بعد لقاء ترامب وزيلينسكي.. روسيا تؤكد تقدم مباحثات السلام وأوروبا ترحب

أعلنت روسيا اليوم الاثنين عن اتفاقها مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن قرب التوصل إلى حل لـالحرب في أوكرانيا، معتبرة أن المحادثات باتت في “مراحلها الأخيرة”. يأتي هذا الإعلان بعد لقاء بين ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في فلوريدا، ورحبت به المفوضية الأوروبية مع التأكيد على أهمية الضمانات الأمنية.
ورحبت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بالتقدم المحرز في محادثات السلام، مشيرة إلى أنها أجرت اتصالات مكثفة مع ترامب وزيلينسكي وقادة أوروبيين آخرين. وأكدت فون دير لاين استعداد الاتحاد الأوروبي لمواصلة العمل على تعزيز هذا التقدم، مع التركيز بشكل خاص على توفير ضمانات أمنية قوية لأوكرانيا.
تطورات مفاوضات إنهاء الحرب في أوكرانيا
أكد المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، موافقة موسكو على تقييم الرئيس ترامب بأن المفاوضات لإنهاء الصراع تقترب من نهايتها. جاء هذا الرد على سؤال الصحفيين حول ما إذا كانت موسكو تتفق مع تقييم ترامب بعد محادثاته مع الرئيس زيلينسكي.
وكان الرئيس ترامب قد صرح بعد لقائه مع زيلينسكي بأن التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب في أوكرانيا أصبح وشيكًا، لكنه لم يقدم تفاصيل حول أي اختراقات محتملة فيما يتعلق بالأراضي المتنازع عليها. يأتي هذا في إطار جهود ترامب المتواصلة لإنهاء النزاع، والذي تعهد بإنهاءه في بداية فترة رئاسته.
موقف أوكرانيا والضمانات الأمنية
من جانبه، أعلن الرئيس زيلينسكي أنهما اتفقا مع ترامب على 90% من خطة سلام مقترحة. لكنه شدد على أن رفع الأحكام العرفية في أوكرانيا، والتي تحظر على الرجال في سن التجنيد مغادرة البلاد، لن يتم إلا بعد انتهاء الحرب والحصول على ضمانات أمنية موثوقة.
وأوضح زيلينسكي أن هذه الضمانات ضرورية لضمان عدم تكرار أي تهديدات مستقبلية لأوكرانيا. بدون هذه الضمانات، لا يمكن اعتبار الحرب قد انتهت بشكل كامل، وفقًا لتصريحاته.
خطة السلام الأمريكية
في 23 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أعلن البيت الأبيض عن مسودة خطة سلام محدثة ومنقحة، وذلك بعد مباحثات بين الوفدين الأمريكي والأوكراني. لم يتم الكشف عن تفاصيل الخطة المحدثة، لكنها تهدف إلى إيجاد حل دائم للصراع. وتشمل القضايا الرئيسية المطروحة في المفاوضات الوضع الأمني لأوكرانيا، ومستقبل الأراضي المتنازع عليها، وإعادة الإعمار.
تعتبر هذه المفاوضات جزءًا من جهود دولية أوسع نطاقًا لإنهاء الحرب في أوكرانيا، التي بدأت في فبراير/شباط 2022. وتشترط روسيا لإنهاء الهجوم العسكري على أوكرانيا، تخلي كييف عن الانضمام إلى أي تحالفات عسكرية غربية، وهو ما ترفضه أوكرانيا بشدة.
تداعيات الصراع والوضع الإقليمي
أدت الحرب في أوكرانيا إلى تداعيات إنسانية واقتصادية واسعة النطاق، ليس فقط في أوكرانيا وروسيا، بل في جميع أنحاء العالم. وتسببت في أزمة طاقة وغذاء عالمية، وارتفاع في معدلات التضخم، وتعطيل سلاسل الإمداد. بالإضافة إلى ذلك، أدت إلى نزوح ملايين الأوكرانيين إلى دول أخرى.
تتأثر المنطقة بأكملها بالصراع، حيث تشهد دول الجوار توترات أمنية واقتصادية متزايدة. وتسعى العديد من الدول إلى لعب دور الوساطة لإنهاء الحرب وإعادة الاستقرار إلى المنطقة. وتشمل القضايا ذات الصلة أيضًا الوضع في شبه جزيرة القرم، ومناطق الانفصال في شرق أوكرانيا.
من المتوقع أن تستمر المفاوضات في الأيام والأسابيع القادمة، مع التركيز على إيجاد حلول للقضايا العالقة. يبقى مستقبل المفاوضات غير مؤكد، حيث تعتمد على الإرادة السياسية لكلا الطرفين، وعلى دعم المجتمع الدولي. سيكون من المهم مراقبة التطورات على الأرض، وردود الأفعال من مختلف الأطراف المعنية، لتقييم فرص التوصل إلى اتفاق سلام دائم.





