تعهد الرئيس التايواني لاي تشينغ تي بإجراء تحقيق شامل في الهجوم الذي استهدف مترو تايبيه يوم الجمعة، والذي أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة أحد عشر آخرين. يأتي هذا الالتزام في أعقاب حادث نادر ومروع شهدته العاصمة، حيث أطلق مهاجم قنابل دخانية ثم قام بطعن الركاب بشكل عشوائي. ويدعو هذا هجوم تايبيه إلى تساؤلات حول الأمن والدوافع وراء هذه الجريمة المروعة.
تفاصيل هجوم تايبيه: ما الذي حدث؟
بدأ الحادث عندما أطلق رجل يبلغ من العمر 27 عامًا قنابل دخانية في محطة مترو تايبيه الرئيسية خلال ساعة الذروة، مما أثار حالة من الذعر والفوضى بين الركاب. بعد ذلك، قام المهاجم بطعن عدد من الأشخاص بسكين قبل أن يهرب. ووفقًا للشرطة التايوانية، امتد الهجوم ليشمل منطقة تسوق تحت الأرض ومحطة مترو أخرى، مما أدى إلى مقتل ثلاثة وإصابة ما لا يقل عن 11 شخصًا.
وقد أدى الهجوم إلى استنفار أمني كبير في تايبيه، حيث تم إغلاق المحطات وإطلاق عملية بحث واسعة النطاق عن المهاجم. وأفاد رئيس الوزراء التايواني تشو جونج تاي بأن المشتبه به كان لديه سجل إجرامي ومذكرات توقيف معلقة، وقد تم تفتيش منزله بحثًا عن أدلة.
سجل المهاجم وتصرفاته
تشير التقارير إلى أن المهاجم كان مطلوبًا سابقًا بتهمة التهرب من الخدمة العسكرية. وبحسب ما ذكرته الشرطة، قام بجمع بعض “الأسلحة الفتاكة” من فندق قبل تنفيذ الهجوم. وفي نهاية المطاف، عُثر عليه ميتًا بعد سقوطه من مبنى، مما يشير إلى أنه انتحر أثناء مطاردة الشرطة له.
الدوافع وراء الهجوم: لماذا حدث هذا؟
لا تزال دوافع المهاجم غير واضحة، وقد وصف المسؤولون الحادث بأنه “عمل متعمد” دون تحديد سبب محدد له. صرح رئيس بلدية تايبيه بأن المشتبه به كان مطلوبًا بتهمة التهرب من الخدمة العسكرية، لكنه أكد أن الدافع الحقيقي للهجوم لا يزال قيد التحقيق. تدرس السلطات جميع الاحتمالات، بما في ذلك وجود دوافع شخصية أو أيديولوجية أو حتى اضطرابات نفسية.
إن وقوع هذا الهجوم في تايوان، التي تشتهر بمعدلات الجريمة المنخفضة نسبيًا، أثار صدمة واسعة النطاق. الجرائم العنيفة، مثل حوادث الطعن الجماعي، نادرة في الجزيرة، وتشير الإحصائيات إلى أن آخر حادث مماثل وقع في عام 2014، عندما قتل رجل أربعة أشخاص في محطة مترو. الأمن في تايوان عادة ما يكون قويا، مما يجعل هذا الحادث أكثر إثارة للقلق.
تراقب السلطات الآن عن كثب أي علامات على وجود تهديدات أخرى أو محاولات لتقليد هذا الهجوم. التحقيقات الجنائية جارية لجمع المزيد من الأدلة وفهم كامل للأحداث التي أدت إلى هذه المأساة. بالإضافة إلى ذلك، فإنه من المتوقع أن يتم مراجعة إجراءات الأمن في نظام مترو تايبيه لضمان سلامة الركاب.
ردود الفعل المحلية والدولية
أعرب العديد من القادة السياسيين والشخصيات العامة في تايوان وخارجها عن تعازيهم لأسر الضحايا وإدانتهم للهجوم. ودعا الرئيس لاي إلى الشفافية في التحقيق ووعد بتقديم جميع المسؤولين إلى العدالة. كما قدمت العديد من الدول المساعدة والتعاون في التحقيقات الجارية.
يركز التحقيق حاليًا على تتبع تحركات المهاجم في الأيام التي سبقت الهجوم، بالإضافة إلى فحص اتصالاته وعلاقاته. تسعى الشرطة أيضًا إلى تحديد ما إذا كان المهاجم قد تصرف بمفرده أو كان جزءًا من شبكة أكبر. الرأي العام في تايوان يتطلب إجابات واضحة حول هذه الحادثة.
من المتوقع أن تقدم الشرطة التايوانية تقريرًا أوليًا عن نتائج التحقيق في غضون أسبوع واحد. ومع ذلك، قد يستغرق الأمر وقتًا أطول لتحديد الدوافع الكاملة للهجوم وجمع جميع الأدلة اللازمة. يظل الوضع قيد المراقبة، ومن الضروري البقاء على اطلاع بأحدث التطورات.
