Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اقتصاد

رئيس الوزراء السوداني يبحث مع سوما التركية بناء مطار جديد

عقد رئيس الوزراء السوداني كامل إدريس اجتماعًا مع الرئيس التنفيذي لشركة سوما التركية، المتخصصة في بناء المطارات، لمناقشة مشروع بناء مطار الخرطوم الجديد. يأتي هذا الاجتماع في ظل الحاجة الماسة لإعادة تأهيل البنية التحتية للطيران في السودان بعد الأضرار التي لحقت بها نتيجة الصراع الدائر. ويهدف المشروع إلى إنشاء مطار حديث يلبي المعايير العالمية.

اللقاء، الذي جرى في مطار إسطنبول خلال عودة رئيس الوزراء إلى السودان، ناقش تفاصيل المشروع المقترح، بما في ذلك التمويل والتصميم والجدول الزمني المتوقع. وأبدت شركة سوما استعدادها الكامل للدخول في المشروع، ووعدت بإرسال فريق فني متخصص لجمع البيانات اللازمة لإعداد دراسة جدوى شاملة.

مطار الخرطوم: نحو إعادة إعمار البنية التحتية للطيران

يأتي هذا المشروع في وقت حرج بالنسبة للسودان، حيث تعرض مطار الخرطوم الدولي لأضرار جسيمة خلال الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع التي بدأت في أبريل 2023. ووفقًا لتقارير وزارة النقل السودانية، لحقت أضرار بـ 70 مبنى في المطار، بالإضافة إلى طائرات تابعة لشركات طيران مختلفة ومستودعات الوقود.

الخسائر والتحديات

وصف وزير النقل السوداني السابق، أبو بكر أبو القاسم، حجم الخسائر في المطار بـ “المهول”، مشيرًا إلى أن الأضرار شملت البنية التحتية الأساسية. وقد أدت هذه الأضرار إلى توقف حركة الطيران المدني في المطار لفترة طويلة، مما أثر سلبًا على الاقتصاد السوداني وعرقل حركة السفر والتجارة.

اتفاقيات سابقة ومستقبل المشروع

يذكر أن السودان كان قد وقع اتفاقية مع شركة سوما في عام 2018 لإنشاء مطار الخرطوم الجديد على بعد 40 كيلومترًا من العاصمة، بنظام “بي أو تيه” (B.O.T) بقيمة تتجاوز المليار دولار. ويتيح هذا النظام للشركة المطورة تشغيل المرفق لفترة محددة لاستعادة استثماراتها وتحقيق الأرباح قبل إعادته إلى المالك.

وفي عام 2021، وجه رئيس الوزراء السوداني آنذاك، عبد الله حمدوك، بالمضي قدمًا في استئناف العمل في المشروع مع شركة سوما. ومع ذلك، توقف المشروع بسبب الظروف السياسية والأمنية المتدهورة التي شهدها السودان.

الآن، مع استعادة الجيش السوداني السيطرة على العاصمة في مارس 2024، واستقبال المطار لطائرة رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان لأول مرة منذ عامين، تتجدد الآمال في إعادة إحياء مشروع المطار. ويعتبر هذا المشروع جزءًا من جهود أوسع لإعادة بناء البنية التحتية في السودان بعد الحرب.

بالإضافة إلى مطار الخرطوم، تتطلب البنية التحتية للطيران في السودان تحديثات شاملة، بما في ذلك تطوير المطارات الإقليمية وتحسين أنظمة الملاحة الجوية. وتشير التقديرات إلى أن تكلفة إعادة تأهيل قطاع الطيران السوداني قد تصل إلى عدة مليارات من الدولارات.

من المتوقع أن ترسل شركة سوما فريقها الفني إلى السودان خلال الأسابيع القليلة القادمة لتقييم الأضرار ووضع خطة مفصلة لإعادة بناء المطار. وسيتضمن ذلك تحديد التكاليف والجدول الزمني والموارد اللازمة. ومع ذلك، لا تزال هناك بعض التحديات التي قد تعيق تقدم المشروع، بما في ذلك الوضع الأمني غير المستقر والقيود المالية.

في الختام، يمثل مشروع بناء مطار الخرطوم الجديد خطوة حاسمة نحو إعادة إعمار البنية التحتية للطيران في السودان. ومن المقرر أن يتم تقديم دراسة الجدوى النهائية للمشروع إلى الحكومة السودانية في الربع الأول من عام 2026، على أن تبدأ أعمال البناء في الربع الثاني من نفس العام. يبقى التحدي الأكبر هو ضمان الاستقرار السياسي والأمني لتسهيل تنفيذ المشروع بنجاح.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى