تستعد الهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية “مدن” للإعلان عن الفائزين في الدورة الثانية من جائزة مدن للتميّز الصناعي، وذلك اليوم الاثنين. يأتي هذا الإعلان في ختام جهود مكثفة تهدف إلى دعم الابتكار وتحسين الأداء التشغيلي في المصانع السعودية، بما يتماشى مع أهداف رؤية المملكة 2030 الطموحة. وتُعد هذه الجائزة مبادرة وطنية رئيسية لتعزيز القدرة التنافسية للقطاع الصناعي.
سيتم الإعلان عن أسماء الفائزين في حفل يقام اليوم، حيث تمثل الجائزة تتويجًا لعمل دؤوب وجهود متواصلة من قبل الشركات والمصانع المشاركة. تهدف “مدن” من خلال هذه الجائزة إلى تحفيز الشركاء على تبني أفضل الممارسات في مجالات رئيسية مثل الاستدامة والتحول الرقمي وتنمية الكفاءات الوطنية. وترتكز هذه الجهود على تعزيز دور الصناعة كمحرك حيوي للتنوع الاقتصادي.
أهمية جائزة مدن للتميّز الصناعي في تطوير القطاع
تُعتبر جائزة مدن للتميّز الصناعي من أهم المبادرات التي أطلقتها “مدن” لدعم وتطوير الصناعة السعودية. فهي لا تقتصر على التكريم، بل تسعى لخلق بيئة محفزة للتحسين المستمر والابتكار، وهو ما يتماشى مع التوجهات العالمية نحو الصناعة 4.0 والتصنيع الذكي. بينما تواجه المملكة تحديات في تنويع مصادر الدخل بعيدًا عن النفط، يبرز القطاع الصناعي كركيزة أساسية لتحقيق هذا الهدف.
معايير التقييم وعمليات التحكيم
أكدت “مدن” أن لجان التحكيم قد أنهت جميع مراحل التقييم الفني بدقة وشفافية. شملت هذه المراحل مراجعة شاملة للمبادرات والمشاريع المقدمة، والتأكد من توافقها مع المعايير المعتمدة التي تضمن النزاهة والمهنية في اختيار الفائزين. وقد اعتمدت اللجان على زيارات ميدانية للمصانع لتقييم التطبيق الفعلي للمبادرات وأثرها على الأداء.
بالإضافة إلى الزيارات الميدانية، أجريت جلسات تحكيم نهائية بمشاركة خبراء متخصصين وفقًا لمعايير عالمية. ركزت هذه الجلسات على اختيار النماذج الأكثر تميزًا واستدامة، والتي يمكن أن تكون قدوة للآخرين في القطاع. وتشير التقارير إلى أن عمليات التقييم كانت صارمة للغاية، مما يعكس حرص “مدن” على اختيار الفائزين الأكثر استحقاقًا.
الفئات الرئيسية للجائزة والمشاركات الواسعة
تتوزع جائزة مدن للتميّز الصناعي على أربع فئات رئيسة: المصانع الصغيرة والمتوسطة، والمصانع الكبيرة، والصناعات الأساسية، وفئة روّاد الصناعة. تهدف هذه الفئات إلى تغطية مختلف جوانب القطاع الصناعي، وتشجيع جميع الشركات على المشاركة بغض النظر عن حجمها أو مجال عملها. وتتيح المسارات المتعددة للجائزة إبراز الكفاءة في مختلف الجوانب التشغيلية والإدارية، مثل الابتكار في المنتجات والعمليات، وكفاءة استخدام الطاقة، وتطوير الموارد البشرية.
سجلت الدورة الحالية مشاركة واسعة من مختلف الكيانات الصناعية في المملكة. كما شهدت إقبالًا ملحوظًا على فئة روّاد الصناعة، حيث قدمت مبادرات نوعية تعكس التزامًا عميقًا بتطوير الأداء المؤسسي وتمكين الكوادر الوطنية. وتعكس هذه المشاركة المتزايدة الوعي بأهمية الجائزة ودورها في تطوير القطاع الصناعي.
الشراكة مع وزارة الصناعة والثروة المعدنية
تأتي هذه الجائزة بالشراكة مع وزارة الصناعة والثروة المعدنية، مما يعزز أثرها ويجعلها مبادرة وطنية شاملة. تهدف هذه الشراكة إلى تعزيز التحول النوعي في القطاع الصناعي وبناء قاعدة صناعية أكثر كفاءة وتنافسية. وأكدت الوزارة، وفقًا لبياناتها الرسمية، على أهمية دعم الابتكار والاستدامة في الصناعة السعودية.
وتسعى الوزارة و”مدن” من خلال هذه المبادرة إلى ترسيخ دور الصناعة كمحرك رئيسي للتنمية الاقتصادية المستدامة في المملكة. وتشمل هذه الجهود تطوير البنية التحتية الصناعية، وتوفير الحوافز والتسهيلات للشركات، وتشجيع الاستثمار في القطاع الصناعي. بالإضافة إلى ذلك، تركز الوزارة على تطوير الكفاءات الوطنية وتأهيلها للعمل في الصناعات المتقدمة.
من المتوقع أن تعلن “مدن” عن تفاصيل خطط الدورات المستقبلية للجائزة في الأشهر القادمة، مع التركيز على توسيع نطاق المشاركة وتطوير معايير التقييم. يجب مراقبة التطورات المتعلقة بتطبيق مبادرات الفائزين بالجائزة وتقييم أثرها على القطاع الصناعي بشكل عام. كما سيكون من المهم متابعة الجهود المشتركة بين “مدن” ووزارة الصناعة والثروة المعدنية لتطوير المنظومة الصناعية في المملكة.
