Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
سياسة

بوليتيكو: الغرب يتجنب السؤال الكبير حول أوكرانيا

ورد بصحيفة بوليتيكو (Politico) الأميركية أن الغرب يتجنب السؤال الكبير عن أوكرانيا، محذرة من أنه إذا لم يواجه الغرب هذا السؤال بجدية، سيضيع في ضباب الحرب وضباب الرؤية، وسيكون من الصعب على أوروبا أن تعيش في سلام.

وورد في المقال الذي كتبه ماثيو كامينسكي رئيس تحرير الصحيفة أن القضية الأوكرانية هي التي ستشكل أوروبا القرن الـ21 لنفس السبب الذي مثلته بولندا بالنسبة لهذه القارة لقرون بسعيها للحرية ضد الرغبات العنيفة للطاغية المجاورة لها، روسيا.

بولندا مزقت أوروبا طوال قرنين

وأورد الكاتب لمحات من تاريخ بولندا وتأثيره على أوروبا، قائلا إن قضية هذه البلاد مزقت أوروبا. فعندما بدأ البولنديون انتفاضة ضد روسيا في 1830، بعد أن محا التقسيم بلدهم من الخريطة الأوروبية قبل جيل من ذلك التاريخ، وضع قيصر روسيا نيكولاس الأول خيارا “يجب أن تهلك بولندا أو روسيا الآن”.

وأخمد نيكولاس التمرد البولندي وأخضعها، هي وجميع الشعوب المجاورة، لاستعباد روسيا. وقال الكاتب إن بولندا الحرة وروسيا الاستبدادية لا يمكن أن يتعايشا. وبعد قرن من الزمان، بدأ هتلر الحرب العالمية الثانية لاستعباد جيرانه الشرقيين. وبعد يالطا، حصل ستالين على بولندا والمنطقة مكافأة له.

قضية أوكرانيا تماثل قضية بولندا

وطوال القرنين الماضيين تقريبا، بقيت بولندا حيث تقف أوكرانيا الآن -على الخط الأمامي للصراع الأوروبي المحدد بين الاستبداد والليبرالية- وكانت بولندا في الجانب الخاسر معظم ذلك الوقت، إذ لم يُحسم مصيرها حتى انتهى بها الأمر فيما يسمى بالغرب ونوادي النخبة فيه، الناتو والاتحاد الأوروبي، منذ حوالي عقدين من الزمن.

وتواجه أوكرانيا مأزقا مشابها، وليس من الواضح المكان المناسب لها، والغرب لم يقرر إلى أي مدى يجب أن يقاتل من أجلها. والنتيجة، كما تظهر التجربة البولندية، ليست مؤكدة بأي حال من الأحوال.

وقال كامينسكي إن السؤال الأوكراني لم يُطرح العام الماضي عندما غمرت القوات الروسية الحدود الأوكرانية، ولا عندما كسر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أحد المحرمات في “النظام” العالمي لما بعد الحرب الباردة وضم شبه جزيرة القرم في 2014، ودفع وكلاءه إلى منطقة دونباس بشرق أوكرانيا.

جوهر مشكلة أوكرانيا لروسيا

وتساءل عن مشكلة بوتين مع أوكرانيا ليقول إنها ليست العضوية في حلف الناتو، لأن الكرملين لم يهتم عندما قررت فنلندا العام الماضي الانضمام إلى الحلف، وليست جهود أوكرانيا لتوقيع اتفاقيات تجارية مع الاتحاد الأوروبي.

وأضاف أن تواصل أوكرانيا مع حلف الناتو والاتحاد الأوروبي هو مجرد مظهر من مظاهر شيء غير مقبول إلى حد بعيد بالنسبة لروسيا الاستبدادية، وهو أن أوكرانيا الديمقراطية ستسعى بطبيعة الحال إلى إقامة تحالفات مع الديمقراطيات الأوروبية الأخرى؛ أي أن المشكلة، في جوهرها، هي الديمقراطية الأوكرانية والاستقلال الحقيقي.

وأكد الكاتب أن وجود أوكرانيا يمثل تهديدا وجوديا لروسيا التي يحكمها رجل واحد يرى نفسه إمبراطورا. فإذا كان أبناء عمومة الروس المقربين يبنون ديمقراطية نابضة بالحياة تقضي على القادة بانتظام، فإن شخصا مثل بوتين من حقه أن يخشى من العدوى، فأوكرانيا المستقلة تقوّض طموحات روسيا للسيطرة على هذه المنطقة.

السؤال الذي لم يجب عنه الغرب

وقال إن الغرب، وفي غمرة استغراقه في قضايا تسليح أوكرانيا ودعمها، يتجنب الشيء الوحيد الذي يتطلب إجابة واضحة: ما النتيجة التي يريدها الغرب لأوكرانيا، ولروسيا في هذا الصدد؟ مشيرا إلى أن الأوكرانيين والروس يعلمون ما يريدون، فالأوكرانيون يريدون الديمقراطية والاستقلال التام عن روسيا، والروس يريدون أوكرانيا تابعة لهم، أما الغرب فيبدو ضائعا في ضباب هذه الحرب.

واستمر في توضيح كيف أن رؤية الغرب بشأن أوكرانيا ليست واضحة، قائلا من الممكن رؤية الانقسامات في الغرب بوضوح أكثر إذا نظرنا عن قرب. فالأميركيون الشماليون، والبريطانيون، والبولنديون، والبلطيق يدفعون بقوة أكبر من أجل أوكرانيا، ومعظم هذه الدول أعضاء في الناتو وليس الاتحاد الأوروبي، وقد دفعت الجزء الأكبر من الأسلحة والمساعدات الاقتصادية المرسلة إلى أوكرانيا، إنها الكتلة الأطلسية القديمة، بالإضافة إلى “الأوروبيين الجدد”.

وأشار الكاتب إلى أن كتلة الأطلسيين والأوروبيين الجدد تقابلها كتلة أوروبا القارية (ألمانيا، فرنسا وإيطاليا) التي تتلكأ في تقديم الدعم لأوكرانيا، واصفًا الوقت الراهن بأنه “لحظة رئيسية أخرى، حيث سيتقرر مستقبل أوروبا واستقرارها”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى