هآرتس: دعم نتنياهو للاستيطان ينسف خطة ترامب لإرساء شرق أوسط مستقر

أعلنت صحيفة هآرتس أن سياسات الاستيطان الإسرائيلية تمثل تحدياً كبيراً لجهود تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط، خاصةً تلك التي يقودها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالتعاون مع السعودية والدول الأوروبية. وتعتبر الصحيفة أن هذه السياسات تشكل عقبة أمام أي حلول سياسية مستقبلية، وتزيد من التوترات الإقليمية. وتأتي هذه التصريحات في ظل تصاعد الأنشطة الاستيطانية في الضفة الغربية، مما يثير مخاوف دولية بشأن مستقبل العملية السلمية.
وبحسب ما ورد، تركز الانتقادات على قرار حديث للحكومة الإسرائيلية بمناقشة تشريع وضع 19 بؤرة استيطانية غير قانونية في شمال الضفة الغربية، وهو ما يراه مراقبون بمثابة خطوة جوهرية نحو توسيع الاستيطان وإعادة تنشيط المستوطنات التي تم تفكيكها سابقاً. هذا القرار يثير تساؤلات حول التزام إسرائيل بالقانون الدولي والاتفاقيات الثنائية.
تأثير الاستيطان الإسرائيلي على جهود السلام الإقليمية
ووفقاً للصحيفة، فإن هذه الخطوة الأحادية ستعزز الوجود العسكري الإسرائيلي في مناطق كانت خاضعة للسيطرة الفلسطينية بموجب اتفاقيات أوسلو، مما قد يؤدي إلى تصعيد التوترات في المناطق الحساسة مثل جنين. هذا الأمر يضع المزيد من الضغط على الجهود الأمريكية الرامية إلى التوصل إلى اتفاق سلام شامل.
منظومة الاستيطان المتكاملة
تؤكد هآرتس أن مشروع الاستيطان ليس مجرد مبادرة من مجموعات متطرفة، بل هو نظام متكامل تشارك فيه مختلف مؤسسات الدولة الإسرائيلية. يشمل ذلك الحركة الاستيطانية الرسمية، بالإضافة إلى مجموعات راديكالية مثل “شباب التلال” التي تستولي على الأراضي وتقيم بؤراً استيطانية غير قانونية، قبل أن تقوم الدولة فيما بعد بشرعنتها من خلال أدوات قانونية.
وتشير التقارير إلى أن الحكومة الإسرائيلية الحالية قد رفعت القيود المفروضة على الأنشطة الاستيطانية، مستفيدة من التغير في الموقف الأمريكي بعد تولي إدارة ترامب، والتي أبدت تفاهمًا أكبر مع إسرائيل في هذا الصدد. هذا التغيير في السياسة الأمريكية سمح لإسرائيل بـ “اختبار حدود ردود الفعل الدولية”، كما ذكرت الصحيفة.
بالإضافة إلى ذلك، فإن استمرار الأنشطة الاستيطانية يعيق الجهود المبذولة لتحسين الأوضاع المعيشية للفلسطينيين، ويزيد من صعوبة تحقيق حل الدولتين الذي يعتبره المجتمع الدولي الأساس الوحيد لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. وقد أثار هذا الأمر انتقادات واسعة من قبل المنظمات الحقوقية الدولية.
يأتي هذا في الوقت الذي تواصل فيه إسرائيل جهودها لاحتواء التصعيد في غزة، مما يجعل الوضع أكثر تعقيداً وحساسية. ويخشى مراقبون من أن يؤدي تصاعد الأنشطة الاستيطانية إلى إشعال فتيل العنف في الضفة الغربية، مما قد يعرقل المساعي الأمريكية لتحقيق الاستقرار في المنطقة.
وتشير تحليلات أخرى إلى أن التوسع الاستيطاني يضع عقبات أمام أي مفاوضات مستقبلية، حيث يصعب على الفلسطينيين تصور حل عادل وشامل للصراع في ظل استمرار بناء المستوطنات على الأراضي المحتلة. هذا الأمر يتطلب مزيداً من الضغوط الدولية على إسرائيل لوقف هذه الأنشطة.
لقد أشار خبراء سياسيين إلى أن استمرار هذه السياسات يجعل من المستحيل تحقيق أي تقدم سياسي أو أمني ملموس. وتعزو هآرتس هذا الأمر إلى عدم دعم حكومة نتنياهو والمستوطنين لجهود الرئيس ترامب، بل والسعي لتقويضها من الأساس.
الاستيطان يشكل تحدياً رئيسياً أمام تحقيق السلام. الضفة الغربية تشهد تصاعداً في الأنشطة الاستيطانية. اتفاقيات أوسلو قد تتأثر سلباً بهذه التطورات. السياسة الإسرائيلية تخضع للمراقبة الدولية. الجهود الأمريكية تسعى لتحقيق الاستقرار في المنطقة. التصعيد يهدد الأوضاع الأمنية.
من المتوقع أن تستمر الأنشطة الاستيطانية في الضفة الغربية في ظل عدم وجود ضغوط دولية كافية على إسرائيل. وستظل هذه القضية تشكل نقطة خلاف رئيسية في أي مباحثات مستقبلية. سيراقب المراقبون عن كثب ردود فعل الإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي، وكذلك التطورات الأمنية في المنطقة، لتحديد مسار الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.





