Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اقتصاد

الدولار يتجه نحو أسوأ أداء سنوي له منذ 22 عاما

يتجه الدولار الأمريكي نحو تسجيل أسوأ أداء سنوي له منذ عام 2003، مع تزايد التوقعات بخفض الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي خلال العام المقبل. وقد أظهرت بيانات التداول انخفاض قيمة الدولار بنحو 11% مقابل العملات الرئيسية منذ بداية العام، متأثرًا بالسياسات الاقتصادية والتجارية للولايات المتحدة، بالإضافة إلى تأثير العقوبات الدولية.

هذا التراجع يعكس تحولًا في ثقة المستثمرين، حيث يبحثون عن بدائل استثمارية أخرى. ويأتي في ظل مناخ اقتصادي عالمي يشهد تغيرات كبيرة، بما في ذلك ارتفاع التضخم وتقلبات أسعار الفائدة.

تراجع هيمنة الدولار الأمريكي في الأسواق العالمية

لم يعد الدولار الأمريكي يحتفظ بالهيمنة التي كان عليها في السابق، حيث انخفض مؤشر الدولار إلى 97.94 نقطة مقابل سلة من العملات الرئيسية، مقارنة بـ 108.48 نقطة في نهاية العام الماضي. يمثل هذا الانخفاض خسارة بنسبة 10.76%، وهي الأكبر منذ عام 2003.

وفقًا لبيانات صندوق النقد الدولي، كانت حصة الدولار في احتياطيات النقد الأجنبي للبنوك المركزية العالمية تقارب 70% في بداية الألفية الجديدة. لكن هذه النسبة تراجعت بشكل ملحوظ لتصل إلى 56.92% في الربع الثالث من العام الحالي، وهو أدنى مستوى لها منذ حوالي ثلاثة عقود.

أسباب تراجع الدولار

يعزو خبراء الاقتصاد هذا التراجع المستمر إلى عدة عوامل متداخلة. أولاً، هناك تغير في موازين القوى الاقتصادية العالمية، مع صعود اقتصادات آسيوية وأوروبية. ثانيًا، اتجهت بعض الدول إلى زيادة حيازتها من الذهب والبحث عن بدائل للعملة الأمريكية في احتياطياتها النقدية.

ووفقًا لتقارير حديثة، دخل الدولار في “دائرة مفرغة”؛ حيث يؤدي تراجع قيمته إلى تقليل حصته في الاحتياطيات العالمية، مما يزيد من الضغط على قيمته.

في المقابل، شهدت عملات أخرى ارتفاعًا في حصتها. فقد زادت حيازات الدول من اليورو إلى 20.33% من احتياطياتها في الربع الثالث من العام، مقارنة بـ 20.24% في الربع الثاني. كما ارتفعت حصة الين الياباني إلى 5.82% من 5.65% خلال نفس الفترة، وفقًا لبيانات صندوق النقد الدولي.

العملات الرقمية و تأثيرها على السوق لا يزال قيد الدراسة، ولكنها تمثل خيارًا متزايدًا لبعض المستثمرين.

صعود اليوان الصيني كبديل محتمل

بينما يواجه الدولار تحديات متزايدة، يبرز اليوان الصيني كبديل محتمل، وإن كان لا يزال بعيدًا عن منافسة الدولار بشكل كامل. فقد بدأ اليوان يأخذ مساحة أكبر تدريجيًا في ميزان النقد الدولي، مدفوعًا بالنمو الاقتصادي الصيني المتسارع وتزايد التجارة العالمية المقومة باليوان.

ومع ذلك، لا تزال هناك قيود على استخدام اليوان في الأسواق العالمية، بما في ذلك القيود الرأسمالية والسياسية. بالإضافة إلى ذلك، فإن البنية التحتية المالية الصينية لا تزال أقل تطورًا من تلك الموجودة في الولايات المتحدة.

أسعار الفائدة تلعب دورًا حاسمًا في جاذبية أي عملة، و أي تغيير في سياسة الفائدة الأمريكية سيؤثر بشكل كبير على مستقبل الدولار.

يواجه الدولار اليوم تحديين رئيسيين: تراجع قيمته أمام العملات الأجنبية والأصول الآمنة مثل الذهب، وضعف موقفه في خزائن البنوك المركزية حول العالم. هذا الوضع يفتح الباب أمام عملات أخرى للتوسع، وعلى رأسها اليوان الصيني.

من المتوقع أن يستمر هذا الاتجاه في المستقبل القريب، مع استمرار التغيرات في الاقتصاد العالمي. سيكون من المهم مراقبة قرارات الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة، بالإضافة إلى التطورات السياسية والاقتصادية في الصين. البيانات الاقتصادية القادمة من الولايات المتحدة والصين ستكون حاسمة في تحديد مسار الدولار الأمريكي و العملات الأخرى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى