ما رسائل نصر الله بعد تفجيرات البيجر؟ محللون يجيبون
اتفق محللون سياسيون وعسكريون على أن خطاب الأمين العام لـحزب الله اللبناني حسن نصر الله بعد تفجيرات أجهزة الاتصالات بلبنان كان متوازنا وغامضا، وأجمعوا على أنه حمل رسائل ودلالات محلية وإقليمية.
ووفق الأكاديمي والباحث في العلاقات الدولية الدكتور حسام مطر، رفع نصر الله الرهانات لحدها الأقصى بتأكيده الاستمرار في جبهة الإسناد لغزة وإن كان خطرها الحرب الشاملة، مؤكدا أن الخطاب يعكس ثقة ويؤكد استيعاب الحزب الضربة الكبيرة.
وأوضح مطر -خلال حديثه لبرنامج “غزة.. ماذا بعد؟”- أن نصر الله أرسل 3 رسائل للإسرائيليين، محاولا رسم شكل معركة الاستنزاف، وهي خضوع إسرائيل لجبهات الإسناد أو التصعيد ناريا دون حرب، أو التصعيد مع مناورة برية.
وأشار إلى أن حزب الله معني بالحفاظ على هامش المناورة بين استمرار جبهة الإسناد وتجنب خوض شاملة، لافتا إلى أن الحزب يريد القول إنه جاهز للتكيف مع الأثمان التي يتكبدها في سبيل منع عودة المستوطنين للشمال قبل وقف حرب غزة.
ووفق مطر، هناك تعديلات على الإستراتيجية الأساسية لحزب الله القائمة على التكيف مع الأثمان ومواكبة التصعيد الإسرائيلي وإبقاء حالة من التوازن، وسط قناعته بأنه قد يكون هناك ارتقاء في الرد من داخل منطقة الاستنزاف والإسناد.
وعن الغموض في خطاب نصر الله، قال الباحث في العلاقات الدولية إن الأمر ليس بجديد، فقد حدث سابقا بعد قصف إسرائيل قنصلية إيران في دمشق واغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية والقائد العسكري البارز في حزب الله فؤاد شكر.
وخلص إلى أن إسرائيل تنزلق إلى حرب استنزاف إقليمية طويلة المدى بعدما أضحت في وضعية إستراتيجية سيئة، رغم بعض إنجازاتها التكتيكية.
مرحلة جديدة
بدوره، قال الأكاديمي والخبير بالشأن الإسرائيلي محمود يزبك إن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أقر بأن إسرائيل أمام مرحلة جديدة في الجبهة الشمالية، في حين رفض نصر الله توقف جبهة الإسناد شمالا ما لم تتوقف الحرب جنوبا.
وأكد يزبك أن تصريحات نصر الله تعدّ تحديا لإسرائيل خاصة أن البعض اعتقد أن الأخيرة ذاهبة لعملية مباغتة ضد حزب الله توسع رقعة الحرب لكنها لم تفعل في وقت وسع فيثه حزب الله الهجوم، ليؤكد أن منظومته للقيادة والسيطرة لم تتضرر بعد تفجيرات البيجر.
وأعرب عن اعتقاده أن تفجيرات أجهزة اتصالات بلبنان لم يكن مخططا لها في الفترة الحالية، مرجحا أن تكون جاءت ردا على الصاروخ اليمني الذي أحرج القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية خاصة في ظل عدم الثقة بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وقيادات الجيش.
وخلص إلى أن نتنياهو “لن يقبل بحل دبلوماسي ولا يريد وقفا للحرب ولا يريد ترك كرسي الحكم”.
إستراتيجية حزب الله
من جانبه، يرى الخبير العسكري والإستراتيجي العميد إلياس حنا أن إسرائيل كانت أكثر وضوحا من خطاب نصر الله بتأكيدها أن عودة المستوطنين شمالا باتت هدفا حربيا بموازاة حشدها وتصعيدها عسكريا واستهدافها قيادات الحزب.
وأشار حنا إلى أن خطاب نصر الله طمأن جمهور المقاومة وأكد على العناوين الإستراتيجية بعدم الفصل بين الجبهات، كما أنه لا يعطي حجة لنتنياهو لشن حرب يريدها.
ولفت إلى أن إسرائيل غارقة في معضلة سياسية، حيث ينتقل نتنياهو من مرحلة لمرحلة محاولا الهروب إلى الأمام، في حين ترتكز إستراتيجية حزب الله على الدفاع الإستراتيجي والهجوم التكتيكي القائم على الاستنزاف.