كشفت مصادر عن مقترحات أمريكية جديدة تهدف إلى إيجاد حل للصراع في أوكرانيا، وذلك في الوقت الذي يتوجه فيه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي نحو مباحثات مع مسؤولين أتراك وأمريكيين. تأتي هذه الجهود في ظل استمرار القتال الذي يقترب من عامه الرابع، وتصاعد الضغوط الدولية للتوصل إلى سلام في أوكرانيا. ويأمل الدبلوماسيون في إعادة إحياء عملية السلام المتوقفة.
اللقاءات المتوقعة تتضمن محادثات بين زيلينسكي ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، بالإضافة إلى اجتماع مع وفد من الجيش الأمريكي في كييف. و لم تعقد أي مفاوضات مباشرة بين كييف وموسكو منذ محادثات إسطنبول في يوليو من العام الماضي، مما يجعل هذه التطورات ذات أهمية خاصة.
جهود أمريكية لإنهاء الحرب في أوكرانيا
تأتي هذه المقترحات الأمريكية، وفقًا لما ذكرته وكالة رويترز، كجزء من مساعٍ دبلوماسية مكثفة لإيجاد مخارج للأزمة. وتشمل المقترحات جوانب متعددة، لم يتم الكشف عن تفاصيلها الكاملة بعد، ولكنها تركز على إمكانية التوصل إلى اتفاق يضمن أمن أوكرانيا ويزيل أسباب التوتر بين الطرفين. بالإضافة إلى ذلك، يتركز الاهتمام على إمكانية استئناف المحادثات المباشرة بين كييف وموسكو.
أكدت الرئاسة الروسية (الكرملين) أن موسكو منفتحة على الحوار حول مستقبل الأزمة، خاصة مع الولايات المتحدة وتركيا، لكنها لم تبدِ استعدادًا لتغيير مواقفها التفاوضية الحالية. ويشكل هذا التباين تحديًا كبيرًا أمام أي تقدم ملموس في عملية السلام.
محادثات إسطنبول كمنصة محتملة
تعتبر جولة المحادثات التي استضافتها تركيا في عام 2022، والتي جرت في إسطنبول، بمثابة نقطة انطلاق محتملة لإعادة إحياء عملية السلام. ويؤكد المراقبون على أهمية الدور الذي يمكن أن تلعبه أنقرة في التوسط بين الطرفين، نظرًا لعلاقاتها الجيدة مع كل من روسيا وأوكرانيا. الرئيس أردوغان ذكر أن مسار إسطنبول يمثل فرصة مهمة .
التقى زيلينسكي بالرئيس أردوغان بعد زيارة له إلى كل من اليونان وفرنسا وإسبانيا، بغية حشد الدعم لأوكرانيا. وشدد زيلينسكي على أن تحقيق “سلام عادل” في أوكرانيا هو الأولوية القصوى، وأنه سيبحث مع أردوغان سبل تحقيق ذلك.
زيارة الوفد الأمريكي إلى كييف
تزامنت هذه التطورات مع وصول وفد أمريكي رفيع المستوى إلى كييف، بقيادة دان دريسكول، وزير الجيش الأمريكي. وفقًا للسفارة الأمريكية في كييف، فإن الوفد يقوم بـ “مهمة لتقصّي الحقائق” حول الوضع على الأرض. ومن المتوقع أن يلتقي الوفد برئيس أركان الجيش الأمريكي الجنرال راندي جورج بزيلينسكي يوم غد الخميس.
وتشير التقارير إلى أن المبعوث الأمريكي الخاص لشؤون أوكرانيا، ستيف ويتكوف، قد يزور تركيا أيضًا في الأيام القادمة. على الرغم من ذلك ، لم يتم تأكيد هذه الزيارة بشكل رسمي من قبل المسؤولين الأمريكيين.
التحديات ووجهات النظر المختلفة
تواجه الجهود المبذولة لتحقيق السلام في أوكرانيا تحديات كبيرة، أبرزها التباين في وجهات النظر بين الأطراف المتنازعة. تصر روسيا على مطالبها المتعلقة بضمانات أمنية وعلاقات حسن الجوار، بينما تشدد أوكرانيا على استعادة سيادتها ووحدة أراضيها. مشكلة الفساد و الإطاحة بوزيري الطاقة والعدل قد تعقد الموقف.
بالإضافة إلى ذلك، فإن تدخل الأطراف الخارجية وتأثيرها على مجريات الأحداث يزيد من تعقيد الوضع. تتعدد الجهود الدبلوماسية التي تبذلها دول مختلفة، ولكنها غالبًا ما تكون متضاربة أو غير منسقة.
وفي الختام، يبقى الوضع في أوكرانيا غارقًا في حالة من عدم اليقين. من المتوقع أن تستمر المفاوضات الدبلوماسية خلال الأسابيع القادمة، ولكن من غير الواضح ما إذا كانت ستؤدي إلى نتائج ملموسة. من الضروري مراقبة تطورات الموقف عن كثب، وتقييم مدى استعداد الأطراف المتنازعة لتقديم تنازلات متبادلة من أجل تحقيق السلام المستدام في أوكرانيا. ويبقى دور تركيا و الولايات المتحدة حاسمًا في العملية. ويجب النظر في تطورات القضية الروسية الأوكرانية كجزء من الأمن الإقليمي و البحث عن حلول سياسية.
