دخلت أربعة أفلام عربية ضمن المنافسة الأولية على جائزة أوسكار أفضل فيلم دولي في دورة الأوسكار الثامنة والتسعين، وذلك بعد إعلان أكاديمية علوم وفنون السينما الأمريكية عن قائمة أولية تضم 15 فيلمًا من مختلف أنحاء العالم. يمثل هذا الإنجاز علامة فارقة للسينما العربية، ويعكس تنوع وجودة الإنتاجات السينمائية في المنطقة. وتأتي هذه الترشيحات بعد استيفاء 86 فيلمًا لشروط المنافسة المحددة من قبل الأكاديمية.
أفلام عربية تتنافس على جائزة أوسكار المرموقة
الأفلام العربية الأربعة التي تأهلت للمرحلة الأولية هي: “صوت هند رجب” للمخرجة التونسية كوثر بن هنية، و”اللي باقي منك” للمخرجة الأميركية الأردنية من أصل فلسطيني شيرين دعيبس، و”فلسطين 36″ للمخرجة الفلسطينية آن ماري جاسر، و”كعكة الرئيس” للمخرج العراقي حسن هادي. يُعد هذا التنوع في المشاركات العربية دليلًا على ازدهار الحركة السينمائية في كل من تونس والأردن وفلسطين والعراق.
عودة كوثر بن هنية للمنافسة
تُعد هذه هي المرة الثالثة خلال خمس سنوات التي تتأهل فيها مخرجة إلى هذه المرحلة من المنافسة، حيث كانت أفلامها السابقة “الرجل الذي باع ظهره” و”بنات ألفة” قد حظيت باهتمام مماثل من الأكاديمية. عبّرت بن هنية عن فرحتها وفخرها بهذا الإنجاز، معربة عن امتنانها لكل من آمن بالفيلم وساهم في إيصال صوته. هذا يبرز الاستمرارية والاعتراف المتزايد بأعمالها من قبل المؤسسات السينمائية العالمية.
فيلم “صوت هند رجب” يلقي الضوء على قضايا اجتماعية هامة، بينما يقدم “اللي باقي منك” رؤية فنية مؤثرة حول هوية وتجارب الفلسطينيين. أما “فلسطين 36” فيستكشف فترة تاريخية حاسمة في النضال الفلسطيني، بينما يقدم “كعكة الرئيس” لمحة عن الواقع السياسي والاجتماعي في العراق. تتنوع المواضيع التي تتناولها هذه الأفلام، مما يزيد من فرصتها في جذب انتباه لجنة التحكيم.
بالإضافة إلى فئة أفضل فيلم دولي، أعلنت الأكاديمية عن قوائم الأفلام المنافسة في فئات أخرى، تشمل أفلام الرسوم المتحركة القصيرة، والأفلام الوثائقية القصيرة والطويلة، وأفضل موسيقى، وأفضل صوت، وأفضل مؤثرات بصرية، وأفضل تصوير، وأفضل مكياج وتصفيف شعر. تتطلب عملية الاختيار والتقييم دقة وموضوعية لضمان اختيار أفضل الأعمال في كل فئة.
وتستعد الأكاديمية للكشف عن القائمة القصيرة للأفلام المتنافسة على الجوائز في 22 يناير 2026. ستشمل هذه القائمة مجموعة مختارة من الأفلام التي حققت أفضل أداء في المراحل الأولية من المنافسة.
تأثير الترشيحات على السينما العربية
تعتبر هذه الترشيحات بمثابة دفعة قوية للسينما العربية، وتساهم في تعزيز مكانتها على الساحة الدولية. إمكانية فوز أحد هذه الأفلام بالجائزة ستشكل سابقة تاريخية، وتفتح الباب أمام المزيد من الإنتاجات العربية للمشاركة في مسابقات الأوسكار في المستقبل.
يعتزم العديد من النقاد وخبراء السينما متابعة هذه الأفلام عن كثب، وتحليل فرصة كل منها في الوصول إلى المرحلة النهائية من المنافسة. ومن المتوقع أن تشهد هذه الأفلام إقبالاً متزايدًا من الجمهور، سواء في دور السينما أو عبر المنصات الإلكترونية.
سيعقد حفل إعلان وتوزيع جوائز الأوسكار يوم الأحد 15 مارس 2026 في مدينة لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا. سيقام الحفل بحضور نخبة من نجوم السينما العالمية، وستبث وقائعه على نطاق واسع عبر وسائل الإعلام المختلفة.
وفي الختام، يبقى الترقب قائمًا لمعرفة أي من هذه الأعمال سيتمكن من التأهل إلى القائمة القصيرة، ومن ثم الفوز بجائزة أوسكار أفضل فيلم دولي. تعتبر هذه المسابقة فرصة نادرة للسينما العربية لإبراز إبداعاتها وتقديمها إلى جمهور عالمي واسع.
