Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
رياضة

خطوة جديدة لتطوير كرة القدم النسائية.. أكاديميات خاصة لصقل المواهب الكروية للفتيات في تونس

تونس- لا يبدو الأحد الذي يوافق الراحة الأسبوعية في تونس يوم إجازة للطفلة أريج ذات الأربعة عشر ربيعا، التي تقطن في حي “سيدي علي الشباب” بمحافظة بنزرت شمال البلاد، لأنه موعد أسبوعي على قدر كبير من الأهمية لممارسة كرة القدم، وهي الهواية الأولى لأريج التي تتابع دراستها في المرحلة الإعدادية.

تبدو أريج بن حمودة لاعبة أكاديمية نادي “سيدي علي الشباب” لكرة القدم واحدة من عشرات الفتيات اللاتي اخترن ممارسة كرة القدم وفق أسس علمية ورياضية، وذلك داخل أكاديمية خاصة للكرة النسائية يشرف عليها مدربون ومختصون.

ورغم مرور أكثر من 17 عاما على بداية ممارسة التونسيات للرياضة الشعبية الأولى وإنشاء أول دوري نسائي لكرة القدم وذلك عام 2005، فإن كرة القدم النسائية لا تزال تخوض صراعا قويا لإثبات وجودها وتوسيع قاعدة شعبيتها، في بلد يولي فيه المسؤولون عن الرياضة اهتمامهم لأندية كرة القدم الرجالية وبعض الألعاب الأخرى مثل كرة اليد والتنس وغيرهما.

تكوين كروي بأسس ثابتة

وكانت السنوات الأخيرة بمثابة إعادة للنظر في واقع الكرة النسائية ومنحها مزيدا من الاهتمام بإنشاء أكاديميات خاصة، إما داخل النوادي المحترفة أو في فرق الهواة لصقل المواهب الكروية للفتيات المبتدئات وتكوينهن على أسس صحيحة، بهدف صناعة مواهب كروية جديدة ورفع عدد ممارسات كرة القدم في البلاد.

وتقول أريج بن حمودة للجزيرة نت “كرة القدم هوايتي الوحيدة منذ نعومة أظفاري. بدأت رحلتي في ممارسة هذه الرياضة داخل فناء منزلنا مع والدنا، ثم داخل المدرسة الابتدائية وتحت إشراف معلم الرياضة ومدربنا، وفي 2019 عملت على صقل موهبتي وكان والدي أول من رافقني في أولى خطواتي بمداعبة الكرة وتعلم قوانينها الأساسية”.

أريج بن حمودة: كرة القدم هوايتي الوحيدة منذ نعومة أظفاري (الجزيرة)

وتتابع الطفلة التي تفضل اللعب بمركز الهجوم في فريق الأكاديمية، “في 2019 انضممت إلى أول أكاديمية في المدينة (نادي أوزاليس) وبعد 3 سنوات وبمجرد إنشاء أكاديمية (سيدي علي الشباب) كنت أول من انضم إلى الفريق. تلقيت كل الدعم والتشجيع من والداي ومدربي، ورغم بعد المسافة بين منزلنا وملاعب التدريبات فإنني أتنقل يومي السبت والأحد لممارسة شغفي الأول، إنها رحلة جميلة أتمنى أن تتواصل وتكلل بأن أصبح يوما ما لاعبة محترفة ومشهورة”.

وعلى غرار أريج، يتقاطر إلى ملاعب التدريبات في أكاديمية “سيدي علي الشباب” عدد كبير من الفتيات يناهز الثلاثين فتاة، يتحدين كل الصعوبات من أجل ممارسة رياضتهن المفضلة.

بدورها تقول لاعبة الأكاديمية نور قويسم إنها لم تكن تولي في البداية أهمية كبرى لرياضة كرة القدم بحكم الوسط الاجتماعي المحافظ الذي نشأت فيه، لكن توفر كل ظروف التكوين الجيد والتأطير من المدربين شجّعها على المضي قدما في رحلتها لكي تصبح لاعبة كبيرة.

وتضيف “بدأت في صيف 2021 ممارسة الكرة داخل إحدى الأكاديميات، وهي خطوة أعتبرها مهمة لتشجيع الفتيات على هذه اللعبة، وكان لمدربي محمد محجوب دور كبير في تشجيعي على الاستمرار”.

تجارب رائدة وتحديات كبرى

وأنشئت الأكاديمية في يوليو/تموز 2022 تحت إشراف مدرب كرة القدم محمد المحجوب، الذي يقول للجزيرة نت إن “فكرة تكوين أكاديمية خاصة بالنادي الذي كان ينشط في كرة القدم المصغرة، انطلقت من رغبة بعض الفتيات -ومن بينهن اللاعبة أريج بن حمودة- في اللعب مع الذكور. وبارتفاع عدد الفتيات الراغبات في التسجيل، بدأنا مشروع أكاديمية خاصة للفتيات، هدفها مزيد تشجيع الصبايا على الرياضة وكرة القدم بشكل خاص”.

وأكد المحجوب أن “هناك الكثير من اللاعبات اللاتي توافدن على الأكاديمية، أعمارهن تتراوح بين 10 و15 عاما. نحن نطمح لتوسيع عدد اللاعبات، وبعد 3 أو 4 سنوات سيكون لنا فريق نسائي بإمكانه المشاركة في الدوري النسائي”.

المدرب ورئيس أكاديمية نادي سيدي علي الشباب لكرة القدم النسائية محمد المحجوب (يسار) مع إحدى لاعباته
المدرب ورئيس أكاديمية نادي “سيدي علي الشباب” لكرة القدم النسائية محمد المحجوب مع إحدى اللاعبات (الجزيرة)

ويرى رئيس الأكاديمية أن “المشروع شهد في البداية صعوبات بحكم اصطدام رغبة اللاعبات برفض العائلة، لكننا نجحنا في إقناع الكثيرات وتشجيعهن على الإقبال على لعب كرة القدم”.

وتنتشر أكاديميات كرة القدم الخاصة بالفتيات في العديد من الأندية في تونس. ففي 2019، فتح النادي الأفريقي فرعا في أكاديمية الشبان مخصصا للفتيات، وفي فبراير/شباط الجاري أعلن النادي الصفاقسي أنه قرر رسميا فتح أكاديمية للإناث للتشجيع على ممارسة اللعبة الشعبية الأولى.

كما أن هناك فرقا مخصصة بالكامل للفتيات، على غرار نادي كرة القدم النسائية بسبيطلة (وسط) أو نادي أكاديمية أكودة (وسط شرقي) ونادي جوهرة صفاقس ونادي مدنين النسائي (جنوب).

ويعتبر رمزي عبد المولى المسؤول بأكاديمية الفتيات في النادي الصفاقسي أن تجربة بعث أكاديمية كرة قدم نسائية بالفريق ستكون تجربة رائدة، من شأنها أن تشكل نقلة نوعية على درب توسيع قاعدة شعبية هذه الرياضة في الوسط النسائي، بحسب قوله.

مزي عبد المولى (وسط) المسؤول بأكاديمية النادي الصفاقسي لكرة القدم النسائية
رمزي عبد المولى (وسط) المسؤول بأكاديمية النادي الصفاقسي لكرة القدم النسائية (الجزيرة)

وقال عبد المولى للجزيرة نت إن “النادي الصفاقسي يهدف لدعم كرة القدم النسائية ومزيد الإحاطة بشباب الجهة وخاصة الفتيات. تقرر بعث أكاديمية كرة قدم للبنات تابعة لفرع الشبان بالنادي ينطلق نشاطها بداية من مارس/آذار المقبل. تلقينا عددا كبيرا من طلبات التسجيل التي ناهزت 50 طفلة أعمارهن بين 6 و10 سنوات، نحن نتطلع بتفاؤل ليكون فريقنا رائدا في هذه التجربة”.

وبحسب مصادر من اتحاد كرة القدم، فإن عدد أندية الكرة النسائية في تونس يناهز 25 ناديا، موزعة على بطولتي الدرجتين الأولى والثانية، لكن العديد من الأندية والاكاديميات الأخرى تمارس اللعبة دون المشاركة في الدوري.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى