موقع بريطاني: لندن تستعد لنشر قوات حفظ سلام في أوكرانيا

كشفت مصادر بريطانية عن تسريع الاستعدادات المحتملة لنشر قوة حفظ سلام في أوكرانيا، وذلك في حال التوصل إلى اتفاق سلام مع روسيا. يأتي هذا التطوير وسط تقارير تشير إلى تقدم في المفاوضات، التي تقودها الولايات المتحدة، بهدف إنهاء الصراع المستمر. وتتضمن هذه الاستعدادات رفع مستوى الجاهزية للقوات والعتاد العسكري المحتمل، مما يعكس تقييمًا متزايدًا لاحتمالية دور دولي في مراقبة أي اتفاق.
أفاد موقع “آي بيبر” البريطاني بأن وزارة الدفاع في المملكة المتحدة تدرس سيناريوهات مختلفة لنشر القوات، بما في ذلك إمكانية نشر قوات برية وطائرات مقاتلة. ونقل عن وزير الدفاع جون هيلي تأكيده على أن بلاده تعمل على ضمان جاهزية القوات المسلحة للتدخل السريع إذا لزم الأمر، وتقديم الدعم اللازم لعمليات السلام المحتملة.
الاستعدادات البريطانية لنشر قوة حفظ السلام في أوكرانيا
وتركز الاستعدادات البريطانية على تطوير خطط “الإخطار بالتحرك” التي تحدد السرعة التي يمكن بها للقوات الانتقال إلى مناطق الانتشار المحتملة. تشمل هذه الخطط تقييمًا للموارد البشرية واللوجستية المطلوبة، بالإضافة إلى تحديد مواقع الانتشار الاستراتيجية. وتأتي هذه التحركات استجابةً للديناميكيات المتغيرة في الصراع، والفرصة الناشئة لتحقيق تسوية سياسية.
وبدأت وزارة الدفاع البريطانية مراجعة شاملة للخطط العسكرية القائمة، مع التركيز على تحديد الوحدات القادرة على الاستجابة السريعة والفعالة. وتهدف هذه المراجعة إلى ضمان التوافق مع أي متطلبات محددة قد تفرضها عملية حفظ السلام، مثل مراقبة وقف إطلاق النار أو حماية المدنيين. وتأتي هذه الجهود بالتزامن مع مناقشات دولية حول تفويض قوة حفظ السلام المحتملة وهيكلها.
وتشير التقارير إلى أن أحد السيناريوهات المطروحة هو نشر قوة مركزية متحركة، قادرة على الانتشار بسرعة في مناطق مختلفة من أوكرانيا. سيمكن هذا النهج القوات من الاستجابة بفعالية لأي خروقات محتملة للاتفاق، أو التغيرات في الوضع الميداني. كما سيساعد في تقليل الاعتماد على مواقع الانتشار الثابتة، مما قد يقلل من خطر التصعيد.
التحديات المحتملة والاعتبارات الاستراتيجية
على الرغم من التقدم المحرز في المفاوضات، لا تزال هناك تحديات كبيرة تعيق التوصل إلى اتفاق سلام شامل. وتشمل هذه التحديات قضايا السيادة وتقسيم الأراضي، بالإضافة إلى المطالب الروسية المتعلقة بضمانات أمنية. ويتطلب التغلب على هذه التحديات مرونة وحسن نية من جميع الأطراف المعنية.
بالإضافة إلى ذلك، هناك احتمال أن يعارض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أي وجود لقوات تابعة لحلف شمال الأطلسي (الناتو) داخل أوكرانيا. في هذه الحالة، قد يتم نشر القوات البريطانية، إلى جانب قوات من دول أخرى، في دول مجاورة مثل بولندا، مع بقائها على أهبة الاستعداد للتدخل عند الحاجة. الوضع يتطلب تخطيطًا دقيقًا وتنسيقًا وثيقًا بين الدول الأعضاء في الناتو.
كما يشمل التجهيز العسكري اقتناء معدات متخصصة في حماية القوات وضمان فعاليتها في بيئة قتال محتملة. قد تشمل هذه المعدات المركبات المدرعة، وأنظمة الدفاع الجوي، والمعدات الإلكترونية المضادة للتشويش. هذه الاستثمارات تعكس التزام بريطانيا بضمان سلامة قواتها، وتمكينها من أداء مهامها بفعالية.
وتشهد المشاورات الدبلوماسية الغربية زخمًا متزايدًا، حيث أعلنت واشنطن عن حلول بشأن 90٪ من النقاط الخلافية. في الوقت نفسه، أيد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مقترح وقف إطلاق النار خلال فترة الأعياد، إلا أن هذا الأمر يعتمد على موافقة روسيا على الاتفاق. القمة الدبلوماسية القادمة قد تحدد مسار المفاوضات.
من المتوقع أن تشهد الأسابيع القليلة القادمة تطورات حاسمة في المفاوضات، مع استمرار الجهود الدبلوماسية للتوصل إلى حل سلمي. وفي حال التوصل إلى اتفاق، قد تبدأ عملية نشر قوة حفظ السلام في أوكرانيا بشكل تدريجي، بناءً على تفاصيل الاتفاق المحدد. يبقى الوضع معقدًا ويخضع للتطورات المستمرة، مما يتطلب المتابعة الدقيقة والتكيف مع الظروف المتغيرة.





