أبرز وجوه جيل ما بعد الثورة.. رحيل مغني “الراب” التونسي كافون

سادت أجواء من الحزن الأوساط الفنية والثقافية في تونس والعالم العربي، بعد الإعلان عن وفاة مغني الراب التونسي أحمد العبيدي، المعروف بلقب “كافون”، عن عمر ناهز 43 عاما، إثر أزمة صحية وضعت حدا لمسيرة فنية طبعها الإصرار والتعبير الصادق عن واقع المهمّشين وصوت الشارع.
وبحسب بيان صادر عن وزارة الشؤون الثقافية التونسية، فإن الوفاة جاءت عقب أزمة قلبية حادة. في حين أوضحت الممثلة التونسية مريم بن حسين، عبر خاصية القصص على حسابها في إنستغرام، أن كافون تعرّض إلى جلطة دماغية أثناء نومه.
وكان كافون عانى خلال السنوات الماضية من مشكلات صحية مزمنة، بدأت منذ عام 2019 حين أصيب بحالة نادرة تسببت في انسداد شرايين القدم، الأمر الذي أعاق تدفّق الدم إلى ساقيه وأدّى في نهاية المطاف إلى بترهما حتى حدود الركبة. وعلى الرغم من وطأة هذا التحوّل الجسدي والنفسي العميق، ظل الفنان محافظا على حضوره الفني لفترة، قبل أن تتراجع نشاطاته تدريجيا نتيجة تدهور حالته.
وقد أثارت وفاته حالة من الحزن الواسع في الساحة الفنية التونسية. وأعلن مغني الراب بلطي، أحد أبرز نجوم المشهد المحلي، تأجيل حفله المقرر في بروكسل حدادا على الراحل، كما نعت الفنانة لطيفة كافون عبر منشور على حسابها في فيسبوك، مرفقة صورته بتعليق “بصمته في الموسيقى لن تُنسى”.
برز أحمد العبيدي، أو “كافون”، كأحد الأصوات القوية في مشهد الراب التونسي، لا سيما بعد عام 2011، حين أصبح هذا النوع الموسيقي وسيلة فعالة للتعبير عن الغضب الشعبي والواقع الاجتماعي. وبتوليفة فنية خاصة تجمع بين الراب والإيقاعات المحلية، استطاع كافون تقديم لون موسيقي حظي بإعجاب الشباب التونسي، ولامس بمضامينه قضاياهم اليومية.
وكانت أغنية “حوماني” التي جمعته بمحمد أمين الحمزاوي إحدى أبرز محطات مسيرته، إذ لقيت صدى واسعا، وأصبحت جزءا من الذاكرة الفنية لجيل ما بعد الثورة. تلتها أعمال ناجحة مثل “معليش”، و”شق شق”، و”شبيني وبينك”، التي شكّلت امتدادا لمشروعه الغنائي المنحاز للفئات المهمّشة والمحرومة.
إلى جانب مسيرته الغنائية، خاض كافون تجربة التمثيل، وشارك في 9 أعمال درامية وسينمائية، من بينها مسلسلات “النوبة”، و”كان يا ما كانش”، و”قسمة وخيان”، وكذلك فيلم “وه”. وكانت آخر مشاركاته من خلال الجزء الثاني من مسلسل “رفوج”، الذي عُرض خلال رمضان الماضي 2025.