إنقاذ نحو 400 مهاجر قبالة سواحل جزيرة يونانية

أنقذت فرق خفر السواحل اليونانية ما يقرب من 400 مهاجر في عمليات منفصلة جنوب جزيرة كريت يوم الجمعة، في أحدث دليل على استمرار تدفق المهاجرين إلى أوروبا عبر البحر الأبيض المتوسط. وتأتي هذه الجهود وسط زيادة في الحوادث البحرية التي تنطوي على أشخاص يبحثون عن حياة أفضل في الاتحاد الأوروبي، مما يضع ضغوطًا متزايدة على اليونان والدول الأعضاء الأخرى.
وقالت وكالة الأنباء اليونانية (ANA) إن عمليات الإنقاذ شملت سفينة تابعة لخفر السواحل، وسفينة شحن دنماركية، ومروحية. وتستمر السلطات اليونانية في جهودها لمعالجة أزمة الهجرة، مع التركيز على إنقاذ الأرواح وتوفير المساعدة للمحتاجين.
ارتفاع أعداد المهاجرين و تحديات الإنقاذ البحري
أفادت الوكالة بأن 365 شخصًا تم انتشالهم من سفينة صيد تقع على بعد حوالي 35 ميلًا بحريًا جنوب جزيرة غافدوس. وتشير التقارير إلى أن العديد من هؤلاء الأفراد كانوا في ظروف حرجة بسبب الجوع والجفاف والإرهاق.
قبل ذلك بساعات، تم نقل حوالي 30 مهاجرًا إلى سفينة تابعة لوكالة الحدود الأوروبية (فرونتكس) على بعد 25 ميلًا بحريًا من غافدوس، قبل نقلهم إلى كريت. وتوضح هذه الحوادث التعاون الدولي المستمر في جهود مراقبة الحدود والإنقاذ في المنطقة.
أسباب زيادة الهجرة غير النظامية
تأتي هذه الزيادة في أعداد المهاجرين في ظل تصاعد الأزمات في مناطق مختلفة من العالم، بما في ذلك الصراعات والظروف الاقتصادية الصعبة. وبحسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فإن سوريا وأفغانستان ومصر هي من بين الدول الرئيسية التي ينحدر منها هؤلاء الباحثون عن اللجوء.
بالإضافة إلى ذلك، فإن التغيرات المناخية وتدهور الأراضي الزراعية تساهم في تفاقم الظروف المعيشية في بعض البلدان، مما يدفع المزيد من الناس إلى البحث عن فرص جديدة في الخارج.
وفي يوم الخميس، أنقذ خفر السواحل 39 مهاجرًا كانوا على متن قارب مطاطي جنوب كريت. وتؤكد هذه الحوادث المتكررة المخاطر الكبيرة التي يواجهها المهاجرون أثناء محاولتهم الوصول إلى أوروبا عبر البحر.
تأثيرات أزمة الهجرة على اليونان
تعتبر اليونان نقطة دخول رئيسية إلى أوروبا بالنسبة للمهاجرين القادمين من الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا. وقد أدى ذلك إلى ضغوط كبيرة على البنية التحتية والخدمات الاجتماعية في البلاد، وخاصة على الجزر اليونانية.
وبحسب بيانات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فقد وصل أكثر من 16770 شخصًا إلى جزيرة كريت منذ بداية العام، وهو رقم يتجاوز بكثير عدد المهاجرين الواصلين إلى أي جزيرة أخرى في بحر إيجه.
ومع ذلك، تواجه اليونان أيضًا تحديات في توفير الرعاية الكافية للمهاجرين، بما في ذلك الوصول إلى الغذاء والمأوى والرعاية الصحية. وتدعو المنظمات الدولية إلى زيادة الدعم المالي واللوجستي لليونان لمساعدتها على التعامل مع هذه الأزمة.
في وقت سابق من هذا الشهر، أدى انقلاب قارب إلى وفاة 17 شخصًا، معظمهم من المصريين والسودانيين، ولا يزال 15 آخرون في عداد المفقودين. تذكرنا هذه المأساة بالثمن الباهظ الذي يدفعه المهاجرون في سعيهم وراء حياة أفضل. وتشير التحقيقات الأولية إلى أن القارب كان مزدحمًا للغاية وغير مناسب للرحلة البحرية.
تتزايد المخاوف بشأن سلامة طرق الهجرة البحرية، وتدعو المنظمات غير الحكومية إلى تعزيز عمليات البحث والإنقاذ وتوفير مسارات آمنة وقانونية للمهاجرين. كما أن هناك دعوات لمكافحة شبكات تهريب البشر التي تستغل ضعف هؤلاء الأفراد.
من المتوقع أن تستمر عمليات الإنقاذ في بحر إيجه والبحر الأبيض المتوسط في الأيام والأسابيع المقبلة، مع بقاء الطقس السيئ والظروف البحرية الصعبة عوامل خطر إضافية. وستراقب السلطات اليونانية عن كثب تطورات الوضع، وتستعد لتقديم المساعدة للمحتاجين.
في الوقت الحالي، لا توجد مؤشرات على انخفاض في تدفق الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا، ومن المرجح أن تستمر هذه القضية في كونها أولوية رئيسية بالنسبة للاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه.



