أبرز محطات الحرب الروسية على أوكرانيا خلال 2025

شهد عام 2025 تطورات حاسمة في حرب أوكرانيا، مع تحولات في الدعم الدولي ومساعي متجددة نحو التوصل إلى حل سياسي. وقد تميز العام بسلسلة من اللقاءات الدبلوماسية المعقدة، واتفاقيات اقتصادية جديدة، وتصعيدات عسكرية متواصلة، مما أثر بشكل كبير على مسار النزاع المستمر. هذا التقرير يقدم نظرة عامة على أبرز الأحداث التي شكلت عام 2025 في هذا السياق.
بدأت الأحداث بقوة في أوائل العام، مع لقاءات متوترة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، تلتها قمة بين ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين. ثم ظهرت مبادرات سلام أمريكية وأوروبية، مما يعكس جهودًا مكثفة لاحتواء الصراع وإيجاد أرضية مشتركة للتفاوض. هذه التطورات المتسارعة أدت إلى تغييرات ملحوظة في المشهد الجيوسياسي.
فبراير/شباط: لقاءات أمريكية أوكرانية متوترة
استقبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض في فبراير، في لقاء وصفته وسائل الإعلام بأنه “غير مسبوق” في طبيعته. وقد وجه ترامب انتقادات لاذعة لزيلينسكي، مطالبًا إياه بإظهار المزيد من الامتنان للدعم الأمريكي الذي قدمته أوكرانيا خلال السنوات الماضية.
وبحسب التقارير، بدا زيلينسكي تحت ضغط كبير خلال اللقاء، حيث أكد ترامب على أن بلاده في وضع صعب وأنها بحاجة إلى الدعم الأمريكي المستمر. رد زيلينسكي على ذلك قائلاً إن الأمر لا يتعلق بلعبة قوى، مما يشير إلى وجود خلافات عميقة حول طبيعة العلاقة بين البلدين. هذا اللقاء وضع إشكالية الدعم الغربي لأوكرانيا في بؤرة النقاش.
اتفاق المعادن والتوترات الاقتصادية
في أعقاب اللقاء المباشر، وقعت الولايات المتحدة وأوكرانيا اتفاقًا يتعلق بالمعادن، حيث حصلت الولايات المتحدة على أفضلية في الوصول إلى الموارد المعدنية الأوكرانية، في مقابل دعم استثماري لإعادة إعمار أوكرانيا. هذا الاتفاق أثار جدلاً واسعًا بسبب شروطه، ووجهت انتقادات لكونه غير متكافئ.
أبريل/نيسان: لقاءات الفاتيكان وتصاعد الدبلوماسية
شهد شهر أبريل لقاءً غير متوقع بين ترامب وزيلينسكي على هامش جنازة البابا فرانسيس في الفاتيكان. على عكس اللقاء الأول، وصف هذا الاجتماع بأنه أكثر هدوءًا وبناءً، حيث أكد ترامب أنه أجرى محادثات مثمرة مع زيلينسكي حول إمكانية التوصل إلى اتفاق سلام.
وأفادت مصادر إخبارية بأن ترامب حث روسيا على وقف هجماتها في أوكرانيا، معربًا عن خيبة أمله من استمرار التصعيد العسكري. وقد أدى هذا اللقاء إلى تحسن طفيف في العلاقات بين الولايات المتحدة وأوكرانيا، ومهد الطريق لمزيد من المفاوضات.
أغسطس/آب: قمة ألاسكا ومحادثات بوتين وترامب
في أغسطس، عقدت قمة بين الرئيسين الأمريكي والروسي في ولاية ألاسكا. استمرت المحادثات بين ترامب وبوتين لمدة ثلاث ساعات، وتناولت بشكل رئيسي الأزمة الأوكرانية ومخاوف الأمن الروسي.
وأكد بوتين في مؤتمر صحفي مشترك بعد القمة أن المحادثات كانت “مفيدة ومفصلة”، وأن هناك رغبة مشتركة في إيجاد حل مستدام للصراع. من جانبه، قال ترامب إن المحادثات حققت “تقدمًا كبيرًا”، لكنه أشار إلى وجود بعض الخلافات التي لم يتم حلها بعد. هذه القمة كانت محاولة لتهدئة التوترات المتصاعدة، وفتح قنوات اتصال مباشرة بين واشنطن وموسكو.
نوفمبر/تشرين الثاني وديسمبر/كانون الأول: مبادرات السلام ومفاوضات جنيف
في نوفمبر وديسمبر، شهدت جنيف سلسلة من المفاوضات المكثفة بين الولايات المتحدة وأوكرانيا، بمشاركة مسؤولين أوروبيين. تهدف هذه المفاوضات إلى إعداد إطار جديد للسلام في أوكرانيا، يأخذ في الاعتبار مصالح جميع الأطراف المعنية.
وقد أعلنت الولايات المتحدة وأوكرانيا عن إعداد مسودة اتفاق سلام جديدة، لكنهما لم تكشفا عن تفاصيلها. وأكد المسؤولون أن المفاوضات كانت “بناءة”، وأن هناك رؤية مشتركة لإنهاء الحرب وضمان مستقبل أوكرانيا. المفاوضات الروسية الأوكرانية لا تزال معقدة، وتواجه تحديات كبيرة.
مع نهاية عام 2025، لا يزال مستقبل حرب أوكرانيا غير واضح. من المتوقع أن تستمر الجهود الدبلوماسية في الأشهر المقبلة، بهدف التوصل إلى اتفاق سلام شامل. ومع ذلك، فإن التوترات المتصاعدة بين روسيا والغرب، والخلافات العميقة بين الأطراف المعنية، تزيد من صعوبة التوصل إلى حل. ما يجب مراقبته في عام 2026 هو مدى التزام الأطراف المعنية بالحوار، وقدرتها على التغلب على العقبات التي تعترض طريق السلام. الأزمة الأوكرانية تظل نقطة اشتعال رئيسية في العلاقات الدولية.





