رعى الأمير سلمان بن سلطان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة، حفل تدشين مشروع “حدائق السيرة“، والذي يهدف إلى تقديم تجارب ثقافية تفاعلية مستوحاة من السيرة النبوية. تم افتتاح بستان المستظل كأول مناطق المشروع، بحضور مسؤولين رفيعي المستوى، في خطوة تعكس اهتمام المملكة العربية السعودية بتطوير المواقع التاريخية والثقافية في المدينة المنورة.
أقيم حفل التدشين بحضور معالي وزير الحج والعمرة الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة، ومعالي أمين منطقة المدينة المنورة، الرئيس التنفيذي لهيئة تطوير المنطقة، المهندس فهد بن محمد البليهشي. يأتي هذا المشروع ضمن جهود شركة قصص، إحدى شركات صندوق الاستثمارات العامة، لتعزيز السياحة الثقافية في المنطقة.
مشروع حدائق السيرة: استثمار في الثقافة والتراث
يمثل مشروع حدائق السيرة استثمارًا كبيرًا في القطاع الثقافي والسياحي بالمدينة المنورة، بقيمة إجمالية تصل إلى نصف مليار ريال سعودي. تهدف شركة قصص من خلال هذا المشروع إلى ربط الزوار بجذورهم وقيمهم الإسلامية من خلال تجارب غامرة تجمع بين المعرفة والجمال والابتكار، وفقًا لتصريحات المهندس ياسر بن سليمان الداوود، رئيس مجلس إدارة الشركة.
مكونات المشروع ورؤيته
يقع بستان المستظل، أول مناطق المشروع التي افتُتحت، على مساحة 70 ألف متر مربع ويضم سبع مناطق إثرائية مختلفة. يركز المشروع على سرد قصص من السيرة النبوية بأساليب مبتكرة، بالإضافة إلى توفير منطقة مخصصة للأطفال، ومساحات للتسوق، ونزل ريفية.
تعتمد رؤية شركة قصص على العناية بالأصول والمواقع التاريخية والثقافية، وتطوير وجهات تفاعلية تسلط الضوء على فصول من السيرة النبوية. يهدف المشروع إلى أن يصبح معلمًا بارزًا يساهم في تنشيط الحركة السياحية وتعزيز تجربة الزوار في المدينة المنورة.
تأثير المشروع على السياحة والاقتصاد المحلي
من المتوقع أن يستقبل مشروع حدائق السيرة حوالي 10 ملايين زائر سنويًا عند اكتمال جميع مراحله. هذا العدد الكبير من الزوار سيساهم بشكل كبير في تنشيط الحركة السياحية والثقافية في المنطقة، وفقًا لتقديرات هيئة تطوير منطقة المدينة المنورة.
بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن يوفر المشروع فرص عمل نوعية، وأن يدعم تمكين الكفاءات الوطنية، وأن يعزز نمو المنشآت الصغيرة والمتوسطة في المدينة المنورة. يعتبر هذا المشروع جزءًا من جهود المملكة لتحقيق أهداف رؤية 2030، بما في ذلك تنويع مصادر الدخل وتعزيز القطاع الخاص.
أكدت شركة قصص أن الاستثمار في التجارب الثقافية هو استثمار في الوعي والهوية والانتماء. وتسعى الشركة من خلال مشاريعها النوعية إلى الإسهام في تعزيز المحتوى المحلي وتطوير القطاعين الثقافي والسياحي، بالتعاون مع هيئة تطوير منطقة المدينة المنورة وأمانة المنطقة، وبدعم من صندوق الاستثمارات العامة.
تم عرض فيلم وثائقي خلال الحفل، استعرض مكونات مشروع حدائق السيرة وأهدافه. أظهر الفيلم كيف يهدف المشروع إلى دعم الحراك الاستثماري في المنطقة من خلال توفير بيئة جاذبة للاستثمارات النوعية، وترسيخ مكانة المدينة المنورة كوجهة سياحية وثقافية رائدة.
خطط مستقبلية وتوقعات
تتضمن الخطط المستقبلية لمشروع حدائق السيرة تطوير مناطق إثرائية إضافية، وتقديم المزيد من التجارب التفاعلية التي تستلهم من السيرة النبوية. من المتوقع أن يساهم المشروع في تعزيز جودة الحياة في المدينة المنورة، وتوفير وجهة ثقافية تليق بمكانة المدينة ومكانة السيرة النبوية.
في ختام الحفل، تسلّم الأمير سلمان بن سلطان بن عبدالعزيز هدية تذكارية من مجلس إدارة شركة قصص. تُعد هذه الخطوة مؤشرًا على الدعم المستمر للمشاريع الثقافية والسياحية في المنطقة.
من المقرر أن تستمر شركة قصص في تطوير المشروع على مراحل، مع التركيز على تقديم تجارب فريدة ومبتكرة للزوار. سيراقب المهتمون عن كثب التقدم المحرز في المشروع، وتأثيره على السياحة والاقتصاد المحلي في المدينة المنورة، بالإضافة إلى مساهمته في تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030.
