إسرائيل تنشر أرقاما متضاربة عن عدد اليهود بدول عربية

نشرت وزارة الخارجية الإسرائيلية بيانات متضاربة حول أعداد اليهود في الدول العربية، مما أثار تساؤلات حول دقة المعلومات المقدمة. وقد سلط هذا التباين الضوء على قضية هجرة اليهود من الدول العربية، وهي قضية تاريخية وسياسية معقدة. البيانات المنشورة باللغة العربية تختلف عن تلك التي نُشرت باللغة الإنجليزية، مما أثار جدلاً حول دوافع هذا الاختلاف.
وقد أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية عن أرقام مختلفة لأعداد اليهود في دول مثل العراق وليبيا والمغرب واليمن ومصر والجزائر ولبنان وسوريا وتونس وإيران، مع الإشارة إلى انخفاض كبير في أعدادهم مقارنة بعام 1948. تأتي هذه البيانات في سياق إحياء إسرائيل لما تسميه “يوم طرد اليهود من الدول العربية”، الذي يصادف 30 نوفمبر من كل عام.
هجرة اليهود من الدول العربية: أرقام متضاربة ودوافع سياسية
وفقًا للبيانات المنشورة باللغة العربية، كان عدد اليهود في العراق عام 1948 حوالي 135 ألفًا، بينما لم يتبق منهم حاليًا سوى أقل من 10 آلاف. وفي ليبيا، انخفض العدد من 38 ألفًا إلى لا شيء. أما في المغرب، فقد انخفض العدد من 265 ألفًا إلى 2150، وفي اليمن من 63 ألفًا إلى 50.
في المقابل، أظهرت البيانات المنشورة باللغة الإنجليزية أرقامًا مختلفة بعض الشيء. ففي مصر، ذكرت الخارجية الإسرائيلية وجود 100 ألف يهودي عام 1948، ولم يتبق منهم سوى 3، بينما في الجزائر، انخفض العدد من 140 ألفًا إلى 50. كما أظهرت أرقامًا مختلفة لعدد اليهود في لبنان وسوريا والعراق واليمن.
أسباب الهجرة وتأثيرها على المجتمعات
يعزو المؤرخون أسباب هجرة اليهود من الدول العربية إلى عدة عوامل، بما في ذلك الصراعات العربية الإسرائيلية المتصاعدة، وتدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، والتمييز الذي تعرضوا له في بعض الحالات. وقد أدت هذه الهجرة إلى تغييرات ديموغرافية واجتماعية كبيرة في كل من الدول العربية وإسرائيل.
بالإضافة إلى ذلك، لعبت السياسات الإسرائيلية دورًا في تشجيع الهجرة، حيث قدمت تسهيلات لليهود من الدول العربية للانتقال إلى إسرائيل. وقد أدى ذلك إلى زيادة عدد السكان اليهود في إسرائيل وتشكيل مجتمع متنوع من اليهود القادمين من مختلف أنحاء العالم.
الوضع الفلسطيني والإقليمي وتأثيره على قضية اليهود العرب
تأتي هذه البيانات في ظل تصاعد التوترات في المنطقة، وخاصة في فلسطين. فمنذ 8 أكتوبر 2023، تشهد غزة عدوانًا إسرائيليًا داميًا أدى إلى مقتل وإصابة عشرات الآلاف من الفلسطينيين وتدمير البنية التحتية. كما يشهد الضفة الغربية اعتداءات متواصلة من قبل الجيش الإسرائيلي والمستوطنين.
ويرى مراقبون أن نشر هذه البيانات المتضاربة قد يكون له دلالات سياسية، حيث تسعى إسرائيل إلى تعزيز سرديتها حول اضطهاد اليهود في الدول العربية وتبرير سياساتها تجاه الفلسطينيين. الوضع في فلسطين يظل معقدًا، ولا تزال الجهود الدبلوماسية جارية للتوصل إلى حل سلمي.
اللاجئون الفلسطينيون يمثلون أيضًا جزءًا أساسيًا من هذه الصورة، حيث يعيش ملايين الفلسطينيين في مخيمات اللاجئين في دول عربية مختلفة، وينتظرون العودة إلى ديارهم. قضية اللاجئين الفلسطينين تعتبر من أهم القضايا العالقة في الصراع العربي الإسرائيلي.
في الوقت الحالي، من المتوقع أن تستمر إسرائيل في إحياء ذكرى “يوم طرد اليهود من الدول العربية” سنويًا، مع التركيز على سرديتها الخاصة حول هذه القضية. كما من المتوقع أن تستمر الجهود الدبلوماسية للتوصل إلى حل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، مع الأخذ في الاعتبار حقوق جميع الأطراف المعنية. يبقى مستقبل المنطقة غير مؤكد، ويتطلب مراقبة دقيقة للتطورات السياسية والأمنية.





