«الصحة» تقدم نظام غذائي لمرضى الكبد الدهني غير الكحولي

تلقى حساب وزارة الصحة على تويتر، #الصحة_937، استفسارًا من أحد المتابعين حول وجود نظام غذائي خاص بمرض الكبد الدهني غير الكحولي. وأكدت الوزارة على أهمية اتباع إرشادات غذائية معينة بالإضافة إلى تغيير نمط الحياة لتحسين صحة الكبد لدى المصابين بهذا المرض المتزايد الانتشار. يهدف هذا المقال إلى توضيح هذه الإرشادات وتقديم معلومات حول إدارة الكبد الدهني غير الكحولي.
الكبد الدهني غير الكحولي: توصيات غذائية ونمط حياة صحي
يُعد الكبد الدهني غير الكحولي (NAFLD) تراكمًا مفرطًا للدهون في الكبد لدى الأشخاص الذين لا يسعون لتعاطي كميات كبيرة من الكحول. وفقًا لوزارة الصحة، هو مرض يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالسمنة، ومرض السكري من النوع الثاني، وارتفاع مستويات الكوليسترول في الدم. قد يصاب العديد من الأشخاص بهذا المرض دون أن يظهر عليهم أي أعراض في المراحل الأولى.
أوضحت وزارة الصحة عبر حسابها الرسمي على تويتر أن التوصيات العامة للمرضى تتضمن عدة جوانب رئيسية. تشمل هذه الجوانب تعديل النظام الغذائي وممارسة الرياضة بشكل منتظم، بالإضافة إلى الحرص على إبقاء الوزن تحت السيطرة.
تعديل النظام الغذائي لعلاج الكبد الدهني
ينصح بشكل أساسي بتبني نظام غذائي صحي ومتوازن. ركزت الوزارة على أهمية زيادة استهلاك الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة، فهي غنية بالألياف والفيتامينات والمعادن الضرورية. كما أن هذه الأطعمة تساعد في تنظيم مستويات السكر في الدم وتحسين وظائف الكبد.
في المقابل، يجب الحد من تناول بعض الأطعمة والمشروبات التي قد تزيد من تفاقم الحالة. تضمنت هذه الأطعمة الخبز الأبيض، واللحوم الحمراء والمعالجة، والعصائر المحلاة، والمشروبات الغازية. تحتوي هذه الأطعمة على نسب عالية من السكريات والكربوهيدرات والدهون المشبعة التي يمكن أن تساهم في تراكم الدهون في الكبد.
بالإضافة إلى ذلك، يُنصح بتناول الدهون الصحية باعتدال، مثل تلك الموجودة في زيت الزيتون والأفوكادو والمكسرات. يجب تجنب الدهون المتحولة الموجودة في الأطعمة المقلية والمعبأة، حيث أنها تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والكبد.
الرياضة وفقدان الوزن كعلاج مكمل
أكدت وزارة الصحة على أهمية ممارسة الرياضة بانتظام كجزء أساسي من علاج الكبد الدهني غير الكحولي. حتى النشاط البدني المعتدل، مثل المشي السريع لمدة 30 دقيقة يوميًا، يمكن أن يساعد في تقليل الدهون في الكبد وتحسين حساسية الجسم للأنسولين. علاج الكبد الدهني يتطلب جهداً مستمراً.
بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة، فإن فقدان الوزن التدريجي يعتبر هدفًا حيويًا. تشير الدراسات إلى أن فقدان 5-10٪ من وزن الجسم يمكن أن يحسن بشكل كبير وظائف الكبد ويقلل من خطر تطور المرض إلى مراحل أكثر خطورة. يجب أن يتم فقدان الوزن تحت إشراف طبي لتجنب أي آثار جانبية غير مرغوب فيها.
مراقبة مستويات الكوليسترول وضغط الدم
ذكرت الوزارة أنه من المهم أيضًا مراقبة مستويات الكوليسترول وضغط الدم والسيطرة عليها إذا كانت مرتفعة. عادة ما يصاحب الكبد الدهني غير الكحولي ارتفاع في الكوليسترول وضغط الدم، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
يمكن تحقيق السيطرة على هذه العوامل من خلال اتباع نظام غذائي صحي، وممارسة الرياضة بانتظام، وتناول الأدوية الموصوفة من قبل الطبيب إذا لزم الأمر. المتابعة الدورية مع الطبيب ضرورية لتقييم الحالة وتعديل خطة العلاج حسب الحاجة.
بالإضافة إلى ما سبق، هناك اهتمام متزايد بدور بعض المكملات الغذائية في علاج الكبد الدهني غير الكحولي، مثل فيتامين E، وأحماض أوميغا 3 الدهنية، ومستخلص الشاي الأخضر. ومع ذلك، لا تزال الأبحاث جارية لتحديد مدى فعالية هذه المكملات، ويجب استشارة الطبيب قبل تناول أي منها.
يُعد مرض الكبد الدهني غير الكحولي حالة صحية شائعة تتطلب إدارة شاملة. من خلال اتباع نظام غذائي صحي، وممارسة الرياضة بانتظام، والسيطرة على عوامل الخطر الأخرى، مثل السمنة وارتفاع الكوليسترول، يمكن للمرضى تحسين صحة الكبد وتقليل خطر تطور المرض إلى مراحل أكثر خطورة. أمراض الكبد تعتبر من الأمراض الخطيرة التي يجب متابعتها.
من المتوقع أن تستمر وزارة الصحة في نشر المزيد من التوعية حول هذا المرض وتقديم إرشادات محدثة بناءً على أحدث الأبحاث. ويجب على الأفراد المعرضين للخطر، مثل المصابين بالسمنة أو السكري من النوع الثاني، إجراء فحوصات منتظمة للكشف عن أي علامات مبكرة للكبد الدهني غير الكحولي. لا توجد حتى الآن مؤشرات رسمية حول برامج جديدة مخصصة للكبد الدهني، ولكن المتابعة المستمرة لتصريحات الوزارة ستكشف عن أي تطورات مستقبلية.