أكاديمية: يوم البحث والابتكار بجامعة جدة يهدف إلى إطلاق استراتيجية بحثية لـ5 سنوات مقبلة

أعلنت جامعة جدة عن إطلاق فعاليات يوم البحث والابتكار الأول، والذي يهدف إلى وضع حجر الأساس لاستراتيجية بحثية طموحة لمدة خمس سنوات. تركز هذه الاستراتيجية على تحويل مخرجات البحث العلمي إلى تطبيقات عملية ومنتجات ملموسة، وتعزيز دور الجامعة في دعم ريادة الأعمال المعرفية. وتعتبر هذه الخطوة جزءًا من جهود المملكة العربية السعودية المتسارعة نحو تعزيز مكانتها في مجال الابتكار والبحث العلمي.
جاء هذا الإعلان خلال مشاركة الدكتورة دينا حجار، عميدة عمادة البحث والابتكار بجامعة جدة، في برنامج قناة الإخبارية. وأكدت الدكتورة حجار أن الهدف الرئيسي من هذا اليوم هو إطلاق هذه الاستراتيجية التي ستوجه جهود الباحثين نحو تحقيق أثر اقتصادي واجتماعي أكبر لأعمالهم البحثية. ومن المتوقع أن يشهد اليوم حضورًا واسعًا من الباحثين والأكاديميين ورواد الأعمال.
استراتيجية جامعة جدة للبحث والابتكار: نحو التطبيق والتسويق
تعتبر هذه الاستراتيجية بمثابة تحول في نهج البحث العلمي في جامعة جدة، حيث تسعى إلى تجاوز مرحلة النشر العلمي التقليدي. وتركز على دعم الباحثين في تحويل أفكارهم إلى نماذج أولية قابلة للتسويق، ومن ثم إلى منتجات وخدمات تساهم في تنويع مصادر الدخل الوطني. وتأتي هذه الخطوة في سياق رؤية المملكة 2030 التي تولي أهمية قصوى للبحث والتطوير والابتكار.
أهداف الاستراتيجية الرئيسية
تهدف الاستراتيجية الجديدة إلى تحقيق مجموعة من الأهداف الطموحة، بما في ذلك:
زيادة عدد براءات الاختراع المسجلة باسم الجامعة والباحثين التابعين لها. وتشجيع إنشاء شركات ناشئة تعتمد على المعرفة والتكنولوجيا المتقدمة. بالإضافة إلى ذلك، تسعى الاستراتيجية إلى تعزيز التعاون بين الجامعة والقطاع الخاص لتسويق مخرجات البحث العلمي.
وتشمل الاستراتيجية أيضًا تطوير البنية التحتية البحثية في الجامعة، وتوفير الدعم المالي والإداري اللازم للباحثين. كما تهدف إلى جذب الكفاءات البحثية المتميزة من داخل وخارج المملكة. وتعتبر الاستراتيجية بمثابة استجابة لمتطلبات سوق العمل المتغيرة، وحاجة المملكة إلى تطوير قطاع اقتصادي قائم على المعرفة.
بالإضافة إلى ذلك، تولي الاستراتيجية اهتمامًا خاصًا بتطوير مهارات الباحثين في مجال ريادة الأعمال وإدارة المشاريع. وذلك من خلال تنظيم ورش عمل ودورات تدريبية متخصصة. كما تسعى إلى توفير برامج إرشادية للباحثين الراغبين في تحويل أفكارهم إلى مشاريع تجارية ناجحة.
وتعتبر الاستراتيجية بمثابة خطوة مهمة نحو تحقيق الاستدامة المالية للجامعة، وتقليل الاعتماد على الميزانية الحكومية. حيث تسعى الجامعة إلى تحقيق دخل إضافي من خلال تسويق مخرجات البحث العلمي، وتقديم الخدمات الاستشارية للقطاع الخاص.
وفي سياق متصل، تشهد المملكة العربية السعودية تطورات متسارعة في مجال البحث والتطوير، مدفوعة بالاستثمارات الحكومية الضخمة في هذا القطاع. وقد أطلقت وزارة التعليم العديد من المبادرات والبرامج الهادفة إلى دعم البحث العلمي والابتكار في الجامعات السعودية.
وتشمل هذه المبادرات برنامج تطوير القدرات البحثية، وبرنامج دعم الشركات الناشئة، وبرنامج براءات الاختراع. كما تسعى الوزارة إلى تعزيز التعاون بين الجامعات السعودية والمؤسسات البحثية العالمية.
وتشير التقارير إلى أن الإنفاق على البحث والتطوير في المملكة العربية السعودية قد شهد زيادة ملحوظة في السنوات الأخيرة. ويرجع ذلك إلى الوعي المتزايد بأهمية البحث العلمي والابتكار في تحقيق التنمية المستدامة.
ومع ذلك، لا تزال هناك بعض التحديات التي تواجه قطاع البحث والتطوير في المملكة، مثل نقص الكفاءات البحثية المتخصصة، وضعف البنية التحتية البحثية، وتعقيد الإجراءات الإدارية.
وتعمل الحكومة السعودية على معالجة هذه التحديات من خلال تنفيذ حزمة من الإصلاحات الهادفة إلى تحسين بيئة البحث والتطوير، وتشجيع الاستثمار في هذا القطاع.
وتشمل هذه الإصلاحات تبسيط إجراءات تسجيل براءات الاختراع، وتوفير حوافز ضريبية للشركات التي تستثمر في البحث والتطوير، وتسهيل إجراءات استقدام الكفاءات البحثية الأجنبية.
من جهة أخرى، يرى بعض الخبراء أن نجاح هذه الاستراتيجية يعتمد على مدى قدرة الجامعة على جذب الكفاءات البحثية المتميزة، وتوفير الدعم المالي والإداري اللازم للباحثين. كما يعتمد على مدى قدرتها على بناء علاقات قوية مع القطاع الخاص لتسويق مخرجات البحث العلمي.
وتعتبر الاستراتيجية الجديدة خطوة جريئة نحو تحويل جامعة جدة إلى مؤسسة بحثية رائدة على المستوى الإقليمي والعالمي.
من المتوقع أن تعلن جامعة جدة عن تفاصيل الخطة التنفيذية للاستراتيجية البحثية خلال الأشهر القليلة القادمة. وستشمل الخطة تحديد المؤشرات الرئيسية للأداء، وتخصيص الموارد المالية اللازمة، وتحديد المسؤوليات والمهام.
ويترقب المراقبون نتائج هذه الاستراتيجية، ومدى تأثيرها على تطوير قطاع البحث والتطوير في المملكة العربية السعودية. كما يراقبون مدى قدرة الجامعة على تحقيق أهدافها الطموحة في مجال الابتكار وريادة الأعمال المعرفية.
وتشكل هذه المبادرة جزءًا من جهود أوسع نطاقًا لتعزيز دور الجامعات السعودية في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وتعتبر الاستثمار في البحث العلمي وتطوير القدرات الابتكارية من أهم أولويات الحكومة السعودية في الوقت الحالي.