Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
منوعات

المدرسة الإنسانية في الإدارة

العلوم الإدارية كغيرها من العلوم تحتاج تطويراً وتنوعاً وقراءة ومعرفة، لهذا وجدت مناهج علمية ومدارس وكتب والكثير من المفاهيم والقوانين التي يمكن البحث فيها؛ فعلم الإدارة علم واسع ومتنوع ومتعدد، ولكنني أرغب بالحديث عن جزئية مهمة جداً، وهي العلاقة بين المدير وموظفيه، وأتوقع أن تكون هذه العلاقة فيها الكثير الوضوح والشفافية والتعاون والثقة والإنسانية وغيرها.

ولكن نلاحظ أن هناك الكثير من الضبابية وسوء الفهم، والأمر لا يتعلق بالمدير أو حتى بالموظف ولكن بجوانب متعددة، فبعض المدراء للأسف قد يديرون العمل بنوع من المركزية ولا يسمحون بالتنوع ولا بالابتكار ولا بالأفكار الجديدة ولا الظهور ولا التعبير عن نفسه، ولا السماح للموظفين بالكلام أو التواصل، فتغلق الأبواب وتصبح مؤصدة أمام الموظفين ولا يستطيعون التعبير عن أنفسهم أو الحديث عن أفكارهم وهمومهم، وهذه البيئة قد تسبب نوعاً من التكاسل وعدم الرغبة في تقديم الجديد وسوف تسود البيئة الجمود والتقيد بالحضور والانصراف، وفي المقابل قد نجد مديراً يمنح موظفيه مساحة للحركة والإبداع وتقديمهم لكل جديد وحتماً سوف تسود نوع من الألفة والتواصل والأفكار الإيجابية.

كلنا يعرف أن الضبابية في العمل وعدم وجود خطة واضحة يسير عليها الجميع سوف تؤدي لضياع الجهد والأفكار، وجميعنا نتوجه نحو العمل حيث تعتبر الوظيفة مصدراً أساسياً للحصول على المال، وتحقيق الكثير من الاحتياجات الحياتية، ولكن في خضم هذه الحياة وانشغالاتها المكررة والروتينية والانغماس في أداء المهام الوظيفية قد ننسى العلاقة الإنسانية التي تنشأ في بيئة الوظيفة، تجمعنا الوظيفة بالكثير من الاشخاص يوميا، قد نراهم طوال العام وربما لأعوام، وهؤلاء أمامك يومياً تتعامل معهم أكثر من أفراد أسرتك، وتكون أكثر التصاقاً بهم بحكم الأعمال والمهام الوظيفية ولكن نلاحظ لدى البعض ضعفاً في العلاقات الإنسانية، وبعيداً عن مجتمع العلاقات الوظيفية لا يوجد تعاطف أو تواصل أو حتى سؤال أو اهتمام بالزملاء في بيئة العمل، فالبعض قد يعاني من مشكلة أو مرض أو قد تمر عليه ظروف انسانية  وهذا الأمر ليس فقط ينطبق على الموظفين ولكن قد نجده يتعلق بالقادة في مقار العمل ورؤساء ومدراء الإدارات، فلا يوجود تواصل ولا ألفة ولا اجتماعات وإن وجدت تكون جافة في إطار العمل ،لذلك لا بد على المدراء أن يقوموا بتنمية الحس الإنساني لدى موظفينهم وتشجعيهم على تقديم المبادرات والأفكار والتواصل معهم  فهذه القيم تعزز المحبة وتنثر السعادة والألفة في بيئة العمل.

أعتقد أننا نحتاج اليوم إلى تجديد تلك العلاقات الإنسانية وتشجيعها في بيئة العمل، نحتاج لمدير يستطيع أن يخرج من قلوب وعقول موظفيه كل القيم الجميلة ونشرها في بيئة الوظيفة حتى يصبح التنافس كله عدالة وسعادة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى