يؤدي إلى ما يمكن وصفه بـ “التلوث الإعلامي”، وهو ما أصبح حالة مزمنة نتيجة الاعتياد عليه. وأضاف أن بعض الأعمال الدرامية قد تساهم في نشر الإحباط والتشاؤم، وأن المعالجة النفسية السلبية في هذه الأعمال قد تكون ضارة، مشيراً إلى أنها قد تشكل نوعاً من “القتل المعنوي”.

شدد المسلم على المسؤولية الأخلاقية الملقاة على عاتق الكتاب وصناع المحتوى في تقديم محتوى بناء ونافِع يحمي المجتمع، من خلال فهم القيم الإنسانية وإعادة صياغة الوعي بطريقة إيجابية، دون فرض رؤى معينة. كما دعا إلى اختيار المحتوى الإعلامي بعناية، خاصةً للأطفال والمراهقين الذين يتميزون بالتقليد.

دور الأسرة في تعزيز الصحة النفسية

من جهتها، أكدت الدكتورة أحلام خطاب أن بناء شخصية الطفل السليمة يبدأ من المنزل قبل دخوله المدرسة أو الروضة. وأشارت إلى أهمية توفير بيئة نفسية متوازنة للطفل، وأن صحة الأم النفسية هي عنصر أساسي في التربية السليمة.

وأوضحت الدكتورة خطاب أن الحب هو أساس الصحة النفسية، وأن غيابه يعتبر سبباً رئيسياً للعديد من المشكلات السلوكية التي قد تظهر لدى الأطفال والشباب. كما أكدت على الدور المحوري للأم في صناعة القادة والمبدعين، مستشهدةً بأهمية دور الأم في المجتمع الكويتي التقليدي.

وشددت على ضرورة اكتشاف المشكلات النفسية لدى الطفل في مراحلها المبكرة، وتقديم الدعم النفسي المناسب له. ودعت الأمهات إلى بناء علاقة قوية مع أبنائهن تقوم على المودة والاحترام والتفاهم المتبادل، مع التحكم في ردود الأفعال وتخصيص وقت للاستماع إليهن.

تحديات إعلامية متزايدة وأهمية الوعي

أشار المسلم إلى أن بعض الدول تستخدم الإعلام كأداة لإعادة تشكيل الوعي العام، حتى لو لم يكن ذلك بهدف تحقيق أرباح مادية. وهذا يبرز أهمية الوعي الإعلامي لدى الأفراد والمجتمعات، وقدرتهم على تحليل وتقييم المحتوى الإعلامي الذي يتعرضون له.

وتشير الدراسات الحديثة إلى تزايد حالات القلق والاكتئاب، خاصةً بين الشباب، نتيجة للضغوط الاجتماعية والاقتصادية، بالإضافة إلى تأثير وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي. وهذا يتطلب تضافر الجهود من مختلف الجهات المعنية، بما في ذلك الأسرة والمدرسة والإعلام والمؤسسات الصحية، لتعزيز الصحة النفسية وتقديم الدعم اللازم للأفراد.

بالإضافة إلى ذلك، فإن مفهوم الرفاهية النفسية يكتسب أهمية متزايدة في عالمنا المعاصر، حيث يسعى الأفراد إلى تحقيق التوازن بين مختلف جوانب حياتهم، والتمتع بصحة نفسية جيدة. وهذا يتطلب تبني أسلوب حياة صحي، وممارسة الأنشطة التي تساعد على تخفيف التوتر والقلق، مثل الرياضة والتأمل والقراءة.

من المتوقع أن تستمر المناقشات حول الحماية النفسية وتأثير الإعلام في ملتقى “الملهمون” خلال الأيام القادمة، وأن يتم تقديم توصيات عملية تهدف إلى تعزيز الصحة النفسية في المجتمع الكويتي. كما يُنتظر أن تطلق وزارة الصحة مبادرات جديدة تهدف إلى زيادة الوعي بأهمية الصحة النفسية وتوفير خدمات الدعم النفسي للأفراد المحتاجين. وسيبقى التحدي قائماً في مواجهة التلوث الإعلامي والضغوط الحياتية المتزايدة، ويتطلب ذلك جهوداً مستمرة ومتواصلة من جميع الأطراف المعنية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى