جيروزاليم بوست: خطة تعاون عسكري بين إسرائيل واليونان وقبرص تستهدف تركيا

وقعت إسرائيل واليونان وقبرص رسميًا على خطة عمل للتعاون العسكري الثلاثي لعام 2026، مما يعزز الشراكة الأمنية القائمة بين الدول الثلاث في منطقة شرق المتوسط. تأتي هذه الخطوة في ظل تزايد التوترات الإقليمية وجهود متواصلة لتعزيز الاستقرار والأمن، وتحديدًا في مواجهة التحديات المتزايدة في البحر الأبيض المتوسط. وتعتبر هذه الخطة بمثابة إطار عمل مفصل لتنسيق الأنشطة العسكرية المشتركة وتبادل الخبرات بين الجيوش الثلاثة.
أعلن الجيش الإسرائيلي عن التوقيع على الخطة الأسبوع الماضي في نيقوسيا، عاصمة قبرص، مع الإعلان الرسمي عن هذا التطور يوم الأحد. ترأس الوفد الإسرائيلي العميد أميت أدلر، رئيس التعاون الخارجي في الجيش الإسرائيلي، الذي عقد اجتماعات مع نظيريه اليوناني والقبرصي لمناقشة آليات التنفيذ.
تعزيز التعاون العسكري الثلاثي
تتضمن خطة التعاون العسكري تنظيم تدريبات ومناورات مشتركة، بالإضافة إلى إنشاء مجموعات عمل متخصصة في مجالات عسكرية وأمنية متعددة. وتهدف هذه المجموعات إلى تعزيز التنسيق العملياتي وتبادل المعلومات الاستخباراتية بين الجيوش الثلاثة. كما تشمل الخطة حوارًا عسكريًا استراتيجيًا منتظمًا حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، مما يسمح بتبادل وجهات النظر والتخطيط المشترك لمواجهة التحديات المستقبلية.
نطاق التدريبات والمناورات
من المتوقع أن تشمل التدريبات والمناورات المشتركة سيناريوهات متنوعة، مثل عمليات البحث والإنقاذ البحرية، ومكافحة الإرهاب، والاستجابة لحالات الطوارئ الإقليمية. ستركز هذه التدريبات على تحسين القدرة على العمل المشترك والتنسيق الفعال بين القوات المسلحة للدول الثلاث. وتشير التقارير إلى أن الخطة تهدف إلى تطوير قدرات مشتركة في مجالات مثل الدفاع الجوي والبحرية، بالإضافة إلى الأمن السيبراني.
يأتي توقيع هذه الخطة كخطوة إضافية في مسار تعميق التعاون العسكري بين إسرائيل واليونان وقبرص، والذي تطور بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة. وقد شهدت الدول الثلاث تبادل الزيارات العسكرية وتنظيم مناورات مشتركة بشكل دوري، مما ساهم في بناء الثقة وتعزيز التفاهم المتبادل. وتعتبر هذه الشراكة الأمنية بمثابة عنصر أساسي في جهود تعزيز الاستقرار والأمن في منطقة شرق المتوسط.
وفي سياق متصل، تشير مصادر إلى أن هذه الخطة تهدف أيضًا إلى ردع الأنشطة العسكرية والإستراتيجية لتركيا في المنطقة. وتشعر الدول الثلاث بالقلق إزاء التوترات المتزايدة في شرق البحر الأبيض المتوسط، بما في ذلك الخلافات حول حقوق التنقيب عن الغاز الطبيعي والنزاعات البحرية. وتعتبر الشراكة الأمنية الثلاثية بمثابة رسالة واضحة لتركيا بأن الدول الثلاث مصممة على حماية مصالحها والحفاظ على الاستقرار في المنطقة.
أفادت بعض التقارير بأن الدول الثلاث تناقش إمكانية إنشاء قوة استجابة سريعة مشتركة، تضم حوالي 2500 عنصر. ومن المتوقع أن تتكون هذه القوة من حوالي 1000 جندي من كل من إسرائيل واليونان، و500 جندي من قبرص. ولن تكون هذه القوة وحدة دائمة، بل قوة قابلة للانتشار السريع في حالات الأزمات، بهدف التعامل مع التطورات الطارئة في المنطقة.
تأتي هذه التطورات العسكرية جنبًا إلى جنب مع حراك سياسي متزامن. وقد زار رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس ورئيس قبرص نيكوس خريستودوليدس إسرائيل الأسبوع الماضي، حيث عقدوا قمة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. ناقش القادة خلال القمة مستجدات الأوضاع الإقليمية والتعاون الأمني في شرق البحر الأبيض المتوسط، وأكدوا على أهمية مواصلة تعزيز الشراكة الثلاثية.
من المتوقع أن تبدأ الدول الثلاث في تنفيذ خطة التعاون العسكري الجديدة في الأشهر المقبلة. وستركز الجهود الأولية على إنشاء مجموعات العمل المتخصصة وتحديد جدول زمني للتدريبات والمناورات المشتركة. ومع ذلك، لا تزال هناك بعض التحديات التي قد تعيق التنفيذ الكامل للخطة، بما في ذلك القيود السياسية والمالية. وسيكون من المهم مراقبة التطورات الإقليمية وتقييم تأثيرها على الشراكة الأمنية الثلاثية.
التعاون الأمني بين إسرائيل واليونان وقبرص يمثل محورًا هامًا في استراتيجية الأمن الإقليمي، ويهدف إلى تعزيز الاستقرار في منطقة تشهد تحديات جيوسياسية متزايدة. من المرجح أن يستمر هذا التعاون في التطور والتوسع في المستقبل، مع التركيز على مجالات جديدة مثل التكنولوجيا العسكرية المتقدمة ومكافحة التهديدات الهجينة.





