سفير كازاخستان: 4 ملايين دولار حجم التبادل التجاري مع الكويت العام الماضي

شهدت العلاقات بين الكويت وكازاخستان تطوراً ملحوظاً في مجالات السياحة والتجارة والاستثمار، حيث سجلت السياحة الخليجية إلى كازاخستان أرقاماً قياسية في عام 2024. ويسعى البلدان إلى تعزيز هذه الشراكة الإستراتيجية، مع التركيز على زيادة التبادل التجاري وتوسيع نطاق الاستثمارات الكويتية في كازاخستان. هذا التطور يهدف إلى بناء مستقبل اقتصادي واعد لكلا البلدين، مع التركيز على الأمن الغذائي والتنمية المستدامة.
ارتفاع قياسي في السياحة الكازاخستانية من دول الخليج
أعلن سفير كازاخستان لدى الكويت، يرجان إيليكييف، خلال مؤتمر صحفي بعنوان “كازاخستان بلد الفرص”، عن استقبال كازاخستان لحوالي 47 ألف سائح من دول مجلس التعاون الخليجي في عام 2024. وبلغ عدد السياح الكويتيين الذين زاروا كازاخستان ما يقارب 4 آلاف شخص، مما يمثل زيادة بنسبة خمسة أضعاف مقارنة بعام 2022. وتشير هذه الأرقام إلى الاهتمام المتزايد بالوجهات السياحية المتنوعة التي تقدمها كازاخستان، وخاصة مدينة ألماتي بفضل توفر الرحلات الجوية المباشرة بين البلدين.
مقومات السياحة في كازاخستان
تتميز كازاخستان بمقومات سياحية طبيعية وثقافية فريدة، بما في ذلك الجبال الشاهقة والوديان الخضراء والبحيرات الصافية، بالإضافة إلى التراث التاريخي الغني والمعالم الأثرية. وتهدف كازاخستان إلى أن تصبح وجهة سياحية جاذبة للسائح الخليجي الباحث عن تجارب جديدة ومتنوعة.
تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين الكويت وكازاخستان
تولي كازاخستان والكويت أهمية كبيرة لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بينهما. وتهدف الخطط المشتركة إلى مضاعفة حجم التبادل التجاري الحالي، والذي بلغ حوالي 4 ملايين دولار أمريكي في العام الماضي، مع التركيز على الصادرات الكازاخستانية من اللحوم والمنتجات الغذائية إلى الكويت. يرى السفير إيليكييف أن كازاخستان قادرة على المساهمة بشكل كبير في تحقيق الأمن الغذائي في الكويت ودول مجلس التعاون.
الأمن الغذائي: محور أساسي للتعاون
أكد السفير إيليكييف على أن كازاخستان لديها القدرة على أن تكون شريكا استراتيجيا في مجال الأمن الغذائي، من خلال تصدير اللحوم ومنتجات غذائية أخرى مثل زيت دوار الشمس. واقترح إنشاء محور تجاري في الكويت لتجميع هذه المنتجات وإعادة تصديرها إلى أسواق المنطقة، مع الالتزام بمعايير الجودة العربية والدولية.
تشجيع الاستثمارات الكويتية في كازاخستان
تعد كازاخستان وجهة استثمارية جذابة بفضل بيئة الاستثمار المستقرة والميسرة. وتشير التقديرات إلى أن كازاخستان تقدم عوائد استثمارية مرتفعة مقارنة بالأسواق التقليدية، مع تقييم متوسط للمخاطر. وتتواجد بالفعل بعض الاستثمارات الكويتية في كازاخستان، مثل سلسلة مقاهي “ستاربكس” التي تديرها مجموعة الشايع، وهناك مناقشات جارية حول مشروع محتمل لإنشاء فندق “فورسيزونز” في مدينة ألماتي.
تسهيلات الاستثمار والبيئة القانونية في كازاخستان
يقدم مركز أستانا المالي الدولي (AIFC) حوافز كبيرة للمستثمرين الأجانب، بما في ذلك بيئة قانونية تعتمد على القانون الإنجليزي العام، وإجراءات تسجيل سريعة، وإعفاءات ضريبية وجمركية. بالإضافة إلى ذلك، توفر الحكومة الكازاخستانية الأراضي والبنية التحتية اللازمة للمشاريع الكبرى. هذه التسهيلات تهدف إلى جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى كازاخستان.
تستعد السفارة الكازاخستانية في الكويت لتنظيم فعاليات ترويجية إضافية في شهري فبراير أو مارس المقبلين، بما في ذلك استضافة مدون سفر من مدينة ألماتي لزيادة الوعي بالوجهات السياحية في كازاخستان. بالإضافة إلى ذلك، سيتم بحث إمكانية استضافة رجال أعمال كازاخستانيين متخصصين في إنتاج اللحوم والمواد الغذائية لزيارة الكويت مطلع العام المقبل، بهدف استكشاف فرص التعاون في مجال الأمن الغذائي. ومن المتوقع أيضاً استعراض إمكانية تنظيم جناح زراعي غذائي يعرض المنتجات الكازاخستانية عالية الجودة.
وفي الختام، تشير التطورات الأخيرة إلى التزام كازاخستان بتعزيز علاقاتها مع الكويت في مختلف المجالات. من المتوقع أن تشهد الفترة المقبلة المزيد من اللقاءات والاجتماعات بين المسؤولين ورجال الأعمال في البلدين، بهدف تنفيذ الخطط المشتركة و تحقيق أهداف التعاون. يبقى من المهم متابعة تطورات هذه الشراكة، خاصة فيما يتعلق بتنفيذ المشاريع الاستثمارية المقترحة، وزيادة حجم التبادل التجاري، وتعزيز التعاون في مجال الأمن الغذائي.



