Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
سياسة

“إعدام بطيء”.. معركة البقاء الأخيرة للأسير عبد الله البرغوثي

عمّان – تتزايد المخاوف بشأن حالة الأسير الأردني عبد الله البرغوثي (53 عاماً)، المحكوم بالسجن المؤبد 67 مرة، في ظل تقارير عن تعرضه لتعذيب ممنهج داخل سجون إسرائيلية. هذه القضية، التي أثارت ردود فعل واسعة في الأردن وفلسطين، تلقي الضوء على أوضاع الأسرى وتصاعد الانتهاكات بحقهم. وتدعو منظمات حقوقية إلى تحرك دولي عاجل لضمان سلامة البرغوثي وتوفير العلاج اللازم له.

قضى البرغوثي أكثر من عقدين في السجون الإسرائيلية، إلا أن الظروف الحالية تثير قلقاً بالغاً. وتتحدث مصادر مطلعة عن تدهور سريع في وضعه الصحي نتيجة للتعذيب المستمر والإهمال الطبي. وتأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه ساحة الأسرى تصعيداً في الإجراءات الإسرائيلية، بما في ذلك مناقشة قوانين تسمح بإعدام الأسرى.

الوضع الصحي للأسير عبد الله البرغوثي: تفاصيل مقلقة

وفقاً لمكتب إعلام الأسرى، يتعرض البرغوثي منذ أكثر من عامين لسلسلة من الاعتداءات. تشمل هذه الاعتداءات اقتحام زنزانته بشكل مفاجئ، وأحياناً بمرافقة كلاب بوليسية، بالإضافة إلى الضرب المبرح بعد تقييده. وتصف مصادر حقوقية هذه الأفعال بأنها محاولة لإلحاق الأذى النفسي والجسدي بالأسير.

وتشير المعلومات المتوفرة إلى أن البرغوثي يعاني من كسور متعددة في الأطراف العلوية والسفلية، بما في ذلك كسر كبير في كوع وراحة يده اليمنى، وكسر في أصابع اليد اليسرى، بالإضافة إلى كسور في الأضلاع. ولم يتلق البرغوثي العلاج المناسب لهذه الإصابات، مما يزيد من خطورة حالته.

انتهاكات إضافية وتعذيب نفسي

إلى جانب الإصابات الجسدية، يواجه البرغوثي ظروفاً معيشية قاسية. فقد فقد ما يقارب 35 كيلوغراماً من وزنه نتيجة لسياسات الحرمان من الغذاء. كما تعرض لصعقات كهربائية متكررة وسكب الماء البارد على جسده، وهي أساليب تعذيب ممنوعة دولياً.

ويضاف إلى ذلك وضعه في زنزانة موبوءة بالجرب، مما تسبب في انتشار تقرحات مؤلمة في جميع أنحاء جسده، وأدى إلى صعوبة كبيرة في الحركة وشلل جزئي. وتؤكد العائلة أن إدارة السجون ترفض توفير العلاج الأساسي له، وتحظر وصول المؤسسات الحقوقية لزيارته وتقديم المساعدة الطبية.

ردود الفعل والتصعيد السياسي

أعرب شقيق الأسير، رائف البرغوثي، عن قلقه العميق بشأن حياة أخيه، واصفاً ما يجري بأنه “أذى متعمد يتجاوز مفهوم التعذيب”. وأضاف أن العائلة تلقت معلومات تفيد بأن السجانين يتعمدون إلحاق الأذى بالأسير البرغوثي بطرق وحشية.

وتشهد الأردن تحركات شعبية ورسمية للمطالبة بإطلاق سراح البرغوثي وتحسين أوضاعه في السجن. دعت اللجنة الوطنية للأسرى والمفقودين الأردنيين إلى ضغط دولي على إسرائيل لوقف التعذيب وتوفير العلاج العاجل. وتعتبر اللجنة أن قضية البرغوثي تمثل اختباراً حقيقياً للمجتمع الدولي فيما يتعلق بحقوق الإنسان والالتزام بالقانون الدولي.

وتترافق هذه التحركات مع انتقادات واسعة للاحتلال الإسرائيلي، الذي يتهم بممارسة سياسة ممنهجة ضد الأسرى الفلسطينيين والعرب. ويذكر أن هناك حوالي 20 أسيراً أردنياً يقبعون في السجون الإسرائيلية، يعانون من ظروف قاسية وانتهاكات مستمرة لحقوقهم.

آفاق مستقبلية وتحديات قانونية

يأتي تصعيد الإجراءات ضد البرغوثي في ظل مناقشة قانون إسرائيلي مثير للجدل يسمح بإعدام الأسرى، وهو ما أثار مخاوف واسعة من أن تستغل إسرائيل هذا القانون لتصفية رموز المقاومة داخل السجون. وتحذر منظمات حقوقية من أن هذا القانون يتعارض مع القانون الدولي ويشكل خطراً حقيقياً على حياة الأسرى.

من المتوقع أن تستمر التحركات الدبلوماسية والشعبية للمطالبة بإطلاق سراح البرغوثي وتحسين أوضاعه في السجن. وتعتمد فرص نجاح هذه التحركات على الضغط الدولي وقدرة الأردن وفلسطين على حشد الدعم لقضيته. ومع ذلك، يظل الوضع غير مؤكد وتعتمد التطورات المستقبلية على السياسات الإسرائيلية والظروف السياسية الإقليمية.

ويبقى الوضع الصحي للأسير البرغوثي هو الأكثر إلحاحاً، حيث يخشى المراقبون من أن تدهور حالته قد يصل إلى مرحلة حرجة. ويجب على المؤسسات الدولية التدخل الفوري لضمان حصوله على العلاج اللازم، وحماية حقوقه الأساسية كإنسان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى