Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
دولي

ألمانيا تسعى لتعزيز دفاعاتها الفضائية لمواجهة روسيا والصين

كشفت الحكومة الألمانية اليوم عن استراتيجيتها الأولى للدفاع الفضائي، وهي خطوة تهدف إلى تعزيز القدرات الأوروبية في الفضاء وحماية الأقمار الاصطناعية من التهديدات المتزايدة. تأتي هذه الاستراتيجية في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية مع روسيا والصين، وتؤكد على أهمية حماية البنية التحتية الفضائية الألمانية والأوروبية.

أعلن وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس ووزيرة البحث العلمي دوروثي بار عن تفاصيل الاستراتيجية في مؤتمر صحفي، مؤكدين على ضرورة تطوير قدرات ردعية ودفاعية في الفضاء. وتهدف الاستراتيجية إلى ضمان استمرار عمل الأنظمة الحيوية التي تعتمد على الفضاء، مثل الاتصالات والملاحة وأنظمة تحديد المواقع.

أهمية الدفاع الفضائي: حماية البنية التحتية الحيوية

تعتبر الاستراتيجية الجديدة بمثابة تحول كبير في السياسة الدفاعية الألمانية، حيث كانت ألمانيا تقليديًا مترددة في الانخراط في الأنشطة العسكرية في الفضاء. ومع ذلك، فإن التهديدات المتزايدة للبنية التحتية الفضائية، مثل الهجمات الإلكترونية والأسلحة المضادة للأقمار الاصطناعية، دفعت الحكومة إلى إعادة النظر في هذا الموقف.

وفقًا لبيستوريوس، فإن الولايات المتحدة والصين وروسيا تنشط بشكل كبير في الفضاء، مما يتطلب من ألمانيا أن تكون قادرة على الدفاع عن نفسها. وأشار إلى أن الهجوم الإلكتروني الذي استهدف الأقمار الاصطناعية في بداية الحرب الأوكرانية وتسبب في تعطل توربينات الرياح في ألمانيا، يوضح مدى ضعف البنية التحتية الحيوية على الفضاء.

الاستثمار في القدرات الفضائية

تخطط ألمانيا لاستثمار حوالي 35 مليار يورو بحلول عام 2030 في تطوير قدراتها الفضائية، بما في ذلك تطوير أنظمة استشعار ومراقبة فضائية، وتعزيز القدرات الإلكترونية، وتطوير أنظمة اتصالات آمنة. سيتم تنفيذ هذه الاستراتيجية بالتعاون مع وزارة الخارجية والوزارة الفدرالية للبحث والتكنولوجيا والفضاء.

بالإضافة إلى الاستثمار في القدرات التقنية، تهدف الاستراتيجية أيضًا إلى تعزيز التعاون مع الشركاء الأوروبيين وحلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة. ويهدف هذا التعاون إلى تبادل المعلومات والخبرات، وتوحيد الجهود في مجال الدفاع الفضائي. كما تسعى ألمانيا إلى توحيد القواعد المنظمة لقطاع الفضاء الأوروبي لتعزيز القدرة التنافسية.

النهج الألماني: سلمي ومستدام

أكد بيستوريوس أن ألمانيا لن تسلك مسارًا عدوانيًا في الفضاء، وأنها لن تهاجم أو تسمح بشن هجمات على الأقمار الاصطناعية التابعة لدول أخرى. وتركز الاستراتيجية على استخدام سلمي ومستدام ومنظم للفضاء، بهدف منع سباق التسلح في الفضاء.

ومع ذلك، فإن هذا النهج السلمي لا يعني التخلي عن الدفاع عن المصالح الألمانية في الفضاء. وترى الحكومة الألمانية أن من الضروري أن تكون قادرة على ردع أي هجوم على الأقمار الاصطناعية الألمانية، وحماية البنية التحتية الحيوية التي تعتمد عليها. وتشمل هذه البنية التحتية أنظمة الاتصالات، وأنظمة تحديد المواقع العالمية (GPS)، والتحويلات المصرفية، وتوقعات الطقس.

تعتبر هذه الاستراتيجية جزءًا من جهود أوسع نطاقًا لإعادة تسليح أوروبا، والتي تسعى ألمانيا إلى قيادتها. ويرى بيستوريوس أن إجراء العمليات العسكرية الحديثة بدون بيانات فضائية أمر لا يمكن تصوره على الإطلاق. وتشمل هذه البيانات معلومات الاستخبارات، ومعلومات الملاحة، ومعلومات الاتصالات.

تعتبر الفضاء الخارجي مجالًا متزايد الأهمية للأمن القومي، وتدرك ألمانيا ذلك. وتشير التطورات الأخيرة إلى أن التهديدات في الفضاء تتزايد، مما يتطلب من الدول أن تتخذ خطوات لحماية مصالحها.

من المتوقع أن يتم تقديم تفاصيل إضافية حول الاستراتيجية في الأشهر المقبلة، بما في ذلك خطط التنفيذ والميزانية التفصيلية. وستراقب الحكومات والشركات في جميع أنحاء العالم عن كثب هذه التطورات، حيث يمكن أن يكون لها تأثير كبير على مستقبل الدفاع الفضائي. وستكون الخطوة التالية هي مناقشة الاستراتيجية في البرلمان الألماني والموافقة عليها، ومن ثم البدء في تنفيذ الخطط المحددة بحلول عام 2030.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى