قبيل الذكرى الأولى للحرب.. زيلينسكي يؤكد تشبث قواته بمواقعها في الشرق وروسيا تنفي نقص الذخيرة

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن قوات بلاده تتشبث بمواقعها في جبهة القتال شرقي البلاد رغم الضغط الروسي الكبير، فيما نفت وزارة الدفاع الروسية وجود أي نقص في الذخيرة لدى القوات المتطوعة في جبهات القتال بأوكرانيا، قبل يومين من الذكرى السنوية الأولى لبدء الحرب.

وذكر زيلينسكي في خطابه الليلي المصور أمس الثلاثاء، معتمدا على تقارير مفصلة من الجبهة في اجتماع للقيادة العسكرية الأوكرانية، أن “من المهم للغاية أنه لم يطرأ أي تغيير على الخطوط الأمامية على الرغم من الضغط الكبير على قواتنا”.

وأضاف الرئيس الأوكراني أن القوات الأوكرانية في مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك قامت “بكل ما هو ممكن لاحتواء الهجمات التي لا تتوقف من الجانب الروسي، رغم تكبده خسائر فادحة”.

وقالت هيئة الأركان الأوكرانية إنها تتصدى لمحاولات التقدم الروسية في محيط مدينة باخموت الإستراتيجية شمال مقاطعة دونيتسك، وفي 7 محاور أخرى للقتال في إقليم دونباس الذي يضم مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك.

وذكرت الهيئة -في بيان- أن القوات الروسية قصفت أكثر من 20 منطقة في محيط باخموت على وجه الخصوص، وأكثر من 30 منطقة في اتجاهي أفدييفكا وشختار.

تقدّم روسي

وقالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها تتقدم نحو مدينة باخموت الإستراتيجية، التي لحقها الدمار جراء تعرضها لقصف منذ شهور، ويعتبرها الكرملين نقطة انطلاق رئيسية للاستيلاء على بلدات أخرى في الغرب من مقاطعة دونيتسك.

وأضافت الوزارة أنه “في اليومين الماضيين وحدهما، تقدمت وحدات الهجوم لأكثر من كيلومترين ونصف صوب مواقع أوكرانية منيعة في منطقة أرتيوموفسك”، في إشارة إلى باخموت باسمها المستخدم في روسيا الذي يعود إلى الحقبة السوفياتية.

وقال موقع ريبار العسكري الروسي إن قوات مجموعة فاغنر الروسية اقتحمت دفاعات الجيش الأوكراني شمالي مدينة باخموت، وإنها تتقدم بشكل متزامن من المحور الجنوبي للمدينة.

وأوضح الموقع أن القتال بين فاغنر والجيش الأوكراني يتركز في منطقتي كراسني وبودينوفكا جنوب غربي المدينة، وأن القوات الروسية توغّلت من الجهة الشمالية باتجاه محطة قطارات ستوبكي، وهي تخوض معارك قرب بلدة بيرخوفكي.

موسكو تنفي

وقالت وزارة الدفاع الروسية، الثلاثاء، إن التصريحات بشأن نقص الذخيرة لدى القوات المتطوعة غير صحيحة على الإطلاق، وأضافت أنّ جميع طلبات الذخيرة للوحدات الهجومية ستقدم في الأيام المقبلة.

وأضافت الوزارة في بيان أن “محاولات إحداث شرخ داخل آلية التفاعل المحكم والدعم بين وحدات القوات الروسية، تؤدي إلى نتائج عكسية وتصبّ فقط في صالح العدو”، في إشارة إلى أوكرانيا.

وجاء نفي وزارة الدفاع الروسية بعد أن اتهم مؤسس شركة فاغنر للمرتزقة الروس يفغيني بريغوجين كلا من وزيري الدفاع سيرغي شويغو ورئيس الأركان الروسي فاليري جيراسيموف، بحرمان مقاتليه من الذخيرة ومحاولة تدمير فاغنر، معتبرا أن تلك أفعال تعادل الخيانة.

وقال بريغوجين إن ذلك تسبب في خسائر متزايدة بين في صفوف فاغنر في المعارك حول مدينة باخموت شرقي أوكرانيا.

وفي تسجيل صوتي، اشتكى بريغوجين من أن مسؤولين لم يكشف عن أسمائهم كانوا يحرمون مقاتلي فاغنر من إمداداتهم، بسبب العداء الشخصي له.

التعليم عن بعد

وأصدرت وزارة التعليم الأوكرانية بيانا أمس الثلاثاء تطالب فيه المدارس باتباع نظام التعليم عن بعد بين يومي 22 و24 فبراير/شباط الحالي، تحسبا لاحتمال وقوع ضربات صاروخية روسية في الذكرى الأولى للحرب.

وتقول السلطات الأوكرانية إن القصف الروسي دمّر مئات المدارس، واضطرت مدارس أخرى كثيرة للمزج بين نظامي التعليم الحضوري والتعليم عن بعد، بسبب مشاكل مثل انقطاع التيار الكهربائي المتكرر نتيجة سلسلة ضربات جوية شنتها موسكو.

ولم يكن التعليم الحضوري مسموحا به في هذا العام الدراسي إلا في المدارس الأوكرانية التي لديها مخبأ للحماية من القصف.

ونفذت روسيا بانتظام ضربات بالصواريخ والطائرات المسيّرة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2022، وتقول كييف إن موسكو قد تشنّ هجمات جديدة في ذكرى بداية الغزو التي تحلّ بعد غد الجمعة.

عقوبات غربية

وقال والي أدييمو نائب وزير الخزانة (المالية) الأميركي، الثلاثاء، إن واشنطن وحلفاءها سيعلنون عن عقوبات إضافية ضد روسيا في “الأيام المقبلة”.

وذكر أدييمو أن “جزءا كبيرا مما سنفعله باستخدام العقوبات هو ملاحقة الشبكات التي تساعد على تسهيل التحايل (التحايل على العقوبات الغربية).. لذلك سترون في الأيام المقبلة إجراءات إضافية سنتخذها ليس فقط هنا في الولايات المتحدة، وإنما بالتعاون والتنسيق مع حلفائنا وشركائنا في جميع أنحاء العالم”.

وصرّح وزير المالية الياباني شونيتشي سوزوكي أن وزراء مالية مجموعة السبع سيجتمعون غدا الخميس لمناقشة إجراءات ضد روسيا، لزيادة الضغط عليها لإنهاء الحرب في أوكرانيا.

وصرّح دبلوماسيون أوروبيون أن الاتحاد الأوروبي يقترب من إقرار حزمة عقوبات عاشرة على روسيا، وأضافوا أن حكومة الدول الأعضاء بالتكتل تأمل في التوصل لاتفاق بشأن الحزمة الجديدة، اليوم الأربعاء، في حال تجاوزت الدول الأعضاء خلافاتها بخصوص فرض حظر على واردات المطاط والألماس من روسيا.