مختص: مؤتمر «أبشر» يمثل عمق القدرات البشرية السعودية

أكد الدكتور عبد الرحمن المطرف، أستاذ تقنية المعلومات بجامعة الملك سعود، أن مؤتمر “أبشر” يعكس التطور الكبير في الكفاءات والخبرات السعودية في مجال التقنية والخدمات الرقمية. وأضاف أن المؤتمر يمثل منصة هامة لاستعراض الإنجازات التي تحققت من خلال منصة أبشر، والتي تهدف إلى تسهيل الخدمات للمواطنين والمقيمين والزائرين في المملكة العربية السعودية. وقد أقيم المؤتمر مؤخراً في الرياض، بحضور نخبة من الخبراء والمتخصصين في القطاع الرقمي.
جاءت تصريحات الدكتور المطرف خلال مداخلة له على قناة الإخبارية، حيث أوضح أن النجاح الذي حققته منصة أبشر لم يكن وليد اللحظة، بل هو نتاج عقود من العمل الجاد والتراكم المعرفي والخبرات المتخصصة. وأشار إلى أن المؤتمر يمثل فرصة للعالم للاطلاع على هذه الكفاءات السعودية المتنامية، ورغبتها في تطوير الخدمات ونشر الخبرات.
أهمية مؤتمر أبشر في تطوير الخدمات الرقمية
يعتبر مؤتمر أبشر حدثاً سنوياً يركز على استعراض أحدث التقنيات والابتكارات في مجال الخدمات الرقمية المقدمة للمواطنين والمقيمين في المملكة. يهدف المؤتمر إلى تعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص، وتبادل الخبرات والمعرفة، وتسريع وتيرة التحول الرقمي في مختلف القطاعات.
تاريخ منصة أبشر وتطورها
أطلقت منصة أبشر في عام 2006 كمبادرة من وزارة الداخلية السعودية، بهدف تقديم مجموعة متنوعة من الخدمات الحكومية إلكترونياً. بدأت المنصة بتقديم خدمات بسيطة مثل الاستعلام عن صلاحية الإقامة، وتجديد جوازات السفر، ولكنها تطورت بشكل كبير على مر السنين لتشمل الآن مئات الخدمات التي تغطي مختلف جوانب الحياة في المملكة.
وقد ساهمت المنصة بشكل كبير في تحسين الكفاءة والشفافية في تقديم الخدمات الحكومية، وتقليل الإجراءات الروتينية، وتوفير الوقت والجهد على المواطنين والمقيمين. بالإضافة إلى ذلك، ساهمت منصة أبشر في تعزيز الأمن والاستقرار في المملكة، من خلال تسهيل عمليات التحقق من الهوية وتتبع المخالفات.
القدرات البشرية السعودية وراء نجاح أبشر
أكد الدكتور المطرف أن نجاح منصة أبشر يعود بشكل أساسي إلى القدرات البشرية السعودية العالية، والكوادر المتخصصة التي تعمل على تطوير وتشغيل المنصة. وأضاف أن هذه الكوادر اكتسبت خبرة كبيرة في مجال تقنية المعلومات والخدمات الرقمية، وهي قادرة على مواكبة أحدث التطورات في هذا المجال.
وتابع أن المؤتمر يمثل فرصة لإبراز هذه القدرات، وتبادل الخبرات مع الخبراء والمتخصصين من مختلف أنحاء العالم. كما أنه يساهم في جذب الاستثمارات الأجنبية إلى المملكة، وتعزيز مكانتها كمركز إقليمي للابتكار والتقنية. التحول الرقمي في السعودية يشهد نمواً ملحوظاً، مدعوماً برؤية 2030.
بالإضافة إلى ذلك، فإن المؤتمر يركز على تطوير مهارات الكوادر الوطنية في مجال التقنية، من خلال تنظيم ورش عمل ودورات تدريبية متخصصة. ويهدف ذلك إلى إعداد جيل جديد من الخبراء والمتخصصين القادرين على قيادة التحول الرقمي في المملكة.
تأثيرات مؤتمر أبشر على مستقبل الخدمات الحكومية
من المتوقع أن يكون لمؤتمر أبشر تأثير كبير على مستقبل الخدمات الحكومية في المملكة العربية السعودية. فقد أظهر المؤتمر أن هناك إمكانات كبيرة لتطوير الخدمات الحكومية من خلال استخدام التقنيات الحديثة، مثل الذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء، والبلوك تشين. الخدمات الذكية ستصبح أكثر انتشاراً.
كما أظهر المؤتمر أن هناك حاجة إلى تعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص، وتبادل الخبرات والمعرفة، وتسريع وتيرة التحول الرقمي في مختلف القطاعات. ومن المتوقع أن تشهد المملكة في السنوات القادمة المزيد من المبادرات والمشاريع التي تهدف إلى تطوير الخدمات الحكومية وتحسين جودتها.
وفي سياق متصل، تعمل وزارة الداخلية السعودية على تطوير منصة أبشر بشكل مستمر، وإضافة المزيد من الخدمات إليها. كما تعمل الوزارة على تحسين تجربة المستخدم، وتسهيل الوصول إلى الخدمات، وضمان أمن وسلامة البيانات. وتشير التوقعات إلى أن المنصة ستشهد المزيد من التطورات في المستقبل القريب، لتصبح أكثر شمولية وتكاملاً.
في الختام، سيستمر العمل على تطوير منصة أبشر وخدماتها، مع التركيز على الاستفادة من أحدث التقنيات وتعزيز الكفاءات الوطنية. من المتوقع صدور المزيد من التفاصيل حول خطط التطوير المستقبلية خلال الربع الأول من العام القادم. يبقى التحدي في ضمان سهولة الوصول إلى هذه الخدمات لجميع فئات المجتمع، مع مراعاة الفروق الرقمية المحتملة.