Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
سياسة

في انتظار فتح معبر رفح.. عالقون بالخارج يبثون شوقهم لغزة

غزة – مع استمرار الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، يظلّ معبر رفح شريان الحياة الوحيد لسكان القطاع، ومصدر قلق بالغ للعالقين خارجه. فقد شهد المعبر وداع أم ناجي لنجلها الصحفي صالح الجعفراوي، الذي غادر لتلقي العلاج في قطر، قبل أن يعود إليها خبر استشهاده. هذه القصة، وغيرها الكثير، تعكس مأساة آلاف الفلسطينيين الذين يعلقون بين أمل العودة وخيبة الأمل، في ظل الإغلاقات المتكررة والقيود المفروضة على حركة الأفراد عبر معبر رفح.

منذ بدء الحرب في أكتوبر 2023، أصبح معبر رفح نقطة عبور رئيسية للمساعدات الإنسانية والنازحين والمرضى، لكنه شهد أيضاً فترات طويلة من الإغلاق، مما زاد من معاناة الفلسطينيين. وتشير التقديرات إلى أن عشرات الآلاف من الفلسطينيين عالقون في مصر ودول أخرى، ينتظرون بفارغ الصبر فتح المعبر للعودة إلى ديارهم.

الوضع الإنساني في غزة وتأثير إغلاق معبر رفح

تفاقم الوضع الإنساني في قطاع غزة بشكل كبير خلال الأشهر الماضية، مع نقص حاد في الغذاء والدواء والماء والكهرباء. وقد أدى إغلاق معبر رفح إلى عرقلة وصول المساعدات الإنسانية بشكل كافٍ، مما زاد من معاناة السكان. وبحسب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، فإن أكثر من مليون شخص في غزة يواجهون مستويات حادة من انعدام الأمن الغذائي.

بالإضافة إلى ذلك، يواجه المرضى والجرحى صعوبات كبيرة في الحصول على العلاج اللازم، حيث أن العديد من المستشفيات في غزة توقفت عن العمل أو تعمل بطاقة محدودة بسبب نقص الإمدادات والوقود. وقد اضطر العديد من المرضى إلى السفر إلى الخارج لتلقي العلاج، لكنهم يواجهون صعوبات في العودة بسبب إغلاق المعبر.

قصص مؤثرة للعالقين

تتوالى القصص المؤثرة للعالقين في مصر ودول أخرى، الذين يعانون من البعد عن أهاليهم وأحبائهم. فقد اضطرت أم ناجي، كما ذكر في المقدمة، إلى تحمل صدمة فقدان ابنها في ظل عدم قدرتها على العودة إلى غزة لزيارة قبره. وفي حالات أخرى، يواجه العالقون صعوبات في الحصول على الرعاية الصحية والتعليم والعمل.

كما أن هناك العديد من الطلاب الفلسطينيين الذين يدرسون في الخارج والذين يعلقون في الخارج بسبب إغلاق المعبر، مما يعرض مستقبلهم للخطر. ويواجه هؤلاء الطلاب صعوبات في تجديد تأشيراتهم والحصول على الدعم المالي اللازم لمواصلة دراستهم.

الجهود الدبلوماسية لفتح معبر رفح

تبذل مصر وقطر والأمم المتحدة جهوداً دبلوماسية مكثفة لفتح معبر رفح بشكل دائم، والسماح بمرور المساعدات الإنسانية والأفراد. وقد عقدت العديد من الاجتماعات والمشاورات بين الأطراف المعنية للتوصل إلى حلول عملية تضمن فتح المعبر بشكل آمن ومنظم.

وتطالب مصر بضمانات أمنية من الجانب الإسرائيلي لضمان سلامة المسافرين والعاملين في المعبر. كما تشدد مصر على ضرورة وجود آلية واضحة وموثوقة لتدقيق المسافرين ومنع دخول أي عناصر غير مرغوب فيها إلى قطاع غزة. وفي هذا السياق، صرح وزير الخارجية المصري بأن بلاده ترفض أي محاولات لفرض سيطرة إسرائيلية كاملة على المعبر.

موقف إسرائيل والاعتراضات المصرية

تصر إسرائيل على ضرورة الحفاظ على سيطرتها الأمنية على معبر رفح، وتتهم حركة حماس باستخدام المعبر لتهريب الأسلحة والمتفجرات إلى قطاع غزة. وقد رفضت إسرائيل العديد من المقترحات التي قدمتها مصر وقطر لفتح المعبر، مطالبة بتقديم ضمانات أمنية إضافية.

في المقابل، تؤكد مصر أن إغلاق المعبر يشكل عقاباً جماعياً على سكان غزة، وأن ذلك يتعارض مع القانون الدولي. وتشدد مصر على ضرورة السماح بمرور المساعدات الإنسانية والأفراد عبر المعبر، لتخفيف المعاناة الإنسانية في القطاع. كما تحذر مصر من أن استمرار إغلاق المعبر قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع الأمنية في غزة.

المستقبل المجهول لمعبر رفح

لا يزال مستقبل معبر رفح مجهولاً، في ظل استمرار الخلافات بين الأطراف المعنية. وتشير التقديرات إلى أن فتح المعبر بشكل دائم قد يستغرق وقتاً طويلاً، نظراً للتعقيدات السياسية والأمنية التي تحيط به. ومع ذلك، هناك أمل في أن تتمكن الجهود الدبلوماسية من التوصل إلى حلول عملية تضمن فتح المعبر، والسماح بمرور المساعدات الإنسانية والأفراد.

في الوقت الحالي، يراقب المجتمع الدولي عن كثب التطورات المتعلقة بـ معبر رفح، ويحث الأطراف المعنية على إيجاد حلول سريعة وفعالة لتخفيف المعاناة الإنسانية في قطاع غزة. ومن المتوقع أن تستمر المشاورات والمفاوضات بين مصر وإسرائيل والأمم المتحدة خلال الأسابيع القادمة، في محاولة للتوصل إلى اتفاق بشأن فتح المعبر. وسيكون من المهم مراقبة ردود الفعل الإسرائيلية على المقترحات المصرية، ومدى استعدادها لتقديم تنازلات من أجل تحقيق تقدم في هذا الملف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى