Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
ثقافة وفنون

جوائز بيضاء في البافتا 2023 وألمانيا تتفوق بإنجلترا

احتفلت الأكاديمية البريطانية لفنون السينما والتلفزيون المانحة لجوائز البافتا هذا العام بألمانيا بشكل خاص، حيث منح فيلم ألماني النصيب الأكبر من الجوائز، كما فازت كيت بلانشيت التي جسدت مؤلفة موسيقية ألمانية كبيرة بجائزة أفضل ممثلة، وفي سياق تقدير الموسيقى بأشكالها المختلفة، فاز أوستن باتلر الذي جسد شخصية المغني الأسطوري إلفيس بريسلي بجائزة أفضل ممثل.

ولم تحمل الجوائز مفاجآت تذكر، باستثناء خلو قوائم الفائزين من أي نجم أو نجمة من ذوي الأصل الأفريقي، وهي الأزمة نفسها التي صادفت جائزة غولدن غلوب في دورتها قبل الماضية، وتسببت في مقاطعة النجوم لها وإعادة تشكيل لجان التحكيم فيها.

وتعد جوائز البافتا بروفة شبه نهائية للجوائز الأشهر والأهم في عالم السينما، وهي جوائز الأوسكار التي تمنحها الأكاديمية الأميركية لعلوم وفنون الصورة.

ألمانيا والموسيقى

منحت الأكاديمية البريطانية لفنون السينما والتلفزيون المخرج الألماني إدوارد بيرغر مكانة جديدة في عالم السينما، وذلك بمنحه 7 من جوائزالبافتا 2023، من أصل 14 ترشيحا في مختلف عناصر صناعة فيلمه “كل شيء هادئ على الجبهة الغربية” (All Quiet on the Western Front)، وحصل على جوائز أفضل فيلم وأفضل سيناريو مقتبس وأفضل فيلم غير مكتوب باللغة الإنجليزية وأفضل إخراج وأفضل تصوير سينمائي وأفضل صوت وأفضل موسيقى تصويرية.

بيرغر تلقى تعليمه السينمائي في الولايات المتحدة الأميركية، وعمل هناك حتى حصل على تمويل لإنتاج فيلمه الأول “غوميز: رؤوس أو ذيول” (Gomez: Heads or Tails) ليعود إلى بلاده، ويخوض مشواره الفني بين الإخراج التلفزيوني والسينمائي، ليقدم فيلمه الفائز بنصيب الأسد من جوائز البافتا، والذي أنتجته شبكة “نتفليكس”.

ويعد اكتساح الفيلم الألماني للجوائز مؤشرا لحضوره المتوقع على المسرح في لوس أنجلوس لاستلام عدد من جوائز الأوسكار المقبل، خاصة أنه تلقى حتى الآن 8 ترشيحات، بينها جائزة أفضل فيلم وجائزة أفضل فيلم أجنبي (غير ناطق بالإنجليزية).

وإذا كانت الجوائز التي توج بها تؤكد على تميز العناصر الفنية المختلفة في العمل، فإن قيام الجمهور بالتصويت لترشيحه يشير إلى أهمية رسالة العمل التي تتلخص في تصوير بشاعة الحرب.

وقد اقتبس الفيلم عن رواية للكاتب الألماني إيريك ريمارك نشرت عام 1929، وتم تحويلها إلى فيلم للمرة الأولى عام 1930، ومن الواضح أن كلا من صناع العمل وجمهوره الذي يرى أجواء الصراعات العالمية في تصاعد مستمر يرون أن الرسالة القديمة صالحة للتحذير من حرب كونية جديدة.

وجاء فوز فيلم “جنيات أينشيرين” (The Banshees of Inisherin) للمخرج مارتن ماكدوناه بجائزة أفضل فيلم بريطاني متوقعا تماما، خاصة بعد التقدير النقدي العالمي الذي حصل عليه، والجوائز السابقة التي فاز بها، وبينها 3 جوائز من الغولدن غلوب.

يغوص الفيلم عميقا في قلب الحياة الاجتماعية لجزيرة منعزلة، ويرصد العلاقة بين صديقين يتغير أحدهما فجأة ويتخذ قرارا بالانعزال وقطع علاقته بصديقه تماما، وبشكل عنيف، وهو ما يسبب دهشة كبيرة له شخصيا ولصديقه ولكل أهل الجزيرة، خاصة بعد اتخاذ العلاقة منعطفا غريبا.

واستحق باري كيوغان جائزة أفضل ممثل مساعد، كما استحقت كيري كوندون جائزة أفضل ممثلة مساعدة.

إلفيس وليديا تار

جاء فوز الممثل أوستن باتلر عن دور النجم الأميركي الأسطوري إلفيس بريسلي، ليكون شهادة ميلاد لممثل ينتظر منه الكثير، خاصة أن فيلم “إلفيس” يعد أول الأعمال الكبيرة التي يشارك فيها، وأول الأدوار الجادة بعد مشوار مع الأدوار الصغيرة في عدد من الأعمال. وحظي باتلر بثناء النقاد في العالم كله، وتوقع العديد منهم أن يخوض رحلة الممثل رامي مالك الذي جسد شخصية المطرب الانجليزي فريدي ميركوري في فيلم “سيرة البوهيمية” (Bohemian Rhapsody) وفاز عنها بالأوسكار.

لا يتأمل فيلم “إلفيس” حياة النجم الأسطوري الذي مات عن 42 عاما بشكل محايد، ولكنه يكشف حقائق محزنة عن شاب موهوب، صادف الكولونيل تيم باركر، والذي جسده في الفيلم توم هانكس، ويسيطر على الموهبة الوحشية لإلفيس، ويعمل على فرض شروط السوق على الشاب الذي يموت كمدا بعد أن ينجح مندوب السيطرة المجتمعية في كبت إلفيس، الذي جمع عنصري المجتمع الأميركي الرئيسين في أدائه وموسيقاه وهما السود والبيض، وهو ما كان يرفضه الأميركيون وباركر الذي كان يدير إلفيس في ذلك الوقت.

وفي مجال الإبداع الموسيقى أيضا جاءت جائزة أفضل ممثلة للممثلة كيت بلانشيت عن دور المؤلفة الموسيقية الشهيرة ليديا تار في فيلم “تار” (Tar) للمخرج والممثل والكاتب تود فيلد، والطريف أن فيلد بدأ حياته موسيقيا أيضا.

تدور أحداث “تار” في عالم الموسيقى الكلاسيكية الغربية، ويركز على ليديا تار، التي تُعتبر واحدة من أعظم مؤلفي الموسيقى الأحياء وأول مديرة لأوركسترا ألمانيا الكبرى.

كيت بلانشيت الفائزة بالأوسكار مرتين من قبل وبجائزة البافتا 3 مرات تعد واحدة من أفضل ممثلات جيلها، وقد اشتهرت بالعديد من الأدوار، وأهمها “الحالة الغريبة لبنيامين بوتون” (The Curious Case of Benjamin Button).

أفاتار

رغم فوزه بجائزة أفضل مؤثرات بصرية وهي جائزة مستحقة ورغم تحقيقه لإيرادات تجاوزت الملياري دولار، يبدو أن الجزء الثاني من فيلم “أفاتار” الذي كسب رهان الإيرادات قد خسر رهان الجوائز السينمائية الكبرى مثل الإخراج والمونتاج، واكتفى النقاد ولجان التحكيم بتقدير التكنولوجيا والعناصر المتعلقة بها.

وكان جيمس كاميرون قد مهد لإطلاق الجزء الثاني بحملة، اعتقد معها الكثيرون أن الجزء الثاني سوف يفوق الأول بمراحل، لكن بدا أن الأجواء الجديدة تماما التي قدمها الجزء الأول لم تتم إضافة أي قيمة إبداعية لها على مستوى السيناريو أو الإخراج.

قدم كاميرون إبهارا بصريا رائعا، لكنه أعاد تكرار عشرات القصص التي قدمت من قبل في أفلام سابقة من دون إضافة حقيقية، وهو ما يفسر عدم حصوله شخصيا على جوائز حتى الآن.

تكرم الأكاديمية البريطانية (BAFTA) سنويا أفضل الأفلام والبرامج التلفزيونية ووسائل الإعلام الأخرى المنتجة في المملكة المتحدة وعلى المستوى الدولي، وتغطي الجوائز مجموعة واسعة من الفئات، بما في ذلك أفضل فيلم وأفضل مخرج، وأفضل ممثل وممثلة، وأفضل ممثل وممثلة مساعدة، وأفضل سيناريو، وأقيم أول حفل لتوزيع جوائز البافتا عام 1947.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى