تتقاطع تقييمات أوروبية وأمريكية، وحتى عسكرية أوكرانية، بصعوبات تواجهها أوكرانيا في الجبهة مع الروس، ما يلقي ظلالاً على «مستقبل مظلم تواجهه»، وفق تعبير رئيس الوزراء المجري، فيكتور أوربان، الذي قال إن الاتحاد الأوروبي لا يستطيع منح أوكرانيا الوسائل الكافية لهزيمة روسيا.
ونقلت صحيفة «دي بريس» النمساوية، عن رئيس الوزراء المجري أوربان، القول، خلال محادثته مع المستشار النمساوي السابق فولفغانغ شوسيل، إن «أوكرانيا ستخسر إذا لم يقدم الاتحاد الأوروبي الأسلحة والأموال والخدمات اللوجستية اللازمة»، بحسب ما ذكرته وكالة سبوتنيك الروسية للأنباء.
وأضاف أوربان «لا نستطيع أن نفعل ذلك، فالمال هو المشكلة حقاً.. ولا نستطيع أن نمنحها الموارد المالية التي تسمح لها بتحقيق نصر عسكري». ولم يستبعد أن تفقد كييف المزيد من الأراضي، وتخسر في الصراع الحالي.
ولفت أوربان إلى أن أوكرانيا يجب أن تصبح منطقة عازلة بين روسيا والغرب، مضيفاً أنه «إذا لم توافق أوكرانيا على هذا الخيار، فإنها ستخسر البلاد».
وفي وقت سابق، قال أوربان إن الوقت يعمل لصالح روسيا في الصراع، وأن ميزان القوى لن يتغير لصالح كييف.
محلل أمريكي
تصريح أوربان يتقاطع مع كلام قاله المحلل الأمريكي ريتشارد هاس، الذي اعتبر أن الحرب في أوكرانيا توشك على دخول عامها الثالث، و«هناك الكثير من الأمور التي تعطي الشعور بالارتياح بشأنها، ولكن هناك أسباباً للشعور بالقلق، وباختصار، هذا وقت التحليل والتقييم».
ويرى هاس، الرئيس السابق لمجلس العلاقات الخارجية الأمريكي، أن ما حققته أوكرانيا وداعموها الغربيون «شيء استثنائي ورائع».
وأضاف إن الشيء الأكثر أهمية، هو أن أوكرانيا تعاني في ميدان القتال، بشكل كبير «بسبب الجمهوريين في الكونغرس الأمريكي، الذين يعرقلون حزمة مساعدات عسكرية بقيمة 60 مليار دولار».
وقال هاس إن معارضة الجمهوريين، تعكس رغبة حزبية بعدم منح انتصار للرئيس جو بايدن قبل الانتخابات الرئاسية في نوفمبر المقبل.
لكنه رأى أن بايدن سوف يتمكن من إقناع عدد كافٍ من الجمهوريين بالعمل معه، ومع زملائهم الديمقراطيين، للموافقة على شريحة جديدة من المساعدات التي تخدم مصالح أمريكا الاستراتيجية.
إلا أنه أضاف: لا يمكن الاعتماد على هذه النتيجة، رغم أن هناك دليلاً متزايداً على أن أوكرانيا تعاني من نقص في الأسلحة والذخيرة، ونتيجة ذلك، تواجه صعوبة متزايدة في التصدي للضغط العسكري الروسي.
عودة ترامب
وأشار إلى أنه إذا فاز الرئيس السابق دونالد ترامب، واحتفظ الجمهوريون بالسيطرة على مجلس النواب، فإن أوكرانيا سوف تواجه مستقبلاً أكثر صعوبة.
وسوف يقع عبء أمن أوكرانيا أكثر على عاتقها، وعلى عاتق أصدقائها في أوروبا وآسيا. وإذا أثبتوا أنهم مستعدون وقادرون على سد الفجوة التي خلفها سحب الدعم الأمريكي، فإن المرء يمكن أن يتصور جموداً طويلاً في ميدان القتال، تعقبه دبلوماسية بناءة. وإذا لم يحدث هذا، فإن من المرجح أن يواصل بوتين تفوقه في ميدان القتال، ويجلس علي مائدة المفاوضات فقط ليفرض النتيجة التي يسعى لتحقيقها من البداية.
الوضع صعب
ووصفت القيادة العسكرية الأوكرانية، الوضع على طول جبهة القتال في الشرق والجنوب، بأنه صعب، حيث قام الجيش الأوكراني بصد 87 محاولة هجوم للقوات الروسية السبت، وفقاً لما نقلت وكالة الأنباء الألمانية عن هيئة الأركان العامة في كييف. ووفقاً لتقارير إعلامية غير مؤكدة، فإن القوات الروسية تحرز تقدماً في الجبهة.
