اجتماع أميركي قطري مصري تركي الجمعة بشأن غزة

عقد المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف اجتماعات حاسمة في ميامي اليوم الجمعة مع مسؤولين رفيعي المستوى من قطر ومصر وتركيا لمناقشة المرحلة القادمة من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة. تأتي هذه المحادثات في ظل حالة من الغموض والتوتر المتزايد بشأن مستقبل الهدنة، والجهود المبذولة لتأمين إطلاق سراح المزيد من الرهائن، وتحسين الوضع الإنساني الكارثي في القطاع. تتركز المناقشات حول تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق، وهو ما يمثل تحديًا كبيرًا نظرًا للتعقيدات الأمنية والسياسية المتشابكة.
شارك في الاجتماعات رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ووزيرا الخارجية التركي هاكان فيدان، والمصري بدر عبد العاطي، بالإضافة إلى ويتكوف. تأتي هذه التحركات بالتزامن مع مشاورات يجريها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن السيناريوهات المحتملة للمرحلة الثانية من الاتفاق، وذلك وفقًا لمسؤول إسرائيلي.
غموض حول المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة
لا يزال وقف إطلاق النار في غزة هشًا، مع استمرار الانتهاكات الإسرائيلية شبه اليومية، وتدهور الوضع الإنساني بشكل مطرد. تعتبر المرحلة الثانية من الاتفاق أكثر تعقيدًا من الأولى، حيث تتطلب معالجة قضايا أمنية وسياسية وإنسانية متشابكة، بالإضافة إلى تباين في مواقف الأطراف المعنية. تتضمن الخطة، التي بنيت على أساس اقتراح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، انسحاب القوات الإسرائيلية ونشر قوة استقرار دولية، وهو ما يثير مخاوف إسرائيلية بشأن أمنها.
الخطط الإسرائيلية ومستقبل الحدود
وفقًا لصحيفة يسرائيل هيوم، فإن الخط الأصفر في غزة يمثل الحدود الإسرائيلية الجديدة، وأن إسرائيل لن تنسحب ما لم يتم نزع سلاح حركة حماس بشكل كامل. يستعد الجيش الإسرائيلي لفرض سيطرته على المناطق الواقعة داخل هذا الخط، مع الاستعداد للبقاء هناك لفترة طويلة. يشير هذا إلى أن إسرائيل تسعى إلى الحفاظ على وجود أمني دائم في قطاع غزة، وهو ما يتعارض مع مطالب الفلسطينيين بإنهاء الاحتلال.
أكدت مصادر أمنية إسرائيلية أن الجيش يقترح الاستمرار في السيطرة على نصف مساحة قطاع غزة، وأنه سينفذ قرارات القيادة السياسية حتى لو كانت مغايرة لاقتراحاته. وترى إسرائيل أن حماس لا تزال تشكل تهديدًا وجوديًا، وأنها لن تسمح لها بالسيطرة على المواطنين في غزة أو إعادة بناء قدراتها العسكرية.
في واشنطن، صرح الرئيس ترامب بأنه من المرجح أن يزوره نتنياهو في فلوريدا خلال عطلة عيد الميلاد، في وقت يدفع فيه الرئيس الأمريكي في اتجاه البدء بتنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق غزة. ويأتي هذا في إطار جهود الإدارة الأمريكية لتهدئة الأوضاع في المنطقة، وتحقيق استقرار دائم في قطاع غزة.
ومع ذلك، يرى بعض المحللين أن احتمالات تخلي ترامب عن قضية غزة ضئيلة، لأنه يريد الحفاظ على الهدوء في القطاع قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
الوضع الإنساني المتردي
بالتوازي مع المفاوضات السياسية والأمنية، يظل الوضع الإنساني في غزة كارثيًا. يعاني السكان من نقص حاد في الغذاء والماء والدواء، بالإضافة إلى تدهور الخدمات الأساسية. تطالب المنظمات الدولية بفتح معابر الحدود بشكل كامل، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية بشكل كافٍ لتلبية احتياجات السكان.
تعتبر قطر ومصر، بصفتيهما وسيطتين وضامنتين للهدنة، الانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق أمرًا ضروريًا لتحسين الوضع الإنساني، وتحقيق استقرار دائم في القطاع.
من المتوقع أن تستمر المفاوضات في الأيام القادمة، مع التركيز على إيجاد حلول للتحديات الأمنية والإنسانية التي تعيق تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق. يبقى مستقبل الهدنة في غزة غير مؤكد، ويتوقف على قدرة الأطراف المعنية على التوصل إلى توافق بشأن القضايا الرئيسية. يجب مراقبة التطورات على الأرض، والجهود الدبلوماسية الجارية، لتقييم فرص تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.





