Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
سياسة

إيران بين المقاومة والتسوية.. نقاش في منتدى الدوحة

الدوحة – ناقش منتدى الدوحة 2025 في جلسته اليوم، السبت، التحديات المتزايدة في منطقة الشرق الأوسط، مع التركيز بشكل خاص على دور إيران في البيئة الأمنية الإقليمية المتغيرة. واتفق المشاركون على أن حالة عدم الاستقرار الحالية لا تعزى فقط إلى سياسات إيران، بل أيضاً إلى السياسات العدوانية الإسرائيلية التي تسعى لفرض واقع جديد في المنطقة. هذه الجلسة، التي ضمت مسؤولين كبار وخبراء دوليين، سلطت الضوء على الحاجة الماسة للحوار وبناء الثقة لضمان الاستقرار، وتحديداً فيما يتعلق بـ الأمن الإقليمي.

وعقدت الجلسة على هامش اليوم الثاني من فعاليات المنتدى الذي يستمر حتى 8 ديسمبر، تحت شعار “ترسيخ العدالة: من الوعود إلى واقع ملموس”. وتركزت المناقشات حول كيفية إدارة التوترات المتصاعدة، وتأثيرها على دول مجلس التعاون الخليجي، فضلاً عن دور الاتحاد الأوروبي في التوصل إلى حلول مستدامة.

دور إيران في البيئة الأمنية الإقليمية

تعتبر إيران قوة إقليمية مؤثرة، إلا أنها تواجه تحديات جمة، سواء داخلية أو خارجية. استعرض المشاركون في الجلسة مواقف طهران تجاه الاتفاق النووي، وجهودها الرامية لتطوير استراتيجيات ردع فعالة. وتناولت المناقشات أيضاً تأثير هذه الاستراتيجيات على ثقة دول المنطقة.

وأكد وزير الخارجية الإيراني الأسبق جواد ظريف، خلال الجلسة، أن بلاده واجهت على مر التاريخ التقلبات والتحديات. وقال “لقد مررنا بعواصف عديدة على مدار سبعة آلاف سنة تقريباً، تعرضنا للغزو والاحتلال، لكننا لم ننهر، وسنواصل الصمود”.

ويرى مراقبون أن تصريحات ظريف تعكس إصرار طهران على الحفاظ على مكانتها الإقليمية، حتى في ظل العقوبات والضغوط الدولية. لكن هذا الإصرار يواجه تحديات متزايدة مع تصاعد التوترات في المنطقة.

العدوان الإسرائيلي وتأثيره

أشار المشاركون إلى أن الهجمات الأخيرة على البنى التحتية الإيرانية من قبل إسرائيل، والتي تتصاعد بشكل ملحوظ، تؤثر بشكل مباشر على استقرار المنطقة. ورأى ظريف أن التقديرات التي توقعت انهيار إيران كانت خاطئة، مؤكداً أن إيران قوة ذات قدرات متأصلة وليست مستوردة.

وبحسب ما أفاد به المشاركون، فإن العدوان الإسرائيلي يمثل تهديداً كبيراً للأمن والاستقرار الإقليمي، ويدعو إلى ضرورة إيجاد آليات فعالة لوقف التصعيد والتوصل إلى حلول سلمية. ويتطلب ذلك جهوداً دولية مكثفة، فضلاً عن حوار بناء بين جميع الأطراف المعنية.

مساعي تحقيق الاستقرار الإقليمي

شدد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، محمد جاسم البديوي، على أن هدف المجلس هو بناء علاقات ثقة مع إيران لضمان استقرار المنطقة. وأضاف “لا أحد في مجلس التعاون يريد لإيران أن تنهار، نحن هنا للحديث عن الحاضر والمستقبل، وكيف نجعل منطقتنا آمنة ومستقرة ومزدهرة”.

واقترح البديوي وضع الأسس الصحيحة للعلاقات، بما يشمل الاحترام المتبادل، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، والتركيز على التعاون الاقتصادي. كما دعا إلى وقف إيران عن سياسات تصدير الثورة والتدخلات التي تهدد استقرار المنطقة، وهو ما يعتبره المجلس من العوامل الرئيسية لزعزعة الاستقرار.

من جانبها، ركزت ناتالي توتشي، مديرة معهد الشؤون الدولية الإيطالي، على دور الاتحاد الأوروبي في العلاقات مع إيران. وأشارت إلى تراجع دور أوروبا كوسيط بين الولايات المتحدة وإيران، وتحول دول الخليج لتلعب هذا الدور بشكل مباشر، مضيفة “الأوروبيون يرون إيران تهديداً مباشراً بسبب دعمها لروسيا، والإيرانيون غاضبون من عدم حفاظ أوروبا على الاتفاق النووي”.

وأكدت توتشي أن إيران بحاجة إلى إعادة تقييم استراتيجيتها للردع، التي تعتمد بشكل كبير على الوكلاء بالمنطقة. ورأت أن أوروبا يمكن أن تلعب دوراً مهماً في دعم التقارب المتزايد بين إيران والخليج، من خلال آليات تفاوض متعددة الأطراف تحقق الاستقرار السياسي.

وفي الختام، يبدو أن الوصول إلى حلول مستدامة بشأن التحديات الإقليمية يتطلب جهوداً دولية متضافرة، وحواراً بناءً بين جميع الأطراف المعنية. من المتوقع أن تشهد المنطقة في الأسابيع القادمة تطورات جديدة، تتطلب مراقبة دقيقة وتحليلاً معمقاً، خاصةً مع استمرار التوترات وتصاعد المخاوف بشأن الأمن الإقليمي. وستبقى القضية النووية الإيرانية أحد أبرز الملفات التي تتطلب حلاً عاجلاً وشاملاً، وستكون نتائج المفاوضات المحتملة حاسمة لمستقبل المنطقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى