نظمت سفارة بنغلاديش في الكويت، بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (UN-Habitat)، حملة تبرع بالدم ناجحة يوم 19 ديسمبر 2025 في بنك الدم المركزي بمنطقة الجابرية. جاءت هذه المبادرة احتفالاً بالذكرى الرابعة والخمسين ليوم النصر في بنغلاديش، وتزامنت مع فعاليات “مهرجان الشباب 2025″، بهدف تعزيز التضامن المجتمعي وتقديم الدعم للخدمات الصحية في الكويت. وقد حظيت الحملة بمشاركة واسعة من مختلف الجنسيات.
افتتح الحملة سفير بنغلاديش لدى الكويت، اللواء الركن سيد طارق حسين، ورئيسة بعثة برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية في الكويت، د. أميرة الحسن، بحضور عدد من السفراء المعتمدين وممثلي وسائل الإعلام وأفراد الجالية البنغلاديشية. وقد شهدت الحملة إقبالاً كبيراً من المتبرعين، مما يعكس الوعي المجتمعي بأهمية التبرع بالدم.
أهمية يوم النصر البنغلاديشي وحملة التبرع بالدم
يوم النصر في بنغلاديش، الذي يوافق 16 ديسمبر، يمثل ذكرى تاريخية هامة لاستقلال البلاد. يستذكر البنغاليون في هذا اليوم تضحيات الشهداء وبسالة مقاتلي الحرية الذين سعوا لتحرير البلاد. أكد السفير سيد طارق حسين أن هذا اليوم يجسد قيم الحرية والكرامة والتضامن والرحمة، وهي القيم التي استلهمت منها حملة تبرع بالدم.
مشاركة الشباب البنغلاديشي
تعد مشاركة الشباب البنغلاديشي المقيم في الكويت عنصراً أساسياً في نجاح هذه المبادرة. تأتي الحملة ضمن فعاليات “مهرجان الشباب 2025” الذي يهدف إلى تعزيز مشاركتهم في الأنشطة الاجتماعية والثقافية والرياضية. يهدف المهرجان أيضاً إلى ترسيخ ثقافة العمل التطوعي وروح المبادرة لدى الشباب، باعتبارهم ركيزة أساسية في بناء مستقبل بنغلاديش.
بالإضافة إلى ذلك، تساهم هذه المشاركة في تعزيز الروابط بين الجالية البنغلاديشية والمجتمع الكويتي، مما يعزز التفاهم المتبادل والتعاون في مختلف المجالات. وتعتبر هذه الأنشطة فرصة للشباب للتعبير عن هويتهم الثقافية والمساهمة في بناء مجتمع أكثر تماسكاً.
دور برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (UN-Habitat)
أكدت د. أميرة الحسن، رئيسة بعثة برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية في الكويت، على أهمية دعم المبادرات الإنسانية والمجتمعية التي تساهم في تعزيز التماسك الاجتماعي. وأوضحت أن حملة التبرع بالدم تندرج ضمن إطار عمل البرنامج الرامي إلى بناء مدن مستدامة وقادرة على الصمود، وذلك في سياق المبادرة العالمية للمدن المرنة.
يهدف برنامج UN-Habitat إلى تحسين الظروف المعيشية في المدن حول العالم، من خلال توفير السكن اللائق والبنية التحتية الأساسية والخدمات العامة. وتعتبر الصحة العامة عنصراً أساسياً في تحقيق الاستدامة الحضرية، ولذلك يولي البرنامج أهمية كبيرة لدعم المبادرات التي تساهم في تحسين الخدمات الصحية وتعزيز الوعي الصحي.
ومع ذلك، تواجه المدن في جميع أنحاء العالم تحديات متزايدة، مثل النمو السكاني السريع والتغير المناخي والفقر. يتطلب التغلب على هذه التحديات جهوداً مشتركة من الحكومات والمنظمات الدولية والمجتمع المدني.
أهمية التبرع بالدم في الكويت
يعد التبرع بالدم أمراً حيوياً لضمان توفير إمدادات كافية من الدم للمرضى والجرحى في الكويت. تعتمد المستشفيات في الكويت على التبرعات الطوعية من الأفراد لتلبية احتياجاتها من الدم، خاصة في حالات الطوارئ والحوادث. وتشير الإحصائيات إلى أن هناك حاجة مستمرة للتبرعات بالدم في الكويت، وأن هناك نقصاً في بعض أنواع فصائل الدم.
بالإضافة إلى ذلك، يساهم التبرع بالدم في تعزيز الوعي الصحي وتشجيع الأفراد على تبني نمط حياة صحي. ويعتبر التبرع بالدم عملاً إنسانياً نبيلًا يعكس التضامن المجتمعي والمسؤولية الاجتماعية.
تعتبر مبادرات مثل حملة التبرع بالدم التي نظمتها سفارة بنغلاديش وUN-Habitat مثالاً يحتذى به في تعزيز التعاون بين الدول والمؤسسات في مجال العمل الإنساني. وتساهم هذه المبادرات في بناء مجتمعات أكثر صحة وتماسكاً.
من المتوقع أن تقوم سفارة بنغلاديش وبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية بتقييم نتائج الحملة وتحديد الخطوات التالية لتعزيز التعاون في مجال العمل الإنساني. سيتم التركيز على زيادة الوعي بأهمية التبرع بالدم وتشجيع المزيد من الأفراد على المشاركة في هذه المبادرة النبيلة. وستراقب الجهات المعنية أيضاً التطورات الصحية في الكويت وتحديد الاحتياجات المستقبلية من الدم.
