Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
دولي

مستشفى العودة: سنوقف غالبية خدماتنا اليوم بسبب نفاد الوقود

يوشك مستشفى العودة في مخيم النصيرات بقطاع غزة على تعليق غالبية خدماته الطبية، وذلك بسبب النقص الحاد في الوقود اللازم لتشغيل الأجهزة والمولدات الكهربائية. يأتي هذا في ظل أزمة إنسانية متفاقمة يعاني منها القطاع منذ بداية الحرب، وتأثيرها المباشر على قدرة المستشفيات على تقديم الرعاية الصحية للمواطنين.

أكد الدكتور رأفت المجدلاوي، المدير العام لجمعية العودة الصحية والمجتمعية، أن المستشفى يواجه صعوبات جمة في الحصول على حصته من الوقود، وأن الوضع الحالي يهدد بتوقف الخدمات الأساسية. ويأتي هذا التحذير بعد جهود متواصلة لإدارة الأزمة، ولكنها لم تسفر عن نتائج ملموسة حتى الآن.

أزمة الوقود وتأثيرها على الخدمات الطبية

يقدم مستشفى العودة خدمات حيوية تشمل الجراحة، والولادة، والرعاية السريرية للأطفال، بالإضافة إلى قسم الطوارئ. ومع ذلك، يحتاج المستشفى إلى حوالي 2600 لتر من الوقود يوميًا لضمان استمرار عمل هذه الخدمات، بينما لا يتلقى سوى ألف لتر كحد أقصى، وفقًا لتصريحات المجدلاوي. هذا النقص يضع المستشفى أمام خيارات صعبة، بما في ذلك تقليل عدد المرضى الذين يمكن استقبالهم أو توقيف بعض العمليات الجراحية.

تأتي هذه المشكلة في سياق أوسع من القيود المفروضة على إدخال المساعدات والمستلزمات الطبية إلى قطاع غزة. وتشير التقارير إلى أن هناك تفاوتًا في توزيع الوقود بين المستشفيات، حيث يُعطى الأولوية للمستشفيات الأجنبية على حساب المستشفيات الوطنية والأهلية.

توزيع غير عادل للوقود

وصف الدكتور المجدلاوي طريقة توزيع الوقود الحالية بأنها “غير عادلة” و”مريبة”، معربًا عن قلقه من أن يكون هناك هدف متعمد لتعطيل عمل المستشفيات المحلية. وأضاف أن هذا التوزيع يثير تساؤلات حول الرغبة في إضعاف النظام الصحي الفلسطيني لصالح المؤسسات الأجنبية. هذا الوضع يفاقم من معاناة السكان المحليين الذين يعتمدون بشكل كبير على هذه المستشفيات للحصول على الرعاية الصحية.

محاولات أخيرة لتجنب الكارثة

يجري فريق المستشفى حاليًا محاولات حثيثة للتواصل مع الجهات المعنية والمنظمات الصحية الأخرى لإيجاد حلول مؤقتة، مثل إحالة بعض الحالات إلى مستشفيات أخرى. ومع ذلك، فإن الوضع في بقية المستشفيات ليس أفضل بكثير، مما يجعل هذه المحاولات محدودة الفعالية. كما أن نقص الوقود يؤثر بشكل كبير على القدرة على جدولة العمليات الجراحية، بما في ذلك الولادات بأنواعها المختلفة.

منذ بداية الحرب، كان الوقود يصل إلى المستشفيات عبر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، ثم انتقلت المسؤولية إلى منظمة الصحة العالمية، وأخيرًا إلى مؤسسة أممية أخرى. لكن هذه المؤسسة أبلغت المستشفيات قبل عشرة أيام بأنها غير قادرة على توفير الوقود المطلوب.

تدهور الوضع الصحي العام في غزة

لا يقتصر تأثير أزمة الوقود على مستشفى العودة وحده، بل يمتد ليشمل كامل القطاع الصحي في غزة. فبالإضافة إلى نقص الوقود، يعاني القطاع من نقص حاد في الكوادر الطبية المتخصصة، وعطب العديد من الأجهزة الطبية الحيوية، وتشديد القيود على إدخال الأدوية والمستلزمات الطبية. هذه العوامل مجتمعة تؤدي إلى تدهور مستمر في جودة الرعاية الصحية المقدمة للمواطنين.

تتزايد المخاوف من أن يؤدي توقف مستشفى العودة إلى زيادة الضغط على المستشفيات الأخرى في القطاع، والتي تعاني بالفعل من نقص في الموارد. كما أن هذا التوقف سيؤثر بشكل كبير على آلاف السكان الذين يعتمدون على المستشفى للحصول على الخدمات الطبية الأساسية.

من المتوقع أن تتضح الصورة بشكل كامل خلال الساعات القادمة، مع احتمال تعليق الخدمات في المستشفى إذا لم يتم توفير الوقود اللازم. يجب مراقبة تطورات الوضع عن كثب، وتقييم تأثير ذلك على النظام الصحي في قطاع غزة بشكل عام. كما أن هناك حاجة ماسة إلى تدخل دولي عاجل لضمان وصول الوقود والمساعدات الطبية إلى المستشفيات في القطاع، وتخفيف المعاناة الإنسانية المتزايدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى