كشفت شركة «جيه إل إل» عن أحدث توجهات قطاع الإنشاءات في دولة الإمارات خلال العام 2023، وركزت في تقريرها على أبرز العوامل الداعمة لازدهار القطاع في السنوات المقبلة. ويشمل ذلك الزخم الذي تواصل المشاريع تحقيقه، ومنها دستركت 2020، والكشف عن أجندة دبي الاقتصادية – D33، وتحسن أسعار النفط، والتوقعات بنمو القطاعات الاقتصادية الفرعية، إلى جانب عامل الراحة العائد لاستقرار الأسعار. وأكدت وجود مؤشرات عدة تدعم التفاؤل باستمرار انتعاش قطاع الإنشاءات خلال 2023. وفي ظل هذه المعطيات، تتوقع «جلوبال داتا» أن يرتفع ناتج قطاع الإنشاءات في 2023 بأكثر من 3.0 % مقارنة بالعام السابق.
ومن بين القطاعات الفرعية، حافظ قطاع الإسكان على نسقه التصاعدي، حيث تم تسليم 44000 وحدة سكنية في أبوظبي ودبي في 2022. وعلى صعيد قطاعي السياحة والضيافة، واصل خلال 2022 تعافيه من تبعات الجائحة بفضل مشاريع رائدة مثل إكسبو 2020 دبي ومتحف المستقبل، إلى جانب افتتاح سي وورلد ومتحف التاريخ الطبيعي في أبوظبي وتضاعف حجم الاستثمارات في المشاريع الثقافية في الدولة.
وفي أكتوبر 2022، أعلنت دولة الإمارات اعتماد ميزانية عامة للاتحاد ما بين 2023 و2026 بإجمالي مصروفات تقديرية يبلغ 252.3 مليار درهم. ومنح قطاع التنمية والمنافع الاجتماعية نسبة 39.3 % من إجمالي الميزانية، الأمر الذي سيتجسد في الارتقاء بمستوى الرفاهية والسعادة والأمن لكل أفراد المجتمع في دولة الإمارات، وتقديم أعلى مستويات الرعاية الاجتماعية والخدمات الصحية والتعليمية وتعزيز البيئة الاقتصادية والبنية الاستثمارية في الدولة.
وإلى جانب الدور البارز لأسعار النفط في ازدهار قطاع الإنشاءات، أدى ارتفاعه إلى متوسط 100 دولار للبرميل إلى تعزيز الناتج المحلي الإجمالي لدولة الإمارات، إذ أشارت التقديرات إلى نموه بنسبة 7 % في عام 2022. ما أتاح للدول المنتجة للنفط، ومنها دولة الإمارات، فرصاً مواتية لتمويل خطط التنوع الاقتصادي خاصتها.
وبحسب بيانات صادرة عن «مييد بروجيكتس»، بلغت حصة دولة الإمارات 13 % من المشاريع التي أطلقت في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بحلول ديسمبر 2022 بقيمة إجمالية بلغت 19 مليار دولار من إجمالي 142 مليار دولار، مقارنة بإجمالي بلغ 187 مليار دولار في عام 2021. وبلغت حصة قطاع الإنشاءات 60 % منها، وشمل ذلك بشكل رئيسي المشاريع السكنية والمتعددة الاستخدامات والمشاريع الثقافية والتجارية.
وقالت لورا مورغان، رئيس معلومات السوق في الشرق الأوسط وأفريقيا لدى شركة «جيه إل إل»: «هناك توجهات متنامية مثل الاستدامة والتكنولوجيا والابتكار ستغدو ركائز أساسية في تشكيل مستقبل القطاع، لاسيما وأن لها دوراً مهماً في تحقيق رؤى دولة الإمارات».
ومع تنامي التوجه بتبني مفاهيم الاستدامة في القطاع، أكدت غالبية شركات المقاولات أن متطلبات الاستدامة تعتبر محور تركيز رئيسياً لعملية التصميم.
