Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
دولي

«تفجيرات البيجر» تشعل الفتيل

في يومين متتاليين ضربت التفجيرات لبنان المثخن بجراح السياسة وأوجاع الاقتصاد وندوب الأمن.هل نصب الإسرائيليون الفخ لحزب الله عبر «زلزال البيجر»؟

 هذا الاختراق الضخم الذي جرح كبرياءه وبعثر منظومة أمن طالما تفاخر بها من أجل إشعال حرب في الشمال تحقق أهداف معلنة لنتانياهو وطاقمه الحكومي من أجل إعادة سكان الشمال إلى مناطقهم يتوجس العالم من امتداد ألسنتها إلى كامل المنطقة.

يشكك مراقبون في مقدرة إسرائيل على تحقيق هدفها المتمثل في تحسين موقفها على الحدود مع لبنان، بإرسال إشارة إلى حزب الله بضرورة التراجع عن سياسة توحيد الساحات مع غزة، إلا أن الهجمات الأخيرة تنذر بتوسيع الصراع المتصاعد على حدود الشمال إلى حرب إقليمية لا تبقي ولا تذر طالما حذر منها العالم ولا يزال.

لا يرى العالم في التفجيرات الدامية سوى ضربة استباقية لعملية عسكرية كبيرة سيقابلها بلا شك فتح حزب الله خزائن أسلحته التي كدسها على مدار سنوات لمثل هذا اليوم، فيما النتيجة غير المرغوب بها بل والمتوجس من نتائجها الكارثية وتداعياتها المدمرة حرب قد تغير خارطة الإقليم.

درء مخاطر

لا يمكن فصل ما يجري في لبنان وعلى حدوده عما يحدث في غزة، ولعل هذا ما يفسر التحركات الماراثونية للدبلوماسية في الإقليم والعالم لدرء المخاطر عبر التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإعادة الرهائن، لم تثنها مظاهر الفشل التي صبغت سابق الجولات سواء في الدوحة أم القاهرة، إذ تخطط، وعلى ما يبدو، لاستغلال فرصة اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بعد أيام قلائل لتحقيق الهدف المنشود وتجنيب المنطقة شراً مستطيراً.

هدفان استراتيجيان

تظهر إسرائيل جدية أكثر من أي وقت مضي في تنفيذ اجتياح بري لجنوب لبنان يحقق هدفين استراتيجيين، أولهما إضعاف مقدرات حزب الله إلى أقصى حد ممكن، فيما يتمثل ثاني أهدافها في إعادة مواطنيها المهجرين من الشمال إلى منازلهم.

وهو الهدف الذي لن تتخلى عنه بما يمثله من ضغط سياسي على نتنياهو وحكومته، إذ إن من شأن عدم تحقيقه العصف بالائتلاف الحاكم، فيما من شأن إنجازه حمل نتانياهو على الأكتاف بل وتنصيبه زعيم إسرائيل الأوحد في أكثر مراحل الدولة خطورة ودقة.

بدوره يرى حزب الله في أي اجتياح إسرائيلي بري فرصة لا تعوض لتسديد ما يستطيع من ضربات لإسرائيل تزيل ولو بعض ما ألحقت به من إهانة كبرياء سواء في اغتيال كبار قادته وعلى رأسهم فؤاد شكر، أو رد الصاع انتقاماً لزلزال تفجيرات البيجر التي هزت كيان الحزب وبعثرت أوراقه.

يبدو العالم، وفق مراقبين على موعد مع حرب برية محدودة أو شاملة، بدأت أولى ملامحها في الغارات التي تنزل مطراً على جنوب لبنان، وتتطاير صواريخ على مناطق الشمال الإسرائيلي، لكن ما من أحد قادر على تنبؤ نتائجها على منطقة مليئة بالأزمات، حبلى بالصراعات.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى