بالفيديو.. آمنة خميس: «السكري» يمكن السيطرة عليه ونمط الحياة يلعب دوراً في تطوره

أكدت الدكتورة آمنة خميس، باحثة في مجال الجينوم، أن مرض السكري ليس قدراً محتوماً، وأن اتخاذ إجراءات وقائية مبكرة يمكن أن تؤخر ظهوره أو تمنعه حتى في حالات وجود استعداد وراثي. جاء ذلك خلال محاضرة توعوية قدمتها في المدرسة الفرنسية بالكويت، بدعوة من السفارة الفرنسية، بهدف رفع الوعي الصحي لدى الطلاب حول هذا المرض المتزايد.
السكري: بين الوراثة والوقاية
يشكل السكري تحدياً صحياً عالمياً متزايداً، حيث تشير الإحصائيات إلى ارتفاع عدد المصابين به في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك دول الخليج. ومع ذلك، تؤكد الدراسات والأبحاث العلمية أن العوامل الوراثية ليست وحدها المسؤولة عن الإصابة بهذا المرض، وأن نمط الحياة يلعب دوراً حاسماً في تحديد مدى التعرض له. وفقاً للدكتورة خميس، فإن الوعي المبكر وإتباع عادات صحية يمكن أن يقللا بشكل كبير من خطر الإصابة.
رحلة الباحثة في عالم أبحاث السكري
شاركت الدكتورة خميس تجربتها الشخصية والمهنية مع الطلاب، مسلطة الضوء على كيف بدأ اهتمامها بعلم الوراثة و السكري في الكويت، مدفوعةً بتجارب عائلية. وقد أدى هذا الاهتمام إلى متابعة دراسات متخصصة في المملكة المتحدة، وتعميق فهمها لآليات المرض وتطوراته.
وأوضحت أن مشروع الجينوم البشري كان نقطة تحول رئيسية في مسيرتها العلمية، حيث أتاح لها فرصة أكبر لاستكشاف العلاقة بين الجينات والإصابة بالسكري. كما ذكرت أن تشخيص إصابة والديها بالسكري في سن مبكرة دفعها إلى إجراء فحوصات دورية لمستويات السكر في الدم، واتخاذ تدابير وقائية لتأخير ظهور المرض لديها.
العوامل المؤثرة في الإصابة بالسكري
ركزت المحاضرة على العوامل التي يمكن التحكم بها للوقاية من السكري، مثل النظام الغذائي وممارسة الرياضة. وأشارت الدكتورة خميس إلى أن هذه العوامل يمكن أن تكون أكثر فعالية في تأخير أو منع المرض، حتى في وجود استعداد وراثي. وأكدت على أهمية الفحص الدوري لمستويات السكر في الدم، وخاصةً للأفراد الذين لديهم تاريخ عائلي للإصابة بالسكري.
بالإضافة إلى ذلك، ناقشت الباحثة العوامل الأخرى التي تساهم في زيادة خطر الإصابة بالسكري، مثل السمنة والإجهاد وقلة النشاط البدني. وأشارت إلى أهمية التوعية بهذه العوامل، وتشجيع الأفراد على اعتماد نمط حياة صحي.
أهمية التوعية الصحية لدى الطلاب
شددت الدكتورة خميس على أهمية توعية الطلاب بمرض السكري، وطرق الوقاية منه، والعوامل التي تزيد من خطر الإصابة به. وأوضحت أن هذه المعرفة يمكن أن تساعدهم في اتخاذ قرارات صحية مستنيرة، والحد من انتشار المرض في المجتمع.
وأكدت على أن الطلاب يمكن أن يكونوا سفراء للتوعية الصحية في أسرهم ومجتمعاتهم، وأن يلعبوا دوراً فعالاً في تعزيز نمط حياة صحي.
تفاعل الطلاب ومستقبل الأبحاث
لاقت المحاضرة تفاعلاً كبيراً من الطلاب، الذين أبدوا اهتماماً كبيراً بتجربة الدكتورة خميس ورسائلها التوعوية. وطرح الطلاب العديد من الأسئلة حول المرض وأبحاثه، وأعربوا عن رغبتهم في دراسة العلوم البيولوجية والطب والهندسة البيولوجية.
من المتوقع أن تشهد الأبحاث المتعلقة بالسكري تطورات متسارعة في السنوات القادمة، مع التركيز على العلاجات الجينية والوقائية. وتعتبر مبادرات التوعية الصحية، مثل المحاضرة التي قدمتها الدكتورة خميس، خطوة أساسية في جهود مكافحة هذا المرض المتزايد.
وفي الختام، قد أشادت السفارة الفرنسية بجهود الدكتورة خميس في نشر الوعي الصحي، وأعربت عن التزامها بدعم الأبحاث العلمية في مجال السكري. وسيتم متابعة تقييم فعالية برامج التوعية الصحية الموجهة للطلاب، وتوسيع نطاقها لتشمل أكبر عدد ممكن من المدارس والمجتمعات في الكويت.





