Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
دولي

«إف-16» في يد كييف.. هل يأتي النصر من السماء؟

تزامن التوغل الجريء للقوات الأوكرانية في عمق الأراضي الروسية، مع تسلم أوكرانيا لدفعة من طائرات إف 16 الأمريكية المقاتلة، ودخولها المعركة، حيث أعلن مسؤول حكومي موالٍ لروسيا في خيرسون، عبر قناته على “تلغرام” عن رصد مقاتلات إف 16 في مناطق العمليات العسكرية الخاصة بأوكرانيا وكتب: “رصدنا يوم أمس مقاتلات “إف-16″ تحلق فوق منطقتنا”. وأعرب المسؤول عن ثقته في أنه “سيتم تدميرها جميعاً في وقت قريب، وستصبح كلها معروضات في موسكو”.

وكانت كييف قد دعت حلفاءها في الناتو لتزويدها بطائرات إف 16 منذ الأيام الأولى للحرب، وتشكل ائتلاف تحت اسم ” F-16 من الدول الأوروبية” مكون من: الدنمارك وهولندا، وبلجيكا والنرويج، ووعد هذا الائتلاف بإرسال 79 طائرة، لكن تعين انتظار موافقة الولايات المتحدة على تصدير تلك الطائرات، والتي منحتها إدارة بايدن في أغسطس من العام الماضي، واستغرق تدريب الطيارين الأوكرانيين على استخدامها شهوراً.

إرث السوفييت

مع بداية “العملية العسكرية الروسية الخاصة”، كان لدى سلاح الجو الأوكراني نحو 128 طائرة ورثتها من الحقبة السوفييتية، حسب موقع “سيمبلي فلاينغ” تشمل:

50 طائرة Mikoyan MiG-29، والمعروفة باسم “Fulcrum“، طائرة مقاتلة ذات محركين طورها الاتحاد السوفيتي في السبعينيات لتكون طائرة تفوق جوي قادرة على مواجهة الطائرات الأمريكية F-15 Eagle و F-16 Fighting Falcon. ودخلت الخدمة مع سلاح الجو السوفيتي عام 1983.

30 طائرة Sukhoi Su-25، والمعروفة باسم “Frogfoot“، وهي طائرة دعم أرضي ذات محرك واحد تم تطويرها لحماية القوات السوفيتية على الأرض. منذ تقديمها إلى سلاح الجو السوفيتي في 19 يوليو 1981، شاركت Su-25 القتال في أفغانستان وفي صراعات أخرى.

24 طائرة Sukhoi Su-27، والمعروفة باسم “Flanker“، وهي طائرة مقاتلة ذات محركين وسريعة المناورة لتنافس الطائرات الأمريكية من الجيل الرابع مثل F-14 Tomcat وF-15 Eagle. دخلت الخدمة مع سلاح الجو السوفيتي في عام 1985 وكانت مكلفة بمهمات مرافقة طويلة المدى.

24 طائرة Su-24، والمعروفة باسم “Fencer“، والتي تتميز بجناح قابل للطي، وهي قاذفة تكتيكية تفوق سرعة الصوت تستخدم في جميع الأحوال الجوية بمقعدين جانبيين للطاقم. تم تطويرها خلال الستينيات لمهام القصف على مستوى منخفض ضد الأعداء.

وإلى جانب الطائرات المقاتلة المذكورة أعلاه، امتلك سلاح الجو الأوكراني طائرات شحن ونقل وتدريب متنوعة.

ولتعزيز سلاح الجو الأوكراني قدمت دول في الناتو مثل سلوفاكيا وبولندا، في بدايات الحرب، بعض طائرات MiG-29 لأوكرانيا، وقد كان ذلك التبرع مفيداً حيث كان الطيارون الأوكرانيون مدربين بالفعل على تلك الطائرات، لكنها لم تكن كافية لقلب التفوق الروسي الجوي.

خطوط حمر

اعتُبر وصول مقاتلات F-16 إلى أوكرانيا تجاوزاً “للخطوط الحمراء” التي وضعها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أكد في وقت سابق أن تزويد كييف بأسلحة جديدة، بما في ذلك طائرات “إف-16″، لن يغير الوضع على الجبهة، بل سيؤدي إلى إطالة أمد الصراع. وحذر بوتين من أن الجيش الروسي “سيحرق (إف-16) في أوكرانيا وسيفكر بضربها في قواعدها بالدول التي قد تنطلق منها”.

وتنطلق مقاتلات F-16 في أوروبا من 13 قاعدة جوية تتوزع على 7 دول هي بلجيكا وهولندا وإيطاليا وإسبانيا والدنمارك والنرويج وبولندا، وتتمتع تلك القواعد بالبنية التحتية اللازمة لهذه المقاتلات، بما في ذلك المدارج، ومرافق الصيانة، وأنظمة الدعم العملياتي. وتلعب دوراً حاسماً في استراتيجيات الدفاع الجوي للناتو والعمليات الأمنية الإقليمية الأخرى.

معايير

من المتوقع أن تحدث مقاتلات إف-16، تغييرات كبيرة في ساحة المعركة لمصلحة أوكرانيا، ذلك أنها طائرات حربية متعددة المهام وقادرة على شن هجمات جوية دقيقة.

وستمنح هذه المقاتلات الأوكرانيين تفوقاً جوياً نسبياً أو على الأقل القدرة على مجاراة روسيا في الجو والتي ستستنزف عبر تخصيص المزيد من الموارد للدفاع الجوي، كما ستتيح شن غارات جوية أكثر دقة وفعالية على الأهداف الروسية، وتوفر غطاء جوياً أفضل للقوات البرية، ضمن المعايير الأمريكية لاستخدام هذا النوع من الطائرات.

وضعت الولايات المتحدة الأمريكية قيوداً وإرشادات لاستخدام طائرات F-16 في أوروبا، لضمان أن نشر واستخدام هذه الطائرات يتم بطريقة تدعم الأمن الدولي والتعاون، مع احترام القوانين الوطنية والدولية، وتشمل:

1. الالتزام بإرشادات ناتو التشغيلية وقواعد الاشتباك. يتضمن ذلك التنسيق مع حلفاء ناتو، واحترام حدود الأجواء، واتباع بروتوكولات المهام.

2. العمل من قواعد تم الاتفاق عليها مسبقًا مع الدول المضيفة. ويجب أن تستوفي هذه القواعد معايير تشغيلية ومتطلبات أمان محددة.

3. اتباع قواعد الاشتباك الصارمة التي تحددها كل من القيادة الأمريكية وناتو. وتحكم هذه القواعد متى وكيف يمكن استخدام القوة، وتهدف إلى تقليل الأضرار الجانبية ومنع التصعيد.

4. التوافق مع الأهداف السياسية الخارجية الأمريكية الأوسع وضمان ألا تؤدي العمليات إلى تصعيد التوترات أو خلق مشكلات دبلوماسية مع دول أخرى.

5. الالتزام بالقيود اللوجستية وضمان تلبية جميع المعايير التشغيلية، وأن تكون سلاسل الدعم والإمداد متاحة للحفاظ على جاهزية الطائرات.

6. تخطيط هذه التدريبات بعناية لضمان تلبيتها احتياجات التشغيل لجميع القوات المشاركة ولا تنتهك أي اتفاقات أو بروتوكولات.

7. ضمان استخدام الطائرات وتقنياتها بما يتوافق مع الاتفاقات الدولية وعدم نقلها إلى مستخدمين غير مصرح لهم.

تفاؤل

تلقى الإعلام الغربي والأمريكي تحديداً، أنباء وصول مقاتلات إف 16 لأوكرانيا بتفاؤل كبير، حيث وصفت CNBC ذلك بـ”اللحظة الحاسمة لأوكرانيا”، بعد أن كانت كييف قد “طلبت الطائرات مرارًا وتكرارًا” وتأمل أوكرانيا أن “تغير الطائرات F-16 الموازين” في الحرب.

من جهتها، قالت CNN إن الطائرات تعد “تحسيناً كبيراً” للطائرات التي ورثتها أوكرانيا من الاتحاد السوفييتي، حيث يمكنها توفير غطاء جوي للقوات البرية والبنية التحتية الحيوية، أو مهاجمة الأهداف الروسية والطائرات المعادية.

وذكرت The Economist أن وصول الطائرات ولو كان متأخراً، “أفضل من ألا تصل أبداً”، على الرغم من أن الأعداد “قليلة جدًا”، “لا ينبغي التقليل من أهميتها”، حيث سينعكس تأثيرها فوراً على الروح المعنوية للقوات الأوكرانية، كما يمكنها أن تصد الطائرات الروسية القاذفة للصواريخ؛ التي يساعدها مداها على القص من الأجواء الروسية.

لكن الخبير العسكري الأمريكي، شون مكفيت، أبدى لمجلة “نيوزويك” الأمريكية قلقه، من أن “هذه المقاتلات قد تؤدي إلى تجاوز خطوط بوتين الحمراء للحرب العالمية الثالثة”.

وقال: “إنها مسألة مهمة، لكن الغرب كان يضغط ضد خطوطه الحمر منذ بداية الحرب”.

تحديات

ومع أن هذه الحرب قد تشهد تحولاً دراماتيكياً، إذا ما استطاعت أوكرانيا استثمار مقاتلات إف 16 بالشكل المثالي، باستهداف مواقع الدفاع الجوي الروسية، وشن الغارات على خطوط الإمداد والقيادة والسيطرة الروسية، إلا أنها خطوة قد تؤدي لتمديد أجل الصراع، كما سيقل استعداد روسيا للتفاوض، هذا إذا لم يتوسع الصراع ليشمل حلف شمال الأطلسي “الناتو”.

ورغم هذا الحماس والمعنويات التي ارتفعت بوصول هذه المقاتلات، فإن الواقع يقول إن هناك تحديات أمام أوكرانيا للاستفادة منها، حيث يحتاج طياروها إلى تدريب مكثف للتعامل مع هذه المقاتلات المتطورة، ما يتطلب وقتًا وجهدًا. إضافة إلى امتلاك روسيا أنظمة دفاع جوي متطورة، ما يصعب معه تحقيق تفوق جوي كامل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى