Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
سياسة

أطفال غزة يموتون بردا وجوعا وقصفا

غزة – لا تزال معاناة الأطفال في قطاع غزة مستمرة، حيث تتلقى الطفلة ماريا محمد، البالغة من العمر عام ونصف، علاجاً في مستشفى أصدقاء المريض، وهي تعاني من سوء التغذية الحاد، بعد أن فقدت شقيقتيها خلال الحرب الأخيرة. وتُظهر حالة ماريا، وغيرها من الأطفال في غزة، تدهوراً خطيراً في المؤشرات الصحية، مما يثير قلقاً بالغاً بشأن مستقبل الجيل القادم.

تعرضت والدة ماريا، إسلام، لإصابات أثناء القصف، وكانت حاملاً في ماريا. تلقت إسلام العلاج اللازم، لكنها لم تكن على علم بتأثير هذه العلاجات على حملها. ورغم ذلك، أنجبت ماريا، لكنها تعاني الآن من مضاعفات صحية نتيجة نقص التغذية، بما في ذلك كسل الأمعاء وانتفاخ الجسم.

تأثيرات سوء التغذية على الأطفال في غزة

لم يعد الموت في غزة مقتصراً على القصف المباشر، بل أصبح الجوع والبرد وسوء التغذية أسباباً رئيسية في ارتفاع معدلات وفيات الأطفال. وتشير التقارير إلى أن العديد من الأطفال يعانون من نقص حاد في العناصر الغذائية الأساسية، مما يجعلهم أكثر عرضة للأمراض والوفاة.

أظهر تقرير صادر عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) مؤخراً ارتفاعاً بنسبة 75% في معدلات وفيات المواليد الجدد في غزة خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحرب، مقارنة بمستويات ما قبل الحرب. وقد توفي 141 رضيعاً خلال هذه الفترة، بالتزامن مع زيادة كبيرة في أعداد المواليد ناقصي الوزن.

وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية، فإن الوضع الصحي في غزة يزداد سوءاً يوماً بعد يوم، وأن هناك نقصاً حاداً في الأدوية والمستلزمات الطبية الأساسية. ويواجه الطاقم الطبي صعوبات كبيرة في تقديم الرعاية اللازمة للأطفال والمرضى، بسبب القيود المفروضة على حركة الأشخاص والبضائع.

الأسباب الرئيسية لارتفاع معدلات سوء التغذية

تتعدد الأسباب التي أدت إلى تفاقم أزمة سوء التغذية في غزة، ومن أبرزها:

  • القيود المفروضة على إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
  • تدمير البنية التحتية الزراعية والصحية بسبب الحرب.
  • ارتفاع أسعار المواد الغذائية بشكل كبير.
  • نقص المياه النظيفة والصرف الصحي.

وتعاني العديد من العائلات في غزة من الفقر والبطالة، مما يجعلها غير قادرة على توفير الغذاء الكافي لأطفالها. كما أن النزوح القسري والعيش في ظروف غير صحية يزيد من خطر إصابة الأطفال بالأمراض وسوء التغذية.

الموت متواصل في ظل الظروف القاسية

على الرغم من وقف إطلاق النار النسبي، إلا أن الموت لا يزال يلاحق الغزيين. فقد فقدت أم أحمد عياد طفلتيها جوري (عامين ونصف) وجنى (9 أعوام) خلال فترة قصيرة، بسبب البرد وسوء التغذية. وتقول أم أحمد إنها حاولت توفير الرعاية اللازمة لطفلتيها، لكن الإمكانيات المحدودة حالت دون ذلك.

وتشير إلى أن نقص الأدوية والمستلزمات الطبية، بالإضافة إلى صعوبة الوصول إلى المستشفيات، ساهم في تدهور حالة طفلتيها. وتضيف أن الوضع في غزة يزداد سوءاً يوماً بعد يوم، وأن هناك حاجة ماسة إلى تدخل عاجل من المجتمع الدولي لإنقاذ حياة الأطفال.

تحديات تواجه جهود الإغاثة

تواجه جهود الإغاثة في غزة العديد من التحديات، بما في ذلك:

  • صعوبة الوصول إلى المناطق المتضررة بسبب القيود المفروضة على حركة الأشخاص والبضائع.
  • نقص التمويل اللازم لتوفير المساعدات الإنسانية.
  • تدهور الوضع الأمني في القطاع.

وتدعو المنظمات الدولية إلى ضرورة رفع القيود المفروضة على إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، وتوفير التمويل اللازم لتقديم الرعاية الصحية والتغذوية للأطفال والمرضى. كما تشدد على أهمية حماية المدنيين وضمان وصولهم إلى الخدمات الأساسية.

من المتوقع أن تستمر الأزمة الإنسانية في غزة خلال الأشهر المقبلة، وأن يزداد عدد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية والأمراض. ويتطلب ذلك جهوداً مكثفة من جميع الأطراف المعنية لتقديم المساعدة اللازمة وتخفيف المعاناة عن السكان. وستظل صحة الأم والطفل في غزة قضية رئيسية تتطلب مراقبة دقيقة وتقييماً مستمراً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى