Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
سياسة

خلافات حادة بين الحلبوسي ومنافسيه في الأنبار.. ما تداعيات صراع قادة “الصحوة” بالعراق؟

الأنبار- كشف إعلان مجموعة من العشائر ومسؤولين في “صحوة” العراق تنصيب قيادة جديدة للصحوة في محافظة الأنبار عن خلافات كبيرة تعصف بالمحافظة، وسط صراعات حادة بين رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي -المنحدر من المحافظة- ومنافسيه.

وأعلنت مجموعة من شيوخ القبائل في الأنبار خلال مؤتمر صحفي أقيم في العاشر من فبراير/شباط الجاري عن عزل أحمد أبو ريشة عن قيادة “الصحوة” وتسليمها لابن أخيه سطام أبو ريشة -نجل قائد الصحوة السابق عبد الستار أبو ريشة- مؤكدين عودة نشاط قوات الصحوة على الأرض.

وكانت البداية الأولى لظهور مجالس الصحوة في أواخر عام 2006 في محافظة الأنبار غربي العراق، التي تعد أكبر محافظة سنية، ومنها انطلقت فكرة “الصحوات” إلى محافظات أخرى مثل ديالى وصلاح الدين ونينوى.

محللون يرجعون أزمة “الصحوات” إلى خلافات حادة بين رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي (الثالث من اليمين) ومنافسيه في الأنبار (مواقع التواصل)

قيادة جديدة

وحول هذه المستجدات، يرى أستاذ الإعلام الدولي والمحلل السياسي مؤيد خلف الدليمي، أن الهدف من هذا الإعلان شقّ الصف واستهداف وحدة محافظة الأنبار وتقويض جهود الإعمار والبناء بعد سنوات من الحرب والصراعات.

وفي حديثه للجزيرة نت، أضاف الدليمي أن قيادة الصحوة ليست بمنصب حكومي رسمي، فهي ولدت نتيجة تجمع العشائر والقوى التي قارعت ما وُصف بـ”الإرهاب” عام 2006، بزعامة الشيخ عبد الستار أبو ريشة الذي قتل بعدها، في الوقت الذي لم يكن نجله سطّام يتجاوز الخامسة من عمره.

وتعد الصحوة كيانا سياسيا جرى تسجيله رسميا بزعامة أحمد أبو ريشة، بحسب الدليمي، الذي أوضح أن معظم الشخصيات التي خرجت في إعلان اختيار سطّام ليسوا من شيوخ العشائر البارزين في الصحوة، وربما جمعهم الخلاف مع الحلبوسي على اختياره.

ويعرب المحلل السياسي عن اعتقاده بأن معظم أهل الأنبار لا يعنيهم أمر الخلافات بشكل كبير، لكنهم يقفون ضد أي مشروع يستهدف المحافظة ويقوض جهود الاستقرار الذي تشهده مدنها، معلقا أن “هذا المشروع ولد ميتا، حيث إن مؤتمر صحوة العراق جدد تمسكه بالشيخ أحمد أبو ريشة، وكذلك قادة المحافظة، وخير دليل على ذلك زيارة الحلبوسي برفقة محافظ الأنبار وعدد من الوزراء والنواب إلى الشيخ أحمد الذي فاتح الجهات الرسمية والقضاء باعتبار التشكيل الجديد للصحوة غير رسمي”.

واعتبر أن تنصيب سطام يعد غير مجد، ولا يخرج عن كونه مناورة سياسية للضغط على الحلبوسي في أبرز ساحة سياسية له بمسقط رأسه، منبها إلى أن هذا الحدث قد يكون حلقة من مسلسل تشكيل تحالف الأنبار الموحد الذي أُعلن عنه مؤخرا، ويديره خلف الكواليس زعامات لها خصومة مع الحلبوسي، كما يرى الدليمي.

 

 

خلافات حادة

أما الباحث السياسي غالب الدعمي فيرى أن “صراعات الأطراف السنية على الزعامة، جاءت بعد تفرد الحلبوسي بالقرار، كما أن تحالفه مع التيار الصدري وإحراج الإطار التنسيقي في تشكيل الحكومة، جعل الإطار يعيد حساباته في توزيع الزعامات بين السنة، حتى تتشتت ريحهم، وبالتالي إمكانية السيطرة عليهم وجذبهم أفرادا إلى الائتلاف الذي يمثله الإطار التنسيقي”.

وفي حديثه للجزيرة نت، لفت الدعمي إلى وجود ولاءات عشائرية واختلافات واضحة، حيث أدى تفرد الحلبوسي باتخاذ القرار لنفور أغلب مقربيه، لا سيما أن العشائر تتأثر بالسلطة والولاءات وربما يتلقون إغراءات، خاصة أن لمواقف العشائر دورا مهما في السياسة اليوم، بحسب تعبيره.

وقد تبدو الصورة أكثر عمقا، إذ يرجّح الدعمي حصول سطّام أبو ريشة -المدعوم من جهات سياسية قريبة من المشهد السياسي الشيعي- على جزء من سلطة الحلبوسي، في حين سيتوزع باقي النفوذ بين زعامات سياسية أخرى، منها جمال الكربولي ورافع العيساوي وخميس الخنجر وأسامة النجيفي، وبذلك يصبح الحلبوسي أضعف من أن ينافس وحده على زعامة المكوّن السني في تشكيل ائتلاف سني موحد، وفق الدعمي.

إلى ذلك، يتحدث الباحث في الشأن الأمني والسياسي غانم العيفان عن دلالة كبيرة لمشهد عزل الشيخ أحمد أبو ريشة، خاصة أن أغلب من ظهروا في المؤتمر كانوا من الوجوه المعروفة في مشروع الصحوة آنذاك.

وفي حديثه للجزيرة نت، ينوّه العيفان إلى أن تشكيلات الصحوة لم يعد لها تأثير باعتبارها مشروعا أمنيا اجتماعيا جاء في فترة زمنية شهدت اختلالا أمنيا، غير أن قيادات هذه الصحوة لا ترى نفسها في أي مشروع آخر، بحسب تعبيره.

ويشير إلى أن قرار عزل أحمد أبو ريشة له انعكاس خطير عليه شخصيا، إذ يعتبر أن من قام بهذا الفعل هو أحد افراد عائلته (سطام) الذي حاول أن يستعيد ملك أبيه (عبد الستار أبو ريشة)، بحسب العيفان.

ويرى الباحث السياسي والأمني أن وقوف الحلبوسي إلى جانب أحمد أبو ريشة يعد نكاية بغريمه سطّام الذي يمارس دور المعارض للحلبوسي في المحافظة، رغم محاولة تقليل سطام من أهمية الزيارة.

وقد لا تبدو الأوضاع واضحة تماما للمتابع من خارج الأنبار في ظل وجود خلاف كبير داخل أسرة أبو ريشة، إذ إن انعكاسات هذا الخلاف قد لا تقف على المجتمع بل قد تمتد وتسهم بتراجع تأثير عائلة أبو ريشة في رسم المشهد السياسي والاجتماعي بالمحافظة، وفق قول العيفان.

مستقبل الأوضاع

وتثير هذه الخلافات الكثير من التساؤلات عن مستقبل أوضاع محافظة الأنبار وعموم العراق، خاصة مع احتمالية إجراء الانتخابات المحلية أواخر العام الجاري واللغط الذي بدأ حول قانونها وتحالفاتها.

أما من الناحية الأمنية، فيرى الخبير الأمني والإستراتيجي سرمد البياتي أن الأنبار تشهد حالة صراع وخلافا سياسيا كحال بقية المحافظات العراقية، وأن ظهور زعامات سياسية جديدة في بعض الأحيان يعد أمرا طبيعيا، غير أن وجود محمد الحلبوسي في الأنبار ربما يكون عامل ثقل واضح في هذه المرحلة.

ويضيف -في حديثه للجزيرة نت- أن المصالحات التي شهدتها الأنبار مؤخرا بين علي حاتم السليمان وأحمد أبو ريشة ربما تدفع إلى توافق كبير بين الأطراف، في الوقت الذي لا يمكن الاستهانة فيه بالخلاف مع سطام أبو ريشة، محذرا من أن استمرار الخلافات بين قوات الصحوة ستكون لها تداعيات أمنية خطيرة، حيث لا يود أحد العودة إلى المربع السابق، وفق البياتي.

أما عن احتمالية أن تتحول هذه الخلافات إلى نزاعات عشائرية مسلحة، فيستبعد البياتي إمكانية حصول ذلك بسبب وجود قوات الجيش والشرطة والزعامات السياسية التي لن تسمح للأوضاع بالانحدار إلى هذه المرحلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى