أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، تعليق مشاركة موسكو في آخر معاهدة لمراقبة الأسلحة بين أكبر دولتين نوويتين في العالم، روسيا والولايات المتحدة، وهدّد بإجراء تجارب نووية جديدة إذا قامت واشنطن بذلك، فيما أكّد الرئيس الأمريكي جو بايدن في وارسو أن حلف الناتو «أقوى من أي وقت مضى».
ودعا بوتين في خطابه إلى الأمة السلطات المعنية إلى «الاستعداد لتجارب بالأسلحة النووية» إذا قامت واشنطن بخطوة مماثلة أولاً.
ووصف مطالبة حلف الناتو لروسيا بتطبيق معاهدة نيو ستارت، والسماح بوصول عمليات التفتيش إلى المواقع النووية العسكرية الروسية، بـ«مسرح العبث».
واقترح بوتين أن ينضم حلف الناتو إلى معاهدة نيو ستارت لجعلها منصفة؛ «لأن الولايات المتحدة ليست القوة النووية الوحيدة داخل الناتو»، مشيراً إلى أن «فرنسا وبريطانيا تملكان أيضاً ترسانات نووية، وهما تعملان على تحسينها وتحديثها، وهي موجّهة ضدّنا».
وأردف: «الولايات المتحدة وحلف الناتو يقولان صراحة إن هدفهما هو إلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا، ثم بعد ذلك يتجولون حول منشآتنا الدفاعية، بما في ذلك أحدثها، وكأن شيئاً لم يكن». ومضى يقول: «منذ أسبوع، وقعت مرسوماً بشأن وضع أنظمة استراتيجية جديدة في مهمة قتالية. هل سيدسون أنوفهم هناك أيضاً، أم ماذا؟ ويعتقدون أن كل شيء بسيط جداً».
دعم أوكرانيا
واتهم بوتين الدول الغربية بمساعدة أوكرانيا في تحديث طائرات بدون طيار لإرسالها إلى أهداف استراتيجية، وقال: «إن روسيا وأوكرانيا «ضحيتان لتلاعب غربي مزدوج»، وأضاف: «إن روسيا، وليس أوكرانيا، هي التي تقاتل من أجل وجودها. والغرب يدرك أنه من المستحيل هزيمة روسيا في ساحة المعركة، لذلك يشن هجمات إعلامية عدوانية من خلال إساءة تفسير الحقائق التاريخية، ومهاجمة الثقافة والدين والقيم الروسية».
وبعدما أكّد بوتين أن هدفه ضمان «أمن» روسيا، تعهّد بتحقيق أهداف هذا الهجوم «خطوة بخطوة وبعناية ومنهجية». واعتبر أن الغرب «لم يحقّق شيئاً ولن يحقّق شيئاً»، في الوقت الذي قاوم الاقتصاد الروسي بشكل أفضل ممّا توقعه الخبراء. وأوضح أن «الاقتصاد والنظام الإداري في روسيا أثبتا أنهما أقوى بكثير مما توقعه الغرب».
قرار مؤسف
وفي ردود فعل الغرب، وصف وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، قرار روسيا تعليق معاهدة ستارت الجديدة بـ«المؤسف للغاية وغير مسؤول»، لكنه شدد على أن الولايات المتحدة ما زالت مستعدة للحوار بشأن هذه القضية. كما أعرب الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ عن أسفه لقرار روسيا قائلاً: «إنه بقرار بوتين بشأن معاهدة ستارت الجديدة، تم تفكيك هيكل الحد من الأسلحة بالكامل»، داعياً موسكو للتراجع عن قرارها.
إلى ذلك، أكّد الرئيس الأمريكي جو بايدن أن حلف الناتو «أقوى من أي وقت مضى». وجاء تصريح بايدن في العاصمة البولندية خلال اجتماع مع نظيره البولندي أندريه دودا، غداة زيارة الرئيس الأمريكي المفاجئة إلى كييف. وأضاف خلال الاجتماع: «يمكنني أن أقول بكل فخر إن دعمنا لأوكرانيا ثابت». واعتبر أن الدعم الذي تقدّمه بولندا لأوكرانيا وللأوكرانيين «عظيم فعلاً».
استدعاء السفيرة الأمريكية
استدعت الخارجية الروسية، أمس، السفيرة الأمريكية في موسكو لين ترايسي لتسليمها طلباً للولايات المتحدة بسحب جنود وعتاد حلف الناتو من أوكرانيا. وقالت الوزارة في بيان: «لوحظ بشكل خاص أنه من أجل تهدئة الوضع، يتعين على واشنطن اتخاذ خطوات نحو سحب قواتها وعتادها التابع للحلف ووقف نشاطاتها المعادية لروسيا».
كما دعت موسكو واشنطن إلى «تقديم توضيحات بشأن انفجارات خطي الغاز نورد ستريم 1 و2، وعدم التدخل في التحقيق الموضوعي لتحديد المسؤولين عنها».
