شددت دولة الإمارات العربية المتحدة على ضرورة أن تظل حماية المدنيين في جمهورية أفريقيا الوسطى في صميم الاستجابة الإقليمية والدولية، بما في ذلك الأمم المتحدة، مؤكدة كذلك ضرورة استمرار القناعة بإمكانية بناء السلام من خلال الحوار الشامل، وترسيخ التسامح والحوار بين الثقافات والأديان ومواجهة التصاعد المستمر في التوترات بين القبائل والأديان في هذا البلد الأفريقي.
وقال بيان الدولة الذي ألقته معالي السفيرة لانا نسيبة، المندوبة الدائمة للدولة لدى الأمم المتحدة، «تؤكد دولة الإمارات مجدداً على دعمها الكامل للممثلة الخاصة وبعثة مينوسكا، ونشدد على أهمية العلاقة البناءة بين حكومة جمهورية أفريقيا الوسطى وبعثة مينوسكا لإنجاح ولاية البعثة».
وأشاد البيان بالتقدم الملحوظ الذي يواصل شعب وحكومة جمهورية أفريقيا الوسطى إحرازه، بما في ذلك التخطيط لإجراء الانتخابات عام 2023، وتولي الحكومة زمام تنفيذ اتفاق السلام وخارطة طريق لواندا، وكذلك الجهود المبذولة لبناء المؤسسات وتحسين الخدمات الأساسية.
وطالب بيان الدولة مجلس الأمن والدول الأعضاء والجهات الإقليمية الفاعلة والأمم المتحدة مواصلة تقديم الدعم لجمهورية أفريقيا الوسطى، مشددة على أن «تقديم المساعدة على نحو مستدام، سواءً من خلال بناء القدرات أو الدعم الفني أو المالي، سيكون له دور حاسم في هذا المجال».
حماية النساء
وشددت معالي لانا نسيبة في بيان الدولة على ضرورة إيلاء أهمية خاصة لحماية النساء والفتيات من العنف الجنسي المتفشي، والذي تواصل العديد من التقارير تسليط الضوء عليه، داعية لضمان مشاركة المرأة بشكل كامل وهادف ومتساوٍ في العمليات السياسية للبلاد، ووقف أي محاولات لمنع مشاركة المرأة أو لإلحاق الأذى بها.
وترسيخاً لبناء السلام من خلال الحوار والتسامح، دعا بيان الإمارات بعثة مينوسكا وحكومة جمهورية أفريقيا الوسطى إلى مضاعفة الجهود للتصدي لانتشار المعلومات المضللة والخاطئة والتي تؤجج خطاب الكراهية، وأكد أن تفكيك أربع جماعات مسلحة من التطورات المشجعة، وطالب بعثة مينوسكا والحكومة بالتركيز على نزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج، مع إيلاء اهتمام للبرامج التي تحد من مستويات العنف في المجتمعات.
موسم الجفاف
ولفت البيان إلى تزامن موسم الجفاف في جمهورية أفريقيا الوسطى وتصاعد أنشطة الجماعات المسلحة، حيث إنهم مع تمكنهم من التنقل بشكل أكبر، تعمل هذه الجماعات على نهب الموارد وبسط سيطرتها على نطاق أوسع، مؤكداً ضرورة التصدي لتغير المناخ وتداعياته على جمهورية أفريقيا الوسطى، وتأثيره المتواصل على انعدام الأمن الغذائي.
كما لفت بيان الإمارات إلى وجود حوالي 3.4 ملايين شخص في جمهورية أفريقيا الوسطى، يعانون من انعدام حاد في الأمن الغذائي.
وبسبب تغير المناخ، يضطر المزارعون إلى التعامل مع مواسم أمطار غير منتظمة وظواهر مناخية ازدادت شدتها أكثر من أي وقت مضى، الأمر الذي يؤدي إلى ارتفاع مستويات انعدام الأمن الغذائي والتوترات بين المزارعين والرعاة، وانعدام الاستقرار وجعل السكان أكثر عرضة لآثار تغير المناخ.
وأكدت معالي لانا نسيبة «سنعمل كرئيس مشارك لفريق الخبراء غير الرسمي المعني للمناخ والأمن التابع لمجلس الأمن وكرئيس مقبل للدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف (COP28)، على عقد مناقشات مهمة لمعالجة هذه المسألة، فمن المهم تحسين فهمنا حول الصلات القائمة بين المناخ وعدم الاستقرار، وتحديد الأدوات المتاحة واستخدامها لمعالجة هذه الروابط».
