نصح المستشار المهني أحمد القحطاني الموظفين الجدد بأولوية التركيز على الأداء الوظيفي قبل بناء العلاقات الاجتماعية في مكان العمل. جاءت هذه النصيحة خلال مشاركته في برنامج “سيدتي” على قناة روتانا خليجية، حيث أكد على أهمية فهم ثقافة الشركة والتأقلم معها في البداية. هذه النصيحة تهدف إلى مساعدة الموظفين الجدد على تحقيق النجاح المهني وترك انطباع إيجابي في بيئة العمل الجديدة، وتعتبر ثقافة العمل من أهم العوامل التي تحدد مسار الموظف.
وأشار القحطاني إلى أن الانخراط السريع في العلاقات الشخصية قد يصرف الموظف عن مهامه الأساسية ويؤثر سلبًا على تقييمه في الفترة الأولية. وشدد على ضرورة إعطاء الأولوية لإتقان العمل وإظهار الكفاءة المهنية، مؤكدًا أن التميز الحقيقي يظهر من خلال العمل الجاد والملموس. هذا التصريح يلقي الضوء على التحديات التي تواجه الموظفين الجدد في بيئات العمل المختلفة.
أهمية التركيز على الأداء في بداية الحياة العملية
يواجه الموظفون الجدد تحديًا كبيرًا في الموازنة بين بناء علاقات مهنية والتركيز على مهامهم الوظيفية. وفقًا للقحطاني، فإن الخطوة الأولى نحو النجاح هي فهم طبيعة العمل ومتطلباته. يتطلب ذلك تخصيص وقت كافٍ للتعلم والتطور المهني، بالإضافة إلى إظهار الالتزام والمسؤولية في إنجاز المهام.
فهم ثقافة المنشأة
أكد القحطاني على أهمية دراسة ثقافة المنشأة التي يعمل بها الموظف الجديد. تختلف ثقافة كل شركة، وقد تتضمن قيمًا ومعتقدات وتقاليد غير مألوفة للموظف القادم من بيئة مختلفة. فهم هذه الثقافة يساعد الموظف على التأقلم بشكل أسرع وتجنب سوء الفهم أو الأخطاء غير المقصودة.
بالإضافة إلى ذلك، فإن فهم ثقافة المنشأة يساعد الموظف على تحديد أسلوب التواصل المناسب وطريقة التعامل مع الزملاء والمديرين. وهذا بدوره يعزز من فرص بناء علاقات مهنية قوية ومثمرة. تعتبر مهارات التواصل جزءًا أساسيًا من هذه العملية.
في سياق متصل، تشير العديد من الدراسات إلى أن الموظفين الذين يندمجون بسرعة في ثقافة الشركة يكونون أكثر إنتاجية ورضا عن وظائفهم. كما أنهم يميلون إلى البقاء في الشركة لفترة أطول، مما يساهم في بناء فريق عمل متماسك ومخلص. هذا يعكس أهمية الاستثمار في برامج التأهيل الوظيفي للموظفين الجدد.
وأضاف القحطاني أن الموظف يجب أن يتعلم أصول العمل ويتعرف على مساره الوظيفي بوضوح. هذا يتطلب تحديد الأهداف المهنية ووضع خطة عمل لتحقيقها. كما يتطلب الاستفادة من فرص التدريب والتطوير المتاحة في الشركة، والسعي المستمر لاكتساب مهارات جديدة.
وشدد القحطاني على أن التميز موجود في كل مكان، ولكنه لا يظهر إلا من خلال العمل الجاد والملموس. وأوضح أن الصمت عن الإنجازات قد يخفي التميز ويمنع الموظف من الحصول على التقدير الذي يستحقه. لذلك، يجب على الموظف أن يحرص على إبراز إنجازاته بطريقة مهنية ومناسبة.
في تغريدة نشرها برنامج “سيدتي” على منصة تويتر، لخص القحطاني هذه النصيحة قائلاً: “في مكان العمل لا تُكثر الكلام، ولا تُدخل شخصيتك الخاصة في كل نقاش”. هذا التأكيد يعكس أهمية الحفاظ على الاحترافية والتركيز على العمل في بيئة العمل.
من الجدير بالذكر أن هذه النصائح تتوافق مع التوجهات الحديثة في مجال إدارة الموارد البشرية، والتي تركز على أهمية الأداء والنتائج في تقييم الموظفين. كما أنها تعكس أهمية بناء ثقافة عمل إيجابية تشجع على التعاون والابتكار والتميز. تعتبر القيادة الفعالة من العوامل الرئيسية في تحقيق هذه الثقافة.
في الختام، من المتوقع أن تستمر هذه النصائح في تلقي اهتمام كبير من الموظفين الجدد والمهتمين بالتطوير المهني. من المهم متابعة التطورات في مجال إدارة الموارد البشرية وتطبيق أفضل الممارسات لضمان تحقيق النجاح في الحياة العملية. وستظل ثقافة العمل الفعالة والتركيز على الأداء من أهم العوامل التي تحدد مسار الموظف ومستقبله المهني.
