«فاكهة الشتاء» المميتة! – أخبار السعودية

مع اقتراب فصل الشتاء واعتدال الأجواء في العديد من المناطق، يزداد الإقبال على إحياء تقليد “شبّة النار” كجزء من التراث والثقافة العربية. ومع ذلك، حذرت وزارة الصحة والدفاع المدني من المخاطر الصحية الجسيمة المرتبطة باستخدامها في الأماكن المغلقة، مؤكدين أن الإهمال في اتباع إجراءات السلامة قد يؤدي إلى حالات تسمم خطيرة أو حتى الوفاة بسبب غاز أول أكسيد الكربون.
وتأتي هذه التحذيرات في ظل تزايد حالات التسمم السنوية خلال فصل الشتاء، خاصةً في المخيمات والخيام والأماكن غير المجهزة بتهوية مناسبة. وتدعو الجهات المعنية المواطنين إلى توخي الحذر الشديد واتباع الإرشادات اللازمة لضمان سلامة الأسر والمجتمعات.
مخاطر غاز أول أكسيد الكربون الناتج عن شبّة النار
غاز أول أكسيد الكربون هو غاز سام عديم اللون والرائحة والطعم، ينتج عن الاحتراق غير الكامل للوقود مثل الحطب والفحم والغاز. وفقًا لخبراء الدفاع المدني، يتراكم هذا الغاز في الأماكن المغلقة، مما يقلل من نسبة الأكسجين في الهواء ويؤدي إلى اختناق الضحايا.
تشمل أعراض التسمم بغاز أول أكسيد الكربون الصداع والدوار والغثيان والضعف العام والتشوش الذهني. وفي الحالات الشديدة، قد يؤدي إلى فقدان الوعي وتلف دائم في الدماغ أو الوفاة. الأطفال وكبار السن والأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب أو الرئة هم الأكثر عرضة للخطر.
إرشادات السلامة لتجنب التسمم
أكدت وزارة الصحة على ضرورة اتباع عدة إرشادات للسلامة عند استخدام “شبّة النار” أو أي وسيلة تدفئة تعتمد على الاحتراق:
أولاً، يجب إشعال النار في أماكن مفتوحة وجيدة التهوية، بعيدًا عن أي مواد قابلة للاشتعال. ثانياً، يجب التأكد من إطفاء النار تمامًا قبل مغادرة المكان أو النوم. ثالثاً، يفضل استخدام وسائل تدفئة بديلة مثل المدفآت الكهربائية، مع الالتزام بتعليمات السلامة الخاصة بها.
التهوية الجيدة هي الحل الأمثل
يشدد الدكتور فهد الخضيري، عالم أبحاث المسرطنات، على أهمية التهوية الجيدة في الأماكن التي يتم فيها إشعال النار. ويوضح أن ارتفاع درجة الحرارة في الأماكن المغلقة يمكن أن يؤدي إلى نقص في نسبة الأكسجين، مما يزيد من خطر الاختناق.
وينصح الخضيري بفتح النوافذ والأبواب بشكل دوري لتجديد الهواء، والتأكد من وجود تدفق مستمر للهواء النقي. ويضيف أن استخدام أجهزة كشف أول أكسيد الكربون يمكن أن يساعد في تحديد وجود الغاز في الأماكن المغلقة واتخاذ الإجراءات اللازمة.
بالإضافة إلى ذلك، تشير التقارير إلى أن استخدام الفحم يعتبر أكثر خطورة من استخدام الحطب، نظرًا لارتفاع نسبة غاز أول أكسيد الكربون التي ينتجها.
بدائل آمنة للتدفئة
يوصي اللواء متقاعد سالم المطرفي باستخدام المدفآت الكهربائية كبديل أكثر أمانًا لـ “شبّة النار”، شريطة التأكد من جودة الوصلات الكهربائية ومطابقتها للمواصفات القياسية السعودية. ويحذر من استخدام المدفآت القديمة أو التالفة، والتي قد تشكل خطرًا على السلامة.
ويؤكد المطرفي على أن الوقاية خير من العلاج، وأن اتباع إجراءات السلامة البسيطة يمكن أن ينقذ الأرواح ويحمي الأسر من المخاطر الصحية المرتبطة بالتدفئة في فصل الشتاء. كما ينصح بتوعية الأطفال بأخطار غاز أول أكسيد الكربون وتعليمهم كيفية التصرف في حالة الشعور بأي أعراض للتسمم.
في الختام، تواصل وزارة الصحة والدفاع المدني جهودهما لتوعية الجمهور بمخاطر التسمم بغاز أول أكسيد الكربون الناتج عن “شبّة النار” ووسائل التدفئة الأخرى. ومن المتوقع أن يتم إطلاق حملة توعية مكثفة خلال الأسابيع القادمة، بالتزامن مع اشتداد برودة الطقس. وستركز الحملة على توزيع المطويات والملصقات التوعوية، وتنظيم المحاضرات وورش العمل، واستخدام وسائل الإعلام المختلفة للوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من الجمهور. يبقى التزام الأفراد بإجراءات السلامة هو العامل الأهم في تجنب الحوادث وضمان سلامة الجميع.





